شعر المتنبي في الحكمة
شعر المتنبي في الحكمة
- ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ ، وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ.
- وحلاوةُ الدنيا لجاهِلها ، ومرارةُ الدنيا لمن عقَلا.
- لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ.
- إذ ساء فعل المرء ساءت ظُنونه.
- أظْمَئتْنيَ الدّنْيا فَلَمّا جِئْتُهَا مُسْتسقيِياً مَطَرّتْ عليّ مَصائِبَا
كُتب عن شعر المتنبي في الحكمة العديد والعديد من الكتب والأوراق البحثية لما تميز به من طلاقة اللسان وصدق الكلمة، وقد أتخذ البعض من كلماته أمثلة متداولة للتفكر واسترسال الحكمة.
ونقدم لكم فيما يأتي بعضًا من الأبيات الشعرية مصحوبة بشرحًا موجزًا للمرادفات الصعبة
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
شرح الأبيات: قدر الله لكل امرئ عزم وقوة على قدر شهامته وقوة تحمل، فإن عظم قدره عظُم أمره وحِمله وكذلك المكارم إن أتت من شريف عظُمت وإن أتت من لئيم وُضعت.
كما يوضح في البيت الثاني حسن مُعاشرة عظماء الخُلق، فالرجل على خُلقه، فعالى الهمة والمقام يرى الفعل سهلًا وإن كان عظيمًا والرجل صغير النفس يستكبر الفعل وإن كان صغيرًا. [1]
ما النصيحة التي ينصح بها المتنبي الآخرين عند التعرف على أشخاص جديدة
ينصح المتنبي بالتروي في الحكم على الناس وملازمة الصبر والنظر إلى مواقفهم وتعديد صفاتهم تباعًا ويُستشهد على ذلك بقوله
مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَع
فَقَد يُظَنُّ شُجاعاً مَن بِهِ خَرَقٌ وَقَد يُظَنُّ جَباناً مَن بِهِ زَمَعُ
إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ
الكلمة | المعنى |
خَرَقٌ | يُقال خرُق الرَّجلُ ويُقصد بها حَمُق، والمعنى هنا الطيش. |
زَمَعُ | الزَّمَعُ هي الرِّعدةُ أو شبهُها، وتأخذ الإنسانَ إِذا همَّ بأمرٍ، والرَّعْدَة اضطراب الجسم من فَزَع أَو حُمَّى أو غيرهما وقيل الزمع: الروية والعزم وقيل الزمع: الثبات |
ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ | يُشير إلى الحيوانات أصحاب المخالب مثل الكلب والقطة والذئب وغيرهم. |
شرح موجزًا للبيت الثاني : لا تحكم على الناس من الغلاف الخارجي وإنما بالتجربة والمواقف العملية، فقد يظن البعض أن الطيش شجاعة والتروي والإحتياط نوعًا من الجبن والحق أنه حكمة.
شرح موجزًا للبيت الثالث : واعلم أن الناس في طباعهم أنواع حتى وان تساووا في الصفة اختلفت النسبة فيهم وانظر لذو المخالب وتدرجهم في الفراسة والقوة تدرك ذلك.
وللإطلاع على المزيد من الأبيات الشعرية للمُتنبي يٌرجى الضغط على هذا الرابط. [2]
من اشهر اقوال المتنبي
- ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ ، وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ.
- إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
- أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ ، وأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ.
- وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ ، وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
- وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا ، لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ
- مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ ، تجري الّرياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ.
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ
الخل هنا هو الصديق، وقد ذُكر في تفسير أبيات المعاني لأبي مرشد المعري عن المعنى الشعري لقول المتنبي السابق معنيين:
- أولهما لا يوجد ما يُسمى بالخل فما الخليل إلا نفس المرأ.
- ثانيهما تضمين معنوي لمعنى الخل وهو السكن والأمان بقوله نصًا ʺ ما الخل إلاَّ من فرق بيني وبينه، فإذا وددت فكأنّي بقلبه أودّ وإذا رأيت فكأني بطرفة أرى ˮ [3]
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
الكريم هو الحر كريم الخلق والمَعشر، ويُشير المتنبي هنا إلى أمرين:
- أولهما، رد جميل الكريم عن الإحسان إليه فيقول إن أنت أحسنت إلى كريم الخلق أكرمك وأحسن إليك وصانك كما يصون نفسه وأهله.
- ثانيهما، خسة اللئيم وجحوده لنعمتك إن أكرمته وربما ظن أنك فعلت ذلك مخافةً منه أو تمرد وهو من سوء قلبه وخسة مرؤته. [4]
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ وأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
يدعو المتنبي في الأبيات السابقة إلى:
- اختيار الخل بناءً على خلقه وحُسن معشره وكرم أخلاقه وليس بناءً على مظهره وشكله.
- الحلم بين الأصدقاء والعفو عند المقدرة. [5]
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
يوصي المُتنبي باختيار جميل البشر على مقدار عزهم وشهامتهم واختيارهم لجميل القول والفعل لا غير. [6]
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الّرياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
ينصح المتنبي الإنسان بخفض سقف توقعاته وآمانيه فالأقدار لاتجري دائمًا وفقًا لإرادته كما أن الرياح لا تهب كما تبغى السفن وراكبيها وعلى الجميع محاولة التكيف والتعايش مهما بدا الأمر صعبًا. [7]
هل كتب المتنبي عن الشجاعة في أبياته
نعم، كتب المتنبي عن الشجاعة أبياتًا كثيرة ومُتعددة نذكر منها [8]
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ