مقتطفات عن خلق الصدق
مقتطفات عن خلق الصدق
-تبدو لنا حاجة المجتمع الإنساني إلى خلق الصدق، حينما نلاحظ أن شطراً كبيرا من العلاقات الاجتماعية، والمعاملات الإنسانية، تعتمد على شرف الكلمة، فإذا لم تكن الكلمة معبرة تعبيراً صادقاً عما في نفس قائلها، لم نجد وسيلة أخرى كافية نعرف فيها إرادات الناس، ونعرف فيها حاجاتهم ونعرف فيها حقيقة أخبارهم، لولا الثقة بشرف الكلمة وصدقها لتفككت معظم الروابط الاجتماعية بين الناس، ويكفي أن نتصور مجتمعاً قائما على الكذب لندرك مبلغ تفككه وانعدام صور التعاون بين أفراده. (من كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية).
يقول ابن القيم: (قد قسم سبحانه الخلق إلى قسمين سعداء وأشقياء فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب وهو تقسيم حاصر مطرد منعكس. فالسعادة دائرة مع الصدق والتصديق والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب. وأخبر سبحانه وتعالى: أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم. وجعل علم المنافقين الذي تميزوا به هو الكذب في أقوالهم وأفعالهم).
(اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق لأنه مبالغة في الصدق).
شعر عن خلق الصدق
عود لسانك قول الخير تحظ به، إن اللسان لما عودت معتاد
موكل بتقاضي ما سننت له، فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد.
كم من حسيب كريم كان ذا شرف، قد شانه الكذب وسط الحي إن عمدا
وآخر كان صعلوكا فشرفه، صدق الحديث وقول جانب الفندا
فصار هذا شريفا فوق صاحبه، وصار هذا وضيعا تحته أبدا.
ما أحسن الصدق في الدنيا لقائله، وأقبح الكذب عند الله والناس.
كن على الصدق مقيما والأدب، والزم العلم بفهم وطلب
واتق الله بقلب خاشع، واجتنب ظلمة أنواع السبب
وانظر النور الذي في طيه، حيث أدنى بالأقاصي واقترب
وتوكل في المهمات على، خالق الخلق تنل أعلى الرتب.[1][2]
حديث عن الصدق
-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّ الله عليه وسلم، قال: (إنَّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل ليصدق حتى يكون صِدِّيقًا، وإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذَّابًا).
-كما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال: (أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة).
-أخبرنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّ الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدَّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم).
-قال أبي محمد، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: حفظت من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك، فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة).[3]
أقوال الصحابة والعلماء عن خلق الصدق
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث، من إذا حدثهم صدقهم، وإذا ائتمنوه لم يخنهم، وإذا وعدهم وفى لهم، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم، وتظهر له معونتهم).
- إليك بيتين من الشعر لمحمود الوراق: (اصدق حديثك إن في الصدق الخلاص من الدنس، ودع الكــذوب لشــأنه خير مـن الكـذب الخرس).
- من أقوال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كُنَّ فيه فقد ربِح: الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر).
- نقل عن الفضيل بن عياض أنه قال: (ما تزين الناس بشيء أفضلَ من الصدق، والله عز وجل يسأل الصادقين عن صدقهم، منهم عيسى ابن مريم عليه السلام، كيف بالكذابين المساكين، ثم بكى).
- يقول الإمام الغزالي رحمه الله: (الصدق في الأعمال، وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به، ورُبَّ واقفٍ على هيئة الخشوع في صلاته، ليس يقصد به مشاهدة غيره، ولكن قلبه غافل عن الصلاة، فمن ينظر إليه يراه قائمًا بين يدي الله عز وجل، وهو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته).
- (أصل أعمال القلوب كلها الصدق، وأضدادها من الرياء والعُجْبِ، والكبر والفخر، والخُيَلَاء والبَطَر، والأشَر، والعجز والكسل، والجبن والمهانة، وغيرها – أصل الكذب، فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق، وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب)، من أقول ابن القيم.
- (لا يصلح الكذب في هَزْلٍ ولا جِدٍّ، ولا أن يَعِدَ أحدكم صبيه شيئًا ثم لا ينجِزه به)، قالها عبد ابن مسعود رضي الله عنه.
- الإمام ابن عبدالبر رحمه الله يقول: (قيل لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم: أيكون المؤمن كذابًا؟ فقال: لا))؛ ومعناه: أن المؤمن لا يكون كذابًا، يريد أنه لا يغلب عليه الكذب، حتى لا يكاد يصدق، هذا ليس من أخلاق المؤمنين).
كلمة عن الصدق قصيرة
إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس، فإن الكاذب يصور المعدوم موجودًا، والموجود معدومًا، والحق باطلًا، والباطل حقًّا، والخير شرًّا والشر خيرًا، فيفسد عليه تصوره وعلمه؛ عقوبةً له، ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه، فيفسد عليه تصوره وعلمه، (من أقول العلامة ابن القيم رحمه الله).[4][5]
آيات في الصدق
- (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ).
- (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
- (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
- (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا).
- (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)
- (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ).
- (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين).
- (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا).
- (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
- (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).
- (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
- (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا).[6]