بماذا لقب الشاعر حافظ إبراهيم

لقب الشاعر حافظ إبراهيم بـ:

شاعر النيل .

حافظ إبراهيم شاعر مصري من أب مصري وأم تعود أصولها إلى تركيا، عاش حافظ في وسط الطبقة المتوسطة بعد موت أبيه عنه وكفالة خاله له ولذلك كان أقرب إلى الشعب والطبقة الاجتماعية الفقيرة وذلك ما ظهر في شعره وأسلوبه فيما بعد، كان حافظ إبراهيم من رواد الإعلام في مصر والوطن العربي.

ومن أحد أكبر رواد مدرسة الإحياء وكان ذلك في نهاية القرن العشرين، كان قد ظهر تميز حافظ في الشعر في بداية القرن ومع حادثة دنشواي أصبح هو المتحدث الرسمي بإسم الشعب حتى حصل على لقبه شاعر النيل، عُين حافظ إبراهيم في دار الكتب فأصبح مديرًا لها من ثم حصل على البكوية في عام 1912 من ثم أصبح من أشهر أعلام الشعر في التاريخ. [1]

لماذا لقب حافظ إبراهيم بشاعر النيل

لأنه كان أقرب ما يكون للشعب.

كانت كفالة حافظ إبراهيم من قِبل خاله بعد موت أبيه أثر كبير جدًا في أسلوبه ووطنيته، حيث أعطت الوطنية على شعر حافظ الكثير من العظمة والمجد والحكمة بجانب الشعور بالفقراء فكان يشعر بما يشعر به الشعب ويقوم بتوصيله للمسؤولين من خلال شعره وعلاقاته، كتب الكثير عن مصر والنيل في قصائده، كما أن بقاؤه في السودان لعدة سنين عزز من روح الوطنية بداخله من خلال ما رأه من غدر الإنجليز وظلمهم.

وتعديهم على الشعب من أجل تحقيق أغراضهم الاستعمارية، مما زاد من كره لهم وزيادة شعوره بالوطن والشعب، حتى سُمي بشاعر النيل، وعلى الرغم من ظلم الإنجليز وتعديهم على الشعب إلا أن شعر حافظ كان يدعو إلى أخذ الحق بالأخلاق، فكان يدعو إلى التمسك بالشرف والأخلاق الحميدة حتى أثناء الجهاد والبحث عن الحرية، وذلك لأنه يرى أن الأخلاق هي قوام الجهاد المستقيم. 

من هو شاعر النيل

حافظ إبراهيم.

ولد حافظ إبراهيم عام ١٨٧٢ من أب مصري وأم ذات أصول تركية، كان أبوه يُدعى إبراهيم أفندي فهمي وكان يعمل مهندسًا، فكان يُشرف على قناطر ديروط، تُوفي إبراهيم أفندي عندما بلغ حافظ الرابعة من عمره وحينها كفله خاله محمد أفندي نيازي، حيث عاش معه في حياة متوسطة المعيشة وأقرب إلى الفقر وذلك ما أثر في صفات حافظ إبراهيم فيما بعد وجعله يشعر بمعاناة الشعب من الجوع والفقر، ظهرت مواهب حافظ الشعرية.

في سن السادسة عشر من عمر وعُرف بقوة شعره وبلاغته، وكان ما يُميزه أنه لم يتعلم أصول الشعر أو الأدب على أيد أحد بل من تلقاء نفسه وهذا ما أظهر حب الشعر في قلبه وعلى الرغم من وطنية حافظ إبراهيم واعتزازه بوطنه وثقافته إلا أنه كان معروف بثقافته الغربية حيث تعلم اللغة الفرنسية عندما كبر واقتبس من الأدب الفرنسي الكثير مما ساعده على محاكاة الشعر الغربي وتجديد شعره فقال: 

آن يا شعر أن تفُك قيودًا قيَّدَتنا بها دعاة المُحالِ

فارفعوا هذه الكمائم عنا ودعونا نشم ريح الشمالِ.

معلومات عن حياة الشاعر حافظ إبراهيم

تلقى حافظ التعليم الإبتدائي وجزء صغير من التعليم الثانوي لأنه انتقل مع خاله إلى طنطا وكان يعمل بها مهندس تنظيم، توقف حافظ فترة عن التعلم الفعلي واتجه إلى كتابة الشعر والأدب، ثم بعد ذلك عمل بالمحاماة لفترة قصيرة ولكنه لم يستمر بها لأنه لم يجد نفسه بها حيث كان يجد نفسه مثل الطير حر ولا يريد التقيد بعمل، بعد ذلك فكر حافظ في الاتجاه والتطوع في الجيش مما يحثه على الجهاد وتقوي روح الشعر في نفسه.

كما كان يقتدي بالبارودي في حياته العسكرية وأراد أن يصبح مثله، وعلى ذلك التحق حافظ بالمدرسة الحربية بالقاهرة وتخرج منها عام ١٨٩١ ضابط برتبة ملازم ثاني وكان ذلك في سن العشرين، ذهب حافظ في حملة مع الجيش المصري إلى السودان بقيادة اللورد كتشنر سردار الجيش المصري ولما انتهت الحملة بانفراد الإنجليز بحكم السودان.

قرر حافظ البقاء في السودان لفترة من ثم تقديم معاش مبكر وعاد إلى مصر ودخل مجالس الأدباء والشعراء حتى عُين من قبل أحمد حشمت وزير المعارف في عام ١٩١١ رئيس للقسم الأدبي في دار الكتب المصرية، وظل في ذلك المنصب حتى فبراير عام ١٩٣٢ ثم أُحيل إلى المعاش لبلوغه السن القانوني، بعد ذلك توفي في الحادي والعشرين من يوليو لعام 1932. [2]

صفات الشاعر حافظ إبراهيم

  • يدعو إلى فضيلة الأخلاق.
  • سابق الأثر في عصره.
  • كان شاعرنا عبقري.
  • مختلف الصنعة.
  • محب للعلم.
  •  قوي الإلهام.
  • قوي البلاغة.
  • محب لوطنه.
  • القوة الوطنية.
  • فيلسوف.
  • الكرم.
  • ذكي. [3]

قصيدة حافظ إبراهيم عن النيل

قصيدة حولوا النيل واحجبوا الضوء عنا للشاعر المصري حافظ إبراهيم:

حَوِّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا، وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما

وَاِملَئوا البَحرَ إِن أَرَدتُم سَفيناً، وَاِملَئوا الجَوَّ إِن أَرَدتُم رُجوما

وَأَقيموا لِلعَسفِ في كُلِّ شِبرٍ، كُنسُتَبلاً بِالسَوطِ يَفري الأَديما

إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ، أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما

عاصِفٌ صانَ مُلكَكُم وَحَماكُم، وَكَفاكُم بِالأَمسِ خَطباً جَسيما

غالَ أَرمادَةَ العَدُوَّ فَفُزتُم، وَبَلَغتُم في الشَرقِ شَأواً عَظيما

فَعَدَلتُم هُنَيهَةً وَبَغَيتُم، وَتَرَكتُم في النيلِ عَهداً ذَميما

فَشَهِدنا ظُلماً يُقالُ لَهُ العَدلُ، وَوُدّاً يَسقي الحَميمَ الحَميما

فَاِتَّقوا غَضبَةَ العَواصِفِ إِنّي، قَد رَأَيتُ المَصيرَ أَمسى وَخيما. [4]

المدرسة التي ينتمي إليها حافظ إبراهيم

مدرسة الإحياء.

يعتبر حافظ إبراهيم واحد من أهم قادة مدرسة الإحياء والبعث ولقد سُميت بالإحياء لأن الشاعر المصري محمود البارودي ومن معه قاموا إعادة الشعر العربي مرة أخرى مع تجديد الصياغة والنهج، أما البعث فذلك لأنها بعثت حياة الشعر مرة أخرى مع المحافظة على عمود الشعر العربي من حيث الأوزان والقوافي والقوة والمعنى، مع الحفاظ على الصور العربية القديمة وسلامة اللغة. [5]

قصائد الشاعر حافظ إبراهيم

القصيدة الأولى حال بين الجفن والوسن:

حالَ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ، حائِلٌ لَو شِئتَ لَم يَكُنِ

أَنا وَالأَيّامُ تَقذِفُ بي، بَينَ مُشتاقٍ وَمُفتَتِنِ

لي فُؤادٌ فيكَ تُنكِرُهُ، أَضلُعي مِن شِدَّةِ الوَهَنِ

وَزَفيرٌ لَو عَلِمتَ بِهِ، خِلتَ نارَ الفُرسِ في بَدَني

يا لَقَومي إِنَّني رَجُلٌ، حِرتُ في أَمري وَفي زَمَني

أَجَفاءً أَشتَكي وَشَقاً، إِنَّ هَذا مُنتَهى المِحَنِ

يا هُماماً في الزَمانِ لَهُ، هِمَّةٌ دَقَّت عَنِ الفِطَنِ

وَفَتىً لَو حَلَّ خاطِرُهُ، في لَيالي الدَهرِ لَم تَخُنِ

يا أَميرَ الحَجِّ أَنتَ لَهُ، خَيرُ واقٍ خَيرُ مُؤتَمَنِ

هَزَّكَ البَيتُ الحَرامُ لَهُ، هِزَّةَ المُشتاقِ لِلوَطَنِ

فَرِحَت أَرضُ الحِجازِ بِكُم، فَرحَها بِالهاطِلِ الهَتِنِ

وَسَرَت بُشرى القُدومِ لَهُم، بِكَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنِ. [6]

القصيدة الثانية لمحت من مصر ذاك التاج والقمرا:

لَمَحتُ مِن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا، فَقُلتُ لِلشِعرِ هَذا يَومُ مَن شَعَرا

يا دَولَةً فَوقَ أَعلامٍ لَها أَسَدٌ، تَخشى بَوادِرَهُ الدُنيا إِذا زَأَرا

بِالأَمسِ كانَت عَلَيكِ الشَمسُ ضاحِيَةً، وَاليَومَ فَوقَ ذُراكِ البَدرُ قَد سَفَرا

يَؤولُ عَرشُكِ مِن شَمسٍ إِلى قَمَرٍ، إِن غابَتِ الشَمسُ أَولَت تاجَها القَمَرا

مَن ذا يُناويكِ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ، بِما تَشائينَ وَالدُنيا لِمَن قَهَرا

إِذا اِبتَسَمتِ لَنا فَالدَهرُ مُبتَسِمٌ، وَإِن كَشَرتِ لَنا عَن نابِهِ كَشَرا

لا تَعجَبَنَّ لِمُلكٍ عَزَّ جانِبُهُ، لَولا التَعاوُنُ لَم تَنظُر لَهُ أَثَرا

ما ثَلَّ رَبُّكَ عَرشاً باتَ يَحرُسُهُ، عَدلٌ وَلا مَدَّ في سُلطانِ مَن غَدَرا

خَبَرتُهُم فَرَأَيتُ القَومَ قَد سَهِروا، عَلى مَرافِقِهِم وَالمُلكُ قَد سَهِرا

تَشاوَروا في أُمورِ المُلكِ مِن مَلِكٍ، إِلى وَزيرٍ إِلى مَن يَغرِسُ الشَجَرا

وَكانَ فارِسُهُم في الحَربِ صاعِقَةً، وَذو السِياسَةِ مِنهُم طائِراً حَذِرا

بِالبَرِّ صافِنَةٌ داسَت سَنابِكُها، مَناجِمَ التِبرِ لَمّا عافَتِ المَدَرا

وَفي البِحارِ أَساطيلٌ إِذا غَضِبَت، تَرى البَراكينَ فيها تَقذِفُ الشَرَرا

وَهُنَّ في السِلمِ وَالأَيّامُ باسِمَةٌ، عَرائِسٌ يَكتَسينَ الدَلَّ وَالخَفَرا

حَتّى إِذا نَشِبَت حَربٌ رَأَيتَ بِها، أَغوالَ قَفرٍ وَلَكِن تَنهَشُ الحَجَرا

اليَومَ يُشرِقُ إِدوارٌ عَلى أُمَمٍ، كَأَنَّها البَحرُ بِالآذِيِّ قَد زَخَرا

لَو أَمطَرَ الغَيثُ أَرضاً تَستَظِلُّ بِهِم، عَدَت رُؤوسَهُمُ عَن وَجهِها المَطَرا

اليَومَ يَلثِمُ تاجُ العِزِّ مُحتَشِماً، رَأساً يُدَبِّرُ مُلكاً يَكلَأُ البَشَرا. [7]