الاساس الاول للحضاره الاسلاميه واصلها هو اللغه العربيه

الاساس الاول للحضاره الاسلاميه واصلها هو اللغه العربيه

الاساس الاول للحضاره الاسلاميه واصلها هو اللغه العربيه حيث أن النبي محمد نزل بالرسالة في أرض العرب وأصل اللغة العربية كما أن القرآن الكريم نزل كاملًا بهذه اللغة حيث نزل تحديًا للعرب المشركين في الجاهلية وظل محفوظًا حتى وقتنا هذا بنفس اللغة التي نزل بها.

لأن الحضارة الإسلامية هي الحضارة التي بدأت منذ نزول سيدنا الرسالة على سيدنا محمد أي أن الرسالة كانت الأساس لما جاء بعد ذلك فكانت اللغة العربية هي الأساس التي بنيت عليه الحضارة حتى لو اقتبست بعض الأشياء من الحضارات الأخرى مثل الفرس والروم، فكانت الحضارة الإسلامية حضارة كاملة وشاملة.

لا تقوم حضارة إلا على أسس كثيرة تختلف من حضارة لأخرى ولكن تتشابه في بعض النقاط مثل الجانب الفكري الذي لا تقوم الحضارة بدونه والجانب الفكري يعتمد بشكلٍ أساسي على اللغة، فلا يمكن لإنسان التعبير عن أفكاره وما يعتقده بدون اللغة.

اللغة هي الصلة التي تصل المفكر بالمتلقي، وهذا ما حدث في الحضارة الإسلامية التي اعتمدت بشكلٍ أساسي على اللغة العربية حيث نقلت هذه الحضارة وكانت على اتصال بالحضارات الأخرى عن طريق اللغة العربية، لغة القرآن الذي يستطيع قراءته كل مسلم حتى لو كانت لغته الصينية أو أي لغة صعبة من لغات دول العالم المختلفة.[1]

تعريف الحضارة الإسلامية لغة واصطلاحًا

كلمة الحضارة في اللغة العربية تأتي من الفعل حضر أي حضر الرجل أو أحضر شيء أو حضرت الصلاة، وكذلك الحضارة هي عكس البادية أي المدن ومساكن المدن والتي يسكنها الحاضر أي المقيم، وهذه الكلمة في اللغات الأجنيبية مشتقة من اللغة اللاتينية حيث تعني الكلمة مساكن المدينة التي يسكنها المقيمون.

تعريف الحضارة من حيث الاصطلاح هي التفنن في الترف والأشياء الزائدة التي لم يعرفها أهل البادية من قبل وهي صورة الحياة التي عرفت في العصور الأموية والعباسية من حيث الترف في المباني والمعيشة حيث اتخذت هذه الأشياء من الحضارات القديمة مثل حضارات فارس والروم، وهذا هو المعنى الاصطلاحي القديم أما المعنى الاصطلاحي المعاصر فتطلق الحضارة على كل ما يرتبط بالتقدم الإنساني في كل العلوم.[2]

أسس الحضارة الإسلامية

  • العقيدة.
  • اللغة.
  • العدل.
  • العلم والعمل.
  • الأخلاق الفاضلة.

قامت الحضارة الإسلامية منذ مئات السنين على أسس متينة أدت إلى جعلها من أكثر حضارات العالم التي أثرت فيه وفي منحنى العلوم والأدب والعديد من الفروع المهمة، ومن هذه الأسس المتينة:

العقيدة: عقيدة التوحيد هي الأساس الأول والقوي الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية حيث أن الرسالة جاءت لتضع المشركين أمام حقيقة واحدة وهي ألا إله إلا الله، فكان هذا سبب فيما بعد لخضوع الناس إلى الله وحده فيطيعون كل ما يأمرهم الله به، فكانت عقيدة التوحيد من أهم الأسس الذي جاء الإسلام لترسيخها.

اللغة: لا حضارة بلا لغة، فاللغة هي الأساس الذي ينقل الحضارة إلى للآخرين أي هي وسيلة التواصل التي بدونها لا يمكن التواصل ونقل أي شيء والتعريف عن الحضارة كذلك، فكانت اللغة العربية هي وسيلة التواصل الفكري والأداة الأهم في التعريف عن الحضارة الإسلامية.

العدل: العدل أساس مهم أيضًا حيث تكرر التركيز عليه في القرآن والسنة فالله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل ويدعو المسلمين إلا أن يقوموا بالإيمان التام بالعدل وتطبيقه في حياته، كما أن السنة النبوية أيضًا ساهمت في ترسيخ المبدأ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل-وكلتا يديه يمين-الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا”.

العلم والعمل: إن أول الآيات التي نزلت كانت من سورة العلق وكانت تحث على القراءة أي أن الإسلام لم يأتِ إلا لدعوة الناس للعلم وترتيب العقل مما يؤدي إلى التعرف إلى الله من خلال التفاعلات المختلفة للإنسان مع الحياة، ولكن لا يوجد علم بلا عمل في الإسلام، فالإسلام لا يعول على العلم فقط بل إن العمل هو المقصود من المعرفة والعلم.

الأخلاق الفاضلة: جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق فالإسلام هو دين الأخلاق الرفيعة حيث جاء الرسول ليرسي بين الناس مبدأ الأخلاق والعمل والتحلي بها، وتمام الأخلاق هنا يدل على أن الإسلام نزل في قوم كانوا يتحلون بالأخلاق الرفيعة بالفعل وهذا ما عرف عن أهل مكة.[3]

خصائص الحضارة الإسلامية

  • التوحيد الخالص.
  • الأخلاق.
  • الإنسانية.
  • الأسس المتينة.
  • التسامح.

للحضارة الإسلامية عدة خصائص عرفت بها على مدار كل السنين الماضية حيث أصبحت تتميز عن الحضارات الأخرى بعدة أشياء، ومن هذه الخصائص:

التوحيد الخالص: من أهم الخصائص التي تعرف بها الحضارة الإسلامية هي التوحيد الخالص لله فكل المسلمين ما هم إلا عبيد لله يسعون للعمل لإرضائه فقط وتطبيق شريعته في الأرض، وهذا يظهر تمامًا إذا جربت الدخول لأي مسجد ورأيت كل المسلمين يجتمعون على شيء واحد فقط وهو إرضاء الله والتوجه إليه 

الأخلاق: لم يأتِ الرسول صلى الله عليه وسلم لمحو كل ما كان قديمًا في مكة بل جاء ليصحح ما اختل على مدار مئات السنوات فكانت الأخلاق واحدة من الأشياء التي جاء ليكملها فقط لكنها كانت موجودة ومعروفة في المجتمع، لذلك ستدرك مع الملاحظة أن الإسلام دين أخلاق يدعو إلى الأخلاق الرفيعة في كل وقتٍ وحين.

الإنسانية: لم يهمل الإسلام الجانب الإنساني بل إنه دين إنسانية يراعي الإنسان ويعلم ضعفه ويقدره، كما أنه جاء ليجمع بين أجناس الناس المختلفة تحت راية واحدة فاستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل هؤلاء الناس، فالإسلام إذا خلا من هذه النزعة الإنسانية لم يكن ليستطيع فعل هذا.

الأسس المتينة: من خصائص الحضارة الإسلامية أنها ذات أسس متينة غير متزعزعة، حيث تقوم على التفكير والعلم والعمل وليس على الخرافات التي كانت تنتشر قبل الإسلام، حيث يمكن إدراك كل هذا بسهولة بالنظر إلى تطور العلم في عهد الأمويين والعباسيين.[4]

ما هي أنواع الحضارة الإسلامية

  • حضارة الدول.
  • الحضارة الأصيلة.
  • الحضارة المقتبسة.

توجد أنواع ثلاثة للحضارة الإسلامية ويعتمد هذا التصنيف على بعض الأشياء مثل الأسس والخصائص، وهذه الأنواع هي:

حضارة الدول: تعاهدت على الخلافة الإسلامية مجموعة من الدول التي اختلفت كل منها عن غيرها في طريقة الإدارة إلا أن الأساس كان واضحًا، فكل دولة منهم كانت تسعى لرفعة الإسلام في الكثير من الجوانب الحياتية، مثل الدولة الأموية والعباسية.

الحضارة الأصيلة: هي الحضارة التي جاء الإسلام لترسيخها ووضع مبادئها لتشمل الحياة كلها في السياسة والعقيدة والتعليم كذلك، حيث أن الإسلام نزل ليشمل الحياة كلها بكل فروعها ومجالاتها لذلك ظهر ذلك جليًّا فيما بعد عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية لتشمل العديد من البلاد وكذلك المجالات الأخرى.

الحضارة المقتبسة: لم تقتصر الحضارة الإسلامية على مبادئ الإسلام فقط بل استمدت الكثير من الأمور الحياتية من الحضارات المختلفة الأخرى ولكن بعدما طبعتها بطابع الإسلام وأخلاقه، فالمسلم لا يأخذ أي شيء دون التفكير فيه وفي عواقبه وكيف سيؤثر على الحضارة الإسلامية.[5]