حكى القران العديد من قصص الانبياء
حكى القران العديد من قصص الانبياء
حكى القران العديد من قصص الانبياء فهناك الأنبياء الذين تعرضوا لامتحانات من الله وابتلوا في قومهم، فواجهوا أولئك المتكبرين الجبارين، والعتاه الظالمين، وواجهوا عدم تصديق قومهم لهم بصبر جميل، وقد سلطت الآيات القرآنية الضوء قصة سيدنا آدم عليه السلام كاملة ، و قصة سيدنا يونس في بطن الحوت ، وغيرهم من الأنبياء والرسل.
إذ تدرج القرآن في القصص فذكر ما حدث في حياة عدد كبير من الأنبياء والمرسلين بداية من قصة سيدنا آدم وسيدتنا حواء ونهاية بقصة خاتم المرسلين سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- وذلك لتربية النشء المسلم المؤمن بالله والموحد به، ولتوضيح طريقة التعامل مع كل أمور الحياة من النواحي المختلفة في التجارة والزراعة والتعاملات الدينية والدنيوية بما يتماشى مع الشريعة، مع الإستدلال على عاقبة من خالف هذه قوانين هذه الشريعة.
ومن الأمثلة على هذه القصص: قصة سيدنا آدم -عليه السلام، وقصة سيدنا هود -عليه السلام-، وسيدنا إسماعيل -عليه السلام-، وسيدنا أيوب-عليه السلام-، وسيدنا سليمان -عليه السلام-، وسيدنا زكريا -عليه السلام-، وسيدنا صالح -عليه السلام-، وسيدنا ذو الكفل -عليه السلام-، وسيدنا موسى وأخوه هارون -عليهما السلام-، وسيدنا يحيى -عليه السلام-، وسيدنا إدريس -عليه السلام-، وسيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وسيدنا يعقوب -عليه السلام-، وسيدنا عيسى-عليه السلام-، وسيدنا لوط -عليه السلام-. [1] [2] [3]
لماذا حكى القران العديد من قصص الانبياء
- إثبات وحدانية الله -تعالى-
- التأكيد على البعث والجزاء.
- أخذ العبرة من أحوال المرسلين وأممهم.
- بيان جزاء الأمم السابقة.
إن الغرض من ذكر حياة الأقوام السابقة هو أخذ العبرة والعظة لترسيخ الإيمان بالله في قلوب المؤمنين الذين يتلون القرآن بنفوس خاشعة من خشية الله، ومتدبرة لمفاهيم القرآن الكريم، لهذا نجد أن لكل قصة مغزى، فهي بسبيل وسيلة إرشادية للحاضرين، وكما نعرف أن التاريخ يعيد نفسه لذلك علينا أن نقرأ آيات الله بتمعن لتجنب تلك الأخطاء التي وقع بها أقوام الأنبياء والمرسلين الذين جاؤوا منذ قديم الزمان.
وتختلف قصص القرآنية حسب المقاصد التي نزلت الآيات من أجل ترسيخها، فهناك قصص أنبياء جاءت بهدف إثبات وحدانية الله -تعالى- وأمر البشر بعبادته، وهناك قصص هدفها إثبات الوحي والرسالة، وقصص أخرى تهدف إلى إثبات البعث والجزاء في الدنيا والآخرة، كما أن هناك قصص وآيات تهدف إلى النظر إلى حياة الأنبياء والرسل وأحوالهم وذلك لمعرفة كيف كان يتعامل الأنبياء في مرضهم وفقدهم لأبنائهم وتكذيب أقوامهم لهم.
كما أن العظات المأخوذة من قصص الأنبياء عديدة؛ فقد قال الله -تعالى- في كتابه العزيز ” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”، كما قال -تعالى-: “وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ”، وقد فسر السعدي في تفسيره لفظ “فؤداك” الذي ذكر في الآية السابقة على أنه القلب الذي يطمئن ويثبت ويصبر، كما صبر أولو العزم من الرسل، فعادةً تستريح النفوس عند قراءة سير من يمكن الاقتداء بهم. [2] [4]
قصة سيدنا آدم عليه السلام كاملة
ذُكرت قصة سيدنا آدم عليه السلام كاملة في سورة البقرة، إذ بدأت القصة بإخبار المولى لملائكته أنه سيخلق بشراً ليعمروا الأرض، وجاء ردهم كما ورد في هذه الآية “أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ” ويقول المفسرون أن الرد كان كما لو أن الملائكة لهم تجارب سابقة في الأرض، أو كما لو أن لديهم البصيرة التي تجعلهم يعرفون ما كان سيحدث بحلول البشر على الأرض.
ثم أدركت الملائكة أن الله سيجعل البشر خلفاء في الأرض، وعلموا أنه -تعالى- سيخلقهم من طين، وبمجرد أن يسويه المولى وينفخ فيه من روحه على الملائكة أن تسجد له جميعاً، وبالطبع السجود هنا هو سجود تكريم لا عبادة.
وبدأ خلق آدم إذ أخذ الله -تعالى- قبضة من تراب الأرض، قكان التراب أبيض وأسود وأصفر وأحمر؛ لهذا تختلف درجات ألوان بشرة البشر، ثم مزج الله -تعالى- ذلك التراب ببعض الماء مما حوله إلى صلصالاً من حمأ مسنون، وبعد أن سواه نفخ فيه من روحه فتجسد التراب على هيئة سيدنا آدم -عليه السلام- ثم سجدت له الملائكة إلا إبليس عصى أمر ربه وقال “فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”.
وبالرجوع إلى قصة آدم نجد أنه تعلم تسمية الأشخاص والأشياء، وهو أمر وهبه الله له دوناً عن الملائكة لأنه ليسوا بحاجة إليه، ثم شعر آدم بالوحدة فخلق الله منه السيدة حواء، فأصبح يتحدث معها كثيراً، وكان قد أمره المولى بأن يبتعد عن شجرة معينة في الجنة التي كان يعيش فيها، ولكنه نسي ذلك وقد غواه إبليس بالاقتراب منها فقال له “هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى”، فانشغل آدم وحواء بفكرة الخلود إلى أن أتى اليوم الذي أكلا منها.
وبمجرد أن أكلا ثمارها أصبحا عاريان فأخذا يقطفان أوراق الشجرة لتغطية عوراتهما، ثم أمرهما المولى بالهبوط إلى الأرض واستغفاره حتى يتوب عليهما، وحكم عليهما أن يمكثا فيها إلى أن يموتا ويخرجان منها يوم البعث. [3]
قصة سيدنا يونس في بطن الحوت
أرسل الله -تعالى- نبيه الكريم يونس -عليه السلام- إلى قومه ليرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ولكن لم يؤمن به أحد منهم، وظل يدعوهم لسنوات دون استجابة إلى أن يأس من أفعالهم، وغضب عليهم وبعد عنهم وقد حذرهم من قدوم عذاب أليم في غضون 3 أيام، وقبل أن يبعث الله إليه ذهب ليركب إحدى السفن المشحونة.
وعلى الرغم من أن القرآن لم يذكر على وجه التحديد مكان قوم يونس إلا أن المفسرين يرجحون أنه أُرسل إلى قوم نينوى الذين تواجدوا في أرض الموصل، وبعد انقضاء الثلاث حل العلى القرية العذاب، ولكن عدد مائة ألف أو يزيدون قد تابوا إلى الله فكشف ما بهم من ضر رأفة منه ورحمة.
أما سيدنا يونس فقد ارتكب خطيئة لعدم انتظاره أوامر الله -تعالى-، لهذا ارتفعت الأمواج حول السفينة لتكون إشارة للركاب على وجود خاطئ فيما بينهم وعليهم أن يغرقوه بدلاً أن تغرق السفينة، واقترعوا على هذا الشخص ٣ مرات وفي كل مرة كان السهم يرسي على اسم سيدنا يونس، فألقى نبي الله نفسه في البحر فالتقمه حوت.
أمر الله تعالى الحوت بألا يمس لحم نبيه ولا يكسر له عظمه، وقد اختلف المفسرون في المدة التي قضاها النبي داخل بطن الحوت، فمنهم من قال أنه لبث فيه من الضحى إلى العشاء، ومنهم من قال أنه لبث 3 أيام، ومنهم من قال 7 أيام؛ وقد ذكر القرآن الكريم أن طوال المدة المنقضية داخل بطن الحوت كان نبي الله يسبح ويستغفر ربه فيقول: “لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
وظل يردد هذا الدعاء إلى أن استجاب المولى له، فأمر الحوت أن يلفظ يونس -عليه السلام- ليجد نفسه بعد ذلك على أحد الشواطئ، وقد أنبت الله عليه شجرة قرع ليداري بأوراقها عورته. [1]