يعتمد على مشاعرنا الذاتية .. ما هو ؟

يعتمد على مشاعرنا الذاتية

الحدس.

عندما تُدرك فجأة أن هناك شيئًا غريبًا، أو غير مريح في الأمر، أو تشعر أن هذا الخيار هو الأفضل، أو أن هذا الشخص هو الأفضل، أنت لا تعرف بشكل محدد لماذا راودتك هذه الخاطرة، لا تعلم لماذا تختار هذا الخيار بالتحديد، ولكن غريزتك تسوقك إلى هناك، هذا ما يُطلق عليه الحدس.

عادةً لا ينبني الحدس على أسباب منطقية، لا يمكنك شرح السبب وراء تفضيلك شخص، أو أمر على أمر، ولكنك تعلم في قرارة نفسك أن هذا الشخص هو المناسب، أو أن اختيارك هو الخيار الصحيح، وأنت مطمئن لذلك، ولكن في الحقيقة اختيارك ليس دقيقًا أبدًا، عقلك الباطن يحاول تخمين الإجابة على تساؤلاتك الداخلية بناءاً على خبراتك السابقة، ولكن بشكل غير منظم، ولا تحكمه خطوات منطقية.

قد تستخدم حدسك في اختيار ملابس جديدة، أو شراء سيارة، أو غير ذلك، ولكن البعض يعملون وفقاً لحسهم، مثل أطباء الأسنان على سبيل المثال، بعد قضاءه سنوات من الخبرة في المجال، يصبح لديه حدساً معقداً بعض الشئ بسبب تراكم الخبرات، فيتخذ خيارات سريعة، وربنا تبدو للوهلة الأولى أنها ليست منطقية، ولكنها منطقية، لانها مستندة إلى خبرة متراكمة ليست قليلة، وقد يكون حدسه في بعض الحالات دقيقاً أكثر من التشخيص الظاهر.

كما أن الكثير من رجال الأعمال يتبعون حدسهم عند اتخاذ قرارات حاسمة، وسماسرة البورصة يعملون نفس الشئ، حتى أنه حدث في إحدى المسابقات السنوية التي تقيمها صحيفة وول ستريت أوشك أن يفوز بعض الصحفيين الذين كانوا يختارون أسهمهم عن طريق الحدس والتخمين، بينما خسر الخبراء ذوي المهارة، ولكن المسابقة توقفت في ظروف غامضة، على الأرجح لعدم إحراج السماسرة المهرة.

مشاعرنا الذاتية مهمة

نحتاج للحدس في كثير من الأحيان، حيث لا يستطيع الإنسان أن يقوم بالعديد من الحسابات من أجل كل اختيار مهما كان بسيطًا، وبديهيًا، فعندما تذهب لتناول وجبة الغداء مع أصدقاء في الخارج تتوقع كم سيكون الحساب، ولكن حدسك قد يفشل في بعض الحالات، بالطبع تتذكر أنك في مرة من المرات اخترت أغلى بذلة بالمحل، بينما تساوي ضعف راتبك تقريباً.

يوفر الحدس استجابة سريعة في المواقف التي تحتاج لذلك، فقد نحتاج أحياناً لمعالجة الأمور بسرعة، وحتى يأتي الحدس بنتيجة مناسبة فعلى الفرد أن يزيد من رأس ماله الثقافي، أما الحدس المبني على البيئة المحيطة قد ينتج عنه شخصاً متحيزاً، ربما يكون التحيز في بعض الحالات مبني على قناعات دينية واجتماعة وأخلاقية، وسياسية، أي أنه يميل لكونه تفكيراً عقلانياً، وليس مجرد حدس.[1]

كيف تتولد المشاعر

بحث علم الأعصاب الطريقة التي تتولد من خلالها المشاعر، ونتج عن ذلك أن الدماغ تستطيع التنبؤ بالأفعال، ومحاكاة العالم الخارجي، فعلى سبيل المثال إذا سمعت كلمة تفاحة، فإن دماغك تتصور التفاحة، قد تكون حمراء، أو خضراء، سوف تتخيل لمستها الملساء، وصوت قرمشة قضمتها، وطعمها اللذيذ الحلو المنعش.

كما أن أدمغتنا لديها القدرة على التنبؤ من خلال الارتكان إلى التجارب، والخبرات السابقة، فالدماغ يمكنها التنبؤ بالوضع الواقعي القادم من خلال محاكاة العالم الخارجي، واستحضار المدخلات الحسية، فمثلاً إن كنت تمشي في غابة مليئة بالأشجار، وسمعت حفيف أوراق الشجر، أو رأيت الأوراق تهتز، فسوف يتنبأ دماغك بوجود ثعبان بالقرب منك، وهذا بناءاً على خبرة أو معلومة سابقة، بناءاً عليه سوف يدفعك ذلك للتوتر، ومحاولة الهروب السريع.

بالإضافة للطريقة التي يمكن للدماغ تحقيق رد الفعل من خلالها، فحتى تأخذ ردة فعل في موقف مخيف تبدأ دماغك في دفع جسدك في هذا الاتجاه، تزداد معدل ضربات قلبك، وتصبح أنفاسك أعمق، وتتمكن منك مشاعر الضيق، ومجموع كل هذه الأعراض هو ما يُعرف بمشاعر الخوف، والسلوكيات المترتبة على ذلك تدور بين ثلاثة احتمالات:

  • يظهر الثعبان بالفعل من بين الشجر، فتهرب، وفي هذه الحالة فإن التنبؤ بمشاعر الخوف يكن الخيار الأصح.
  • لا يوجد ثعبان حقيقي، بل كانت مجرد رياح تضرب الشجر، في هذه الحالة يصحح دماغك التنبؤ السابق، وتهدأ.
  • قد لا يكون هناك ثعباناً فعلاً، ولكنك مازلت تتوقع وجوده، هنا ستتفوق تنبؤات دماغك على المدخلات الحسية.[2]

ما هي المشاعر والاحاسيس

المشاعر هي الحالة العاطفية، بينما الإحساس هو العملية التي تقوم من خلالها الدماغ بتفسير المعلومات.

تعد كلمتي (المشاعر، والأحاسيس) من الكلمات الأشهر في علم النفس، ولكل واحدة منهما معنى مختلف عن الأخرى، فالمشاعر هي حالتك العاطفية، أو ردة فعلك الداخلية، أما الأحاسيس فإنها العملية التي تقوم بها الدماغ لتفسير المعطيات، والمدخلات باستخدام الأنظمة الحسية، وعلى العكس من المشاعر تكون الأحساسيس رد فعل لمنبه خارجي.

يحتاج الإحساس إلى مجموعة الأنظمة الحسية التي يتميز بها جسم الإنسان: (الرؤية، والشم، واللمس، والتذوق) من أجل جمع المعلومات التي تعمل الدماغ بعد ذلك على تفنيدها، وتفسيرها، ومحاولة التعبير عنها، وهو ما يمنح الإنسان تجربة الاستمتاع بالبيئة المحيطة، تخيل مثلاً أنك في حديقة مليئة بالورود الملونة، رائحتها عطرة ومنعشة، الشمس دافئة فوق بشرتك، والهواء يداعب شعرك، كل نظام حسي من أنظمتك ينقل إليك بعض المعلومات التي تكوِّن الصورة في النهاية.

يمكن اعتبار المشاعر ذاتية، لأنها خاصة بكل شخص بغض النظر عن بيئته، لكونها تتأثر بشكل أساسي بكلٍ من: (الذكريات، والتجارب الشخصية، والمعتقدات)، كما ترتبط المشاعر بالأحاسيس من جانب، ومن جانب آخر ترتبط بالحالة المزاجية، والأفكار والعواطف، وتتنوع المشاعر لتشمل السعادة والحزن، والغضب، والرضا، والحب، والكره، والمرارة، وغير ذلك من المشاعر التي قد تنتاب الفرد طبقاً للحالة، والوضع، وتؤثر على طريقة تفاعله مع العالم، والطرقة التي يتصرف بها.[3]

أنواع الشعور

  • سعادة.
  • حزن.
  • خوف.
  • اشمئزاز.
  • غضب.
  • مفاجأة.

إليك أنواع المشاعر الأساسية:

السعادة: أكثر المشاعر الإنسانية التي يسعى الجميع لتحقيقها، يمكن التعبير عنها من خلال الابتسامة، أو نبرة الصوت، لغة الجسد، على الرغم من أنها من المشاعر الأساسية للإنسان إلا أنها تتأثر بمجريات الحياة اليومية، والإنجازات التي يتم تحقيقها.

الحزن: يعتبر شعور الحزن من الحالات العاطفية العابرة، يختبره الفرد من وقتٍ لآخر، يشمل الحزن مشاعر مثل: (اليأس، وخيبة الأمل، وعدم الاهتمام، والمزاج السئ)، وقد تطول فترة الحزن حتى تصبح اكتئاب، ويعبر الإنسان عن حزنه من خلال: (البكاء، والخمول، والجلوس في هدوء على غير المعتاد، والانسحاب من التجمعات، وتقلب المزاج)، بالطبع تعتمد درجة الحزن على المسبب.

الخوف: يعد الخوف من المشاعر الهامة، حيث يعمل على الحفاظ على حياة الإنسان، حيث يعتبر استجابة لتهديدٍ ما، فعندما تشعر بالخوف يتهيئ جسدك للهروب، أو الدفاع عن النفس، ويعبر جسدك عن هذا الشعور من خلال توسع العينين، ومحاولة الاختباء، وزيادة ضربات القلب، وسرعة التنفس،

الاشمئزاز: قد ينشأ هذا الشعور بسبب رائحة، أو صورة، أو تذوق، فهو ردة فعل نموذجية ومهمة لمقاومة بعض الأخطار، فالأطعمة الفاسدة، والعدوى، وقلة النظافة كلها أشياء  مثيرة للاشمئزاز، حتى أن بعض الأخلاقيات قد تثير شعور القرف.

الغضب: يعتبر الغضب ضمن أقوى العواطف شدة، وعدوانية تجاه الأخرين، فهو يعمل نفس عمل الخوف، حيث يدفع جسدك نجو الهروب، وغالباً يظهر في صورة(الصراخ، والعبوس، والابتعاد، وخشونة الصوت، والتعرق، والاحمرار)، وقد يصل إلى ممارسة بعض السلوكيات الأكثر عنفاً مثل الضرب، والركل.

المفاجأة: قد تكون استجابة إيجابية أو سلبية، وتتضمن استجابة فسيولوجية تظهر بشكل مفاجئ أيضاً تعبيراً عن الشهور، قد تقفز فرحاً، أو ترفع حاجبيك دهشةً، أو تصرخ، حتى أن البعض قد يندفع الأدرينالين في أجسامهم كأنه يستعد للقتال أو الفرار.[4]