اول من استخدم النحاس في مصر قبل الميلاد
اول من استخدم النحاس في مصر قبل الميلاد
الفراعنة هم اول من استخدم النحاس في مصر قبل الميلاد، فأن هذا كان ما بين سبعة وعشرة آلاف عام فقد اكتشف القدماء الأوائل أن معدن النحاس مرن ، وان له حواف حادة ، ومن هنا فيمكن تشكيله لعمل كل من الأدوات والزخارف والأسلحة بكل سهولة وكان متاح بكمية أكبر من الحجر ، وهو اكتشاف النحاس من شأنه أن يغير كل البشرية إلى الأبد، كما سيكون هذا هو الاجتماع ما بين البشر والمعادن هو بمثابة الخطوة الأولى للخروج من فترة العصر الحجري ووصولاً إلى عصور المعادن والتي هي كل من العصر البرونزي والعصر الحديدي ومن هنا قد بدأت الحركة المتزايدة للعناصر والمعادن من التكوينات الجيولوجية الأصلية إلى كل من الهواء والتربة والماء والكائنات الحية وهذا من خلال المصاهر والأفران والمخلفات في المناجم.
قد تسببت آلاف السنين الأولى من إنتاج النحاس في حدوق القليل من التلوث العالمي أو حتى التلوث المحلي، فأن النحاس لا يعتبر أنه شديد السمية مقارنة بالمعادن الأخرى ، وقد استخدمه البشر قديماً بكميات قليلة جدًا ولكن تركيزه آثر في كل من التربة أو الهواء أو الماء لدرجة أنه قد آثر على صحة الإنسان أو النظم البيئية، فقد يبدو أنه في آلاف السنين الأولى من استخدامه ، قد جرب البشر وتعلموا تقنيات مختلفة لاستخدام النحاس، فكلما تحسن في العمل مع النحاس، فقد أصبحت الحضارات أكثر تعقيدًا ، والتي بدورها مكنت في كثير من الأحيان من تحسين تكنولوجيا العمل بالنحاس وقد جاء ذلك مع الاستخدام الموسع والكبير من النحاس وحركة أكبر للنحاس في عالمنا الحالي.[1]
اكتشف المصري القديم النحاس في العصر
في العصر الحجري الحديث المتطور وهو كان في الفترة من قرابة 7000 وحتى 6000 ق. م وقد أوضحت النقوش المنحوتة على الصخور والمواقع الأثرية حول مصادر معروفة للنحاس الخام وقد افترض بعض من علماء الآثار إلى أن المصريين الفراعنة القدماء قد حصلوا على النحاس الذي استخدموه في صناعة كل من أشياء مثل الأواني والأدوات والأسلحة من شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية ، أو من أماكن أخرى بعيدة التي منها فلسطين والأردن وشبه الجزيرة العربية والأناضول ولكن، بدون التحليلات العلمية هذه، لم يكن لدى العلماء أي طريقة لتحديد مصادر النحاس في مصر وما هي كانت الطرق في استغلاله مع مرور الوقت.[2]
استخدامات الفراعنة قديماً للنحاس
بسبب أن المصريون القدماء كانوا يعتقدون بالبعث و أنهم سيبعثون من الموت وسيعيشون وفقاً لنفس القوانين الأرضية اليومية كأنهم مثل الأحياء تماماً ، لذلك قاموا ببناء معابد متقنة وهذا بجانب الأهرامات حيث دفن الملوك بعد وفاتهم، وهنا قد تم العثور على أشغال نحاسية كانت تتواجد في داخل المعبد الأقرب من الهرم وهو ما كان يسمى المعبد “الجنائزي” وفي ذات المكان كان الكهنة يوميًا في القديم يقوموا بتقديم الطعام والأشياء الأخرى والقرابين روح الملك الميت.
وكان يستعمل في بناء هذه المقابر وهو من أفضل المواد فقط لبناء المعبد ، والذي كان يتكون من قاعة مدخل متقنة ، وفناء ومحمية وكانت معدة من أسقف من الحجر الجيري الأبيض وأرضيات من المرمر وأعمدة من الجرانيت الأحمر كما قد غطت الجدران الداخلية لوحات يدوية مميزة ورائعة للملك وهو يصطاد مثلا او هو يدوس أعداءه ، بينما تم عرض تماثيل متعددة للملك داخل الحرم وكان النحاس جزء من كل هذه التفاصيل وقد بدى دور النحاس في الظهور بشكل واضح.
كما قد اكتشف الخبراء أن الأنابيب قديما كانت نحاسية ، التي كانت ممتدة لحوالي 330 ياردة والتي كانت بطول جسر تذهب إلى معبد آخر ، كانت تستعمل تلك الأنابيب لتصريف مياه الآبار التي تم نقلها يدويًا حتى المعبد لغسل تماثيل الملك وكان ايضا يتم مسح هذه التماثيل بالزيت كجزء من طقوس التطهير اليومية.
على الرغم من أن الحالة العامة للهرم والمعابد بالطبع مع مرور الزمان اختلفت ، إلا أن الأنابيب النحاسية هي باقية حتى الآن ، مما يدل على طول عمر الأعمال النحاسية. [3]
صهر النحاس عند الفراعنة
قد تم استعمال عملية صهر النحاس المصري قديما داخل ما يسمى “فرن وعاء” وهو كان مزود بهواء إضافي لرفع درجة حرارة النار ، عن طريق استخدام منفاخ القدم. تم استعمال الملكيت والأزوريت كمصدر خام للنحاس ، واستخدام الفحم كعامل اختزال لفصل الأكسجين عن النحاس ، واستخدم الحديد للخام وهو ما يعرف بالتدفق وهو لربط الشوائب وإزالتها بعيدًا، كما ان النحاس متجانس مع كل من العظام أو الخشب أو الصوان ، كأداة أو سلاح ، هي أنه عند تلفه يمكن إصلاحه مرة اخرى، ومع ذلك ، فهو في اغلب المعادن النقية ، أي المعادن لها المستوى المنخفض من الشوائب ، يكون النحاس لينًا كما يتضح أن إضافة معدن ناعم آخر عن قصد أو عن دون قصد بكميات صغيرة يمكن أن يجعل المادة المضيفة أقوى وأصعب وقد تُعرف هذه العملية باسم صناعة السبائك.[4]
كيف تم معرفة استخدام الفراعنة للنحاس قديماً
كان هذا من خلال الحفريات الأثرية التي تقع في وادي النصب جنوب سيناء والتي قد كشفت عن استعمال النحاس والتي كانت مركز إداري والتي ترجع إلى 4000 عام تشهد عن استعمالات النحاس كما تسلط ايضا الضوء على كل من طريقة وكيفية الإدارة المصرية خلال عصر الدولة الوسطى والتي كانت من 2000 وحتى 1760 قبل الميلاد وهذا بالإضافة إلى ارتباط المركز المحتمل سرابيط الخادم القريب ، وهو موقع تعدين يعرف باسم الفيروز حيث كانت أقدم النقوش الأبجدية المعروفة قديمًا.
بحسب النتائج فقد كان موقع وادي النصب هو عبارة عن قاعدة عمليات لأغلب أنشطة التعدين في مصر في سيناء كما كانت تقع مناجم النحاس والفيروز على مسافة أميال بسيطة من الموقع وقد كان المبنى الذي تم حفره ، والذي تبلغ مساحته حوالي 2500 قدم مربع عبارة عن موقع استراتيجي بالقرب من مصدر المياه الرئيسي في هذه المنطقة وهذا بالإضافة إلى أنه كان مركزًا إداريًا ، كان المبنى أكبر منشأة لصهر النحاس المصرية القديمة في سيناء وأحد مواقع الصهر الرئيسية في شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله. بالإضافة إلى أهميته لفهم عمليات التعدين المصرية القديمة ، فإن الموقع لديه أيضًا القدرة على الكشف عن المزيد من سرابيط الخادم وتاريخ الأبجدية في مصر القديمة لذا يعتبر هذا المكان كنز من الاكتشافات في مجال التعدين وغيره من الجوانب.[5]