اقوال ابن القيم عن الاخلاق
اقوال ابن القيم عن الاخلاق
- إذا خرجت من عدوك لفظة سفه، فلا تلحقها بمثلها تلقحها فنسل الخصام نسل مذموم.
- أوثق غضبك بسلسة الحلم فإنه كلب إن أفلت تلف
- وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه. وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره. فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.
- ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب.
- حُسن الخُلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.
- “فإن حسن الخلق وتزكية النفس بمكارم الأخلاق يدل على سعة قلب صاحبه، وكرم نفسه وسجيته.
- الصفح والعفو والحلم من الحلاوة والطمأنينة والسكينة، وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالإنتقام ما ليس شئ منه في المقابلة والإنتقام.
من اقوال ابن القيم
(أنفع الناس لك رجل مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر، وأضر الناس عليك من مكن نفسه منك حتى تعصي الله فيه، فإنه عون لك على مضرتك ونقصك).
(العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم؛ فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة؟ فإن صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بذكر آلائه وإنعامه وإحسانه وصفات كماله ونعوت جلاله، فإن القلوب مفطورة على محبته، فإذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والإصرار عليها).
(ومن الفروق بين الناصح والمؤنب؛ أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، وقال: قد وقع أجرى على الله، قبلت أو لم تقبل. ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبثها في الناس. والمؤنب بضد ذلك).[1][2]
قال ابن القيم في الحياء
(وعلي حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحي كان الحياء أتم. وأما حياء المرء من نفسه فهو ضياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص، وقناعتها بالدون، حتى كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخري وهذا أكمل ما يكون من الحياء، فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر).[1]
(قال صاحب المنازل: الحياء: من أول مدارج أهل الخصوص يتولد من تعظيم منوط بود إنما جعل الحياء من أول مدارج أهل الخصوص، لما فيه من ملاحظة حضور من يستحيي منه وأول سلوك أهل الخصوص أن يروا الحق سبحانه حاضرا معهم وعليه بناء سلوكهم وقوله: إنه يتولد من تعظيم منوط بود يعني: أن الحياء حالة حاصلة من امتزاج التعظيم بالمودة فإذا اقترنا تولد بينهما الحياء والجنيد يقول: إن تولده من مشاهدة النعم ورؤية التقصير ومنهم من يقول: تولده من شعور القلب بما يستحيي منه فيتولد من هذا الشعور والنفرة حالة تسمى الحياء ولا تنافي بين هذه الأقوال فإن للحياء عدة أسباب)
(حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء وقلة الحياء من موت القلب والروح فكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم).[3]
(الحياء سببه كمال حياة القلب، وتصوره حقيقة القبح ونُفْرَته منه، وضده الوقاحة والفحش، وسببه موت القلب وعدم نفرته من القبيح).[4]
أقوال ابن القيم في العقل
(المعاصي تفسد العقل، فإن للعقل نورًا، والمعصية تطفئ نور العقل ولابُدَّ، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص، قال بعض السلف ما عصى اللهَ أحدٌ حتى يغيب عقلُه، وهذا ظاهر فإنه لو حضره عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الربِّ تعالى وتحت قهره، وهو مُطَّلع عليه، وملائكته شهود عليه، ناظرون إليه، وواعظ القرآن ينهاه، وواعظ الإيمان ينهاه، وواعظ الموت ينهاه، وواعظ النار ينهاه، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعافُ أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها، فهل يُقدِم على الاستهانة بذلك كلِّه والاستخفاف به ذو عقل سليم؟!).
(العاقل الكيِّس دائمًا ينظر إلى الغايات من وراء سُتور مبادئها، فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خُلِط فيه سُمٌّ قاتلٌ، فكلما دعَتْه لذَّتُه إلى تناوله نهاه ما فيه من السُّمِّ، ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مُفْضٍ إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه كراهةُ مذاقه عن تناوُله أمرهُ نفعُه بالتناوُل).
(الحي العاقل لا يختار محبة ما يضرُّه ويُشقيه، وإنما يصدر ذلك عن جهلٍ وظُلْمٍ، فإن النفس قد تهوى ما يضرُّها ولا ينفعها، وذلك من ظلم الإنسان لنفسه، إما أن تكون جاهلةً بحالِ محبوبها بأن تهوى الشيء وتحبَّه غير عالمة بما في محبَّتِه من المضرَّة، وهذا حال مَن اتَّبَع هواه بغير علمٍ، وإما عالمة بما في محبَّتِه من المضرَّة، لكن تُؤثِر هواها على عِلْمِها، وقد تتركب محبَّتُها من أمرين: اعتقاد فاسد، وهوى مذموم، وهذا حال مَن اتَّبَع الظَّنَّ وما تهوى الأنفُسُ).[5]
كلام ابن القيم عن النفس
(النفس الأمَّارة فهي المذمومة، فإنها تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها إلا من وفَّقها الله، وثبَّتها، وأعانها، فما تخلَّص أحد من شرِّ نفسه إلا بتوفيق الله له، كما قال تعالى حاكيًا عن امرأة العزيز: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)).
(تأثيرات النفوس بعضها في بعض أمر لا ينكره ذو حسٍّ سليم ولا عقل مستقيم، ولا سيَّما عند تجرُّدها نوع تجرد عن العلائق والعوائق البدنية، فإن قواها تتضاعف وتتزايد بحسب ذلك، ولا سيَّما عند مخالفة هواها وحملها على الأخلاق العالية، وتجنبها سفساف الأخلاق ورذائلها وسافلها، فإن تأثيرها في العالم يقوي جدًّا تأثيرًا يعجز عنه البدن).
(النفس المعطية: هي النفَّاعة المحسنة التي طبعها الإحسان وإعطاء الخير اللازم والمتعدي، فتعطي خيرَها لنفسها ولغيرها، فهي بمنزلة العين التي ينتفع الناس بشربهم منها، وسقي دوابهم وأنعامهم وزروعهم، فهم ينتفعون بها كيف شاؤوا فهي مُيسَّرة لذلك، وهكذا الرجل المبارك مُيسَّر للنفع حيث حلَّ، فجزاء هذا أن يُيسِّره الله لليُسْرى كما كانت نفسُه مُيسَّرةً للعطاء).
(رياضة النفوس بالتعلُّم والتأدُّب، والفرح والسرور، والصبر والثبات، والإقدام والسماحة، وفعل الخير، ونحو ذلك ممَّا ترتاض به النفوس).
(في محاسبة النفس عدة مصالح، منها: الاطلاع على عيوبها، ومن لم يطَّلِع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته، فإذا اطلع على عيبها مَقَتَها في ذات الله).[6]
أقوال ابن القيم عن الصبر
(النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، واليسر مع العسر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال، بلا عدة ولا عدد، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد).
(لما كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها ألَّا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين، ليجعله يوم لقائه مع خير الفريقين).[7]