بئر برهوت .. أين يقع ؟ .. وما قصتة

اين يقع بئر برهوت

يقع بئر برهوت في محافظة المهرة شرق اليمن، بالقرب من حضرموت وبالقرب من الحدود مع سلطنة عمان بمسافة 20 ميل.

يُطلق على برهوت البئر الذي يوجد في صحراء اليمن، اسم بئر الجحيم وتوجه إلى هناك الكثير من الحملات الاستكشافية، من أجل مشاهدة المكان من الداخل، والنزول من فتحة البئر التي يبلغ عمقها 367 قدم، أي ما يعادل 122 متر، أما عن قطر مدخل البئر الذي أُطلق عليه اسم بوابة الجن، والنزول إلى العالم السفلي 98 قدم أي ما يعادل 30 متر.[1]

يبلغ اتساع فتحة البئر 100 قدم، وقد أبلغ الفريق العماني لاستكشاف الكهوف OCET، عن وجود شلالات صغيرة تخرج من فتحات من جدران الكهف على عمق 65 متر أي ما يعادل 213 قدم، كما يوجد حيوانات ميتة، ثعابين وأبرزهم ثعبان طويل شفاف، سحالي، خنافس وأنواع من الطيور، بجانب رواسب كلسية ولآلئ الكهوف، وهي عبارة عن كرات صغيرة مكونة من الكالسيت، وايضاً نوازل كهوف.

الجدير ذكره أن الكثير من أفراد الحملات الاستكشافية للبئر، الموجود بصحراء اليمن في الجزء الشرقي، تمكنوا من الدخول من خلال فتحته المرعبة، لكن لم ينجح أحداً في الوصول إلى القاع نفسه من أسفل [2]

صرح عالم الجيولوجيا بالجامعة الألمانية، وأحد أعضاء فريق عمان لاكتشاف الكهوف، محمد الكيندي، أن بئر برهوت Well Of Barhout، يمتلك نظاماً بيئياً خاصاً به، وأن الثعابين التي بداخله لا تقترب من الإنسان، طالما لم يقترب هو منها، أما عن الرؤية داخل البئر قال الكيندي أنها مظلمة كلما اتجهنا إلى الأعماق، والرائحة بشكل عام مقبولة، باستثناء بعض المناطق داخل البئر، التي تتسم برائحة سيئة مثل البيض الفاسد، كما وصفها أحد الأشخاص الذين قاموا بتأدية لخدمة العسكرية بالقرب من هذا المكان.

يُرجع الكيندي أن السبب وراء الرائحة السيئة هو جثث الحيوانات النافقة، التي تسقط من أعلى إلى أسفل البئر، وصرح جيولوجي أخر يُدعى بأن المكان غامض ورائحته غير طبيعية، بالإضافة إلى أنه لم يتمكن أحد من الوصول إلى قاع البئر أو الكهف من قبل، بسبب شدة الظلام وأيضاً انخفاض مستوى الأكسجين وانعدام القدرة على التنفس، كما إن ضوء الشمس لم يصل إلى قاع البئر أبداً.

أما عن طقس المنطقة التي يوجد بها البئر في محافظة المهرة شرق اليمن، مثل طقس البلد السائد، حار وجاف جداً في الصيف، ولا تشهد المنقطة تساقط أمطار كثيرة لا فصل الشتاء أو الصيف، لكن بشكل نادر يحدث عواصف رعدية.[3]

صور بئر برهوت

نقدم إليك عزيزي القارئ مجموعة من الصور الخاصة بمكان بئر أو كهف برهوت باليمن، من الداخل والخارج والمنطقة المحيطة به:

صور بئر برهوت

صورة قريبة لبئر برهوت

صورة للمنطقة المحيطة ببئر برهوت

صورة من بئر برهوت في الداخل

صورة أخرى لبئر برهوت من الداخل

صورة لاكتشاف بئر برهوت باليمن

للآلئ البئر برهوت وثعبان شفاف وجد هناك

كما يوضح لك هذا الفيديو برهوت من الداخل والخارج أثناء اكتشاف فرق البحث:

قصة بئر برهوت

يُطلق على بئر برهوت باليمن الكثير من الأسماء مثل بئر الجحيم، بئر قعر جهنم، بوابة أو سجن الجن والشياطين والكثير من المسميات المرعبة، يوجد البئر منذ ملايين السنين، لكن لم يُحدد حتى الآن حقبة زمنية معينة ينتمي إليها، ومن الأساطير المحلية حول البئر، انه يجلب الحظ السيء، ومن الروايات غير المؤكدة عنه أنه يعود إلى قوم عاد.

ومن الشائعات القوية عن برهوت، لكن لا يوجد أي دلائل علمية تبرهنها، أنه فتحة لفوهة بركان قد يدمر كوب الأرض بالكامل، جميع الأقاويل عن البئر تُنذر بالأحداث السيئة والمدمرة فقط، لكن لا يوجد أي دليلاً يؤكد هذه الروايات، كما تنتشر الكثير من القصص عن الجن والشياطين، الذين يسكنون هذه المنطقة، أما المؤكد إن فتحة هذا البئر أو الكهف الشهير برهوت في اليمن، لا يمكن للإنسان أن يحفرها، بل هي من صنع عوامل طبيعية أو خارجية دون تدخل بشري، لذلك من الخرافات عن البئر هو أنه محفور من قِبل ملوك الجن، أو استعان أحد الملوك بالجن لحفره.

لم تتمكن أي بعثة من استكشاف قاع البئر، حتى باستخدام الطائرات بدون طيار، لأن دائماً ينقطع الاتصال معهم، يُقال إنه بسبب حقول مغناطيسية متواجدة بأسفل البئر، هي التي تعيق استكمال الإرسال وتقطعه، وبالتالي جميع القصص والروايات عن بئر برهوت عن أنه مسكن للجن لم يثبت عليها أي دليل.[4]

بئر برهوت في القرآن

لم يذكر بئر برهوت في القرآن الكريم.

لم يأت ذكر البئر بلفظه برهوت في القرآن الكريم، لكن ذكر بعض من المفسرين أن البئر ذُكر دون تحديد اسمه، في سورة الحج آية 45 (فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ)، والبئر المعطلة هنا المقصود بها هنا بئر برهوت، ومن الدلائل التي اختلف فيها العلماء، على ذكر بئر برهوت في القرآن الكريم، هو حديث الألباني، الذي رواه عبد الله بن عباس، ووفقاً للدرر السنية فإنه حديث صحيح.

(خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ، وشَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ وتُمسِي لا بِلالَ لَهَا)

يؤكد الحديث أن ماء بئر زمزم خير ماء في الأرض، الذي يبعد بمسافة 38 ذراع عن الكعبة الشريفة، والذي يُشفي من الأسقام، وجاء في الحديث أن أشر ماء على الأرض هو ماء برهوت، وهو ماء موجود ببئر لا يمكن الوصول إلى قاعها، لونه أسود، ومن المقولات حول مدى سوء هذه المياه، هو عدم التمكن من الوصول إلى قاع البئر وفساد المياه، ويُقال لأن بها أرواح الكفار، لكن هذه الرواية لم يثبت دليلاً عليها.[5] [6]

أما عن الأحاديث غير الصحيحة والتي لم يرد في القرآن أو السنة النبوية تأكيداً عليها:

  • أن أرواح المؤمنين تسكن ببئر زمزم، وأرواح الكفار والمنافقين تسكن ببئر برهوت.
  • أكره بقعة في الأرض عند الله هو وادي برهوت، وبها بئر كريه الرائحة وماء آسن، حيث تسكن أرواح الكفار.
  • كلما شممنا رائحة خبيثة في إقليم برهوت، علمنا بعد ذلك أن شخصية كبيرة من الكفار قد ماتت.[7][8]

أحاديث غير صحيحة عن برهوت

صحة حديث بئر برهوت ابن عثيمين

أجمع العلماء ومنهم ابن عثيمين أن هناك بعض الأحاديث عن بئر برهوت غير صحيحة وليس لها اثبات في السنة ومنها:

لتقصُدَنَّكم نارٌ هي اليومَ خامدةٌ في وادٍ يُقالُ له: برْهوتُ، يغشَى النَّاسَ فيها عذابٌ أليمٌ، تأكلُ الأنفسَ والأموالَ، تدورُ الدُّنيا كلُّها في ثمانيةِ أيَّامٍ تطيرُ كطيْرِ الرِّيحِ والسَّحابِ، حرُّها باللَّيلِ أشدُّ من حرِّها بالنَّهارِ، ولها بين السَّماءِ والأرضِ دوِيٌّ كدوِيِّ الرعدِ القاصفِ، هي من رءوسِ الخلائقِ بالنَّهارِ أدنَى من العرشِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أسليمةٌ يومئذ على المؤمنين والمؤمناتِ؟ قال: وأين المؤمنون والمؤمناتِ يومئذٍ هم شرٌّ من الحُمُرٍ يتسافدون كما تسافَدُ البهائمُ، وليس فيهم رجلٌ يقولُ: مَهْ مَهْ. (الراوي حذيفة بن اليمان والمحدث ابن نعيم)

أرواحُ المؤمنينَ تُجمعُ بالجابيتيْنِ، وأرواحُ الكفارِ تُجمعُ ب (بُرهوتَ)؛ سبِخةً ب حضرموتَ. (الراوي عبد الله بن عمرو، المحدث الألباني)

أما عن الأحاديث التي ورد صحتها في السنة النبوية:

خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زَمزمَ، فيهِ طعامُ الطُّعمِ، وشِفاءُ السُّقمِ، وشرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءٌ بوادي (بَرْهوتَ)، بِقُبَّةٍ بِ (حَضْرَموتَ)، كرِجْلِ الجرادِ، تُصبِحُ تَتدَفَّقُ، وتُمسي لا بَلالَ فيها. (الراوي عبد الله بن عباس والمحدث الألباني) [9]