ما هي ذنوب الخلوات ؟ .. وأنواعها
ذنوب الخلوات هي
الذنوب التي يفعلها العبد في خلوته، ويعلن عكسها على الملأ، فيكون بذلك منافقًا، لا يخشى الله سبحانه وتعالى، قد تكون بفعل القلب، أو الجوارح.
قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (لأعلمن أقواماً من أمتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباءًا منثورًا)، قال ثوبان: (يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن نكون منهم ونحن لا نعلم)، قال صلَّ الله عليه وسلم: (أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
يقصد الرسول صلَّ الله عليه وسلم بحديثه أهل الرياء، الذين يظهرون أمام الناس بمظهر الصالحين المتقين، ثم إذا خلوا بأنفسهم ارتكبوا الذنوب ولم يخشوا الله سبحانه وتعالى، وهم أكثر خطورة على الأمة من العصاة، لأنهم يظهرون الحسن، ويضمرون القبيح، فيزيد إغوائهم للمسلمين، وذنوب الخلوات هي كل ذنب مارسه صاحبه بعيدًا عن أنظار الناس، وأظهر خلافه أماهم، وينطبق ذلك أيضًا على إظهار الحب والمودة للبعض، بينما تضمر لهم الحسد والكره، وتعتبر من ذنوب الخلوات القلبية.
كيفية التخلص من ذنوب الخلوات
- الدعاء.
- مقاومة النفس.
- استشعار مراقبة الله تعالى.
- تذكر وعد الله للمتقين.
- شغل النفس.
- ممارسة الرياضة.
- الأعمال الصالحة.
تخلص من ذنوب الخلوات، واطردها من قلبك، إليك ما قد يساعدك في طريقك للتطهر من الذنوب:
الجأ إلى الله: احتمي بالله تعالى، وادعوه في كل صلاة أن يصرف عنك وسوسة الشيطان، وأن يُطهرك من الذنوب، والمعاصي، يقل تعالى في كتابه العزيز: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
قاوم نفسك: إن النفس لأمارة بالسوء، فقاومها، ولا تستسلم لنزغ الشيطان، وزكها بالطاعات، يقول تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) فابحث عن الصلاح، وجاهد من أجل الاستقامة، سيهديك الله إليها، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
استشعر وجود الله: إن الله يراك أينما كنت، فاستشعر مراقبته تعالى لك، كتب الإمام أحمد بيتين في هذا الباب فقال: (إذَا مَا خَلَوتَ الدهْرَ يَومًا فَلا تَقُل، خَلَوتُ وَلكن قُل عَليّ رَقيب، وَلا تَحْسَبَن الله يَغْفُل ساعةً، وَلا أن مَا يَخْفى عَلَيْه يَغيب)، اقرأ في باب اسشعار مراقبة الله والحياء منه حتى ينمو الحياء داخلك، يقول صلَّ الله عليه وسلم: (واستحي من الله استحياءك رجلاً مِنْ أهلكَ).
اقرأ وعد الله للمتقين: أعد الله للمتقين جنات عرضها السموات والأرض، فتذكر دائمًا ما للعاصين من عذاب، وما للمتقين من خير، يقول تعالى: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
اشغل نفسك: الفراغ قد يدفعك إلى ارتكاب المحرمات، فاحرص على شغل نفسك بما حلله لك الله، ورافق الصالحين المتقين، الابتعاد عن الذنوب يحتاج إلى جهاد فلا تتكاسل.
مارس الرياضة: قد تساعدك الرياضة في شغل نفسك، فاختر ما شئت من أنواع الرياضة وواظب على ممارسته.
اعمل صالحًا: أكثر من الأعمال الصالحة، وابدأ في حفظ كتاب الله، واطلب العلم الشرع، فهو تحصيل للأجر، وشُغل للنفس.[1][2]
كفارة ذنوب الخلوات
التوبة النصوح.
التكفير عن ذنوب الخلوات كما التكفير عن أي ذنبٍ آخر، يكون بالتوبة النصوح، وشروط التوبة:
- أن يقلع العبد عن الذنب، فليتوقف عن فعله عازمًا على تركه أبدًا.
- ينوي عدم فعل الذنب مرةً أخرى تحت أي ظرف.
- يندم على وقوعه في الذنب.
- إن عاد وارتكب الذنب، عليه التوبة مجددًا وكأنها أول مرة، ولا ييأس من رحمة الله.
على العبد أن لا يتوقف عن التوبة مهما عاد إلى الذنب، حتى يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالتوبة التي لن يكرر بعدها الذنب أبدًأ، وقد يعينه على ذلك أن يتذكر أن الله لا يخفى عليه شئ، وأنه يراه دائماً، فليس هناك مكانًا بعيدًا عن أعينه سبحانه وتعالى، فهل يخجل من البشر، ولا يخجل من رب البشر؟! نسأل الله التوبة النصوح لنا جميعًا.[3]
ما هي ذنوب الخلوات
إبداء الصلاح، وإضمار المعاصي، واستباحة الجرمات.
يقول عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ): ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة، وهو السرائر، ولو شاء أن يقول: قد صُمْتُ، وليس بصائم، وقد صلَّيتُ، ولم يصلّ، وقد اغتسلت، ولم يغتسل)، فتلك تعتبر من ذنوب الخلوات، أن تختلي بنفسك فتفطر في نهار رمضان، وتخرج للناس مدعيًا الصيام، وتختلي بنفسك فتلهو وتلعب، وتخرج للناس مدعيًا المواظبة على الصلاة في مواعيدها، وغير ذلك.
قال ابن الأعرابي: (أخسر الخاسرين من أبدى لِلنَّاسِ صَالِح أعماله، وبارز بالقبيح من هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد)، فإن ذنوب الخلوات تحول بين العبد وربه، تجعل رهبة الله في عين العبد تضعف وتقل، فلا يخاف معصيته، ولا يرجو مغفرته، فمن هو مرتكب الذنوب في الخلوات، هو الذي إذا خلى بمحارم الله انتهكها كما قال عنه رسول الله، فقد يكون مصليًا صائمًا، ولكنه يتجسس على الناس، وقد يكون تاليًا حافظًا لكتاب الله تعالى ولكنه يشاهد المقاطع المحرمة، فتكون أعماله هباءًا منثورًا.
لا يقاس إيمان المرء بصلاته في المسجد أمام أعين الناس، وتلاوته فوق المنبر، بل بما يفعله في خلواته، هل سيصلي إذا كان منفردًا، هل سيخرج الصدقات في السر، أم أنه لا يخرجها إلا أمام أعين الناس فقط؟! فمن دعته نفسه إلى معصية في خلوته ولم يفعلها فهو مؤمن حقًا.[4][5]
عقوبة ذنوب الخلوات في الدنيا
قلة التوفيق، وضيق الرزق.
إن ارتكاب الذنوب والمعاصي سواءًا كان ذلك في الخلوات، أو أمام الناس هو السبب في قلة التوفيق، وضيق الرزق الذي يعانيه الكثير هذه الأيام، حيث يقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، ويقول ابن القيم رحمه الله: (أنها (يقصد المعاصي) سبب لتعسير الأمور، فكما أنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرًأ، فالمعاصي لله بسبب معصيته، يجعل الله له من أمره عسرا).
فإذا أصابك قلة التوفيق، وضيق الرزق، وضاقت عليك الدنيا بما رحبت، لا تفكر في سوء الحظ، أو الحسد قبل أن تراجع تصرفاتك، وتلقي نظرة على علاقتك بربك، هل أديت واجبك نحو الله؟ هل أقمت فروضك، وحفضت فرجك ولسانك؟ هل تأكل من الحلال، وتصل رحمك، وتؤدي حق جارك، وتتحرى الصدق في القول والفعل؟ هل صفى قلبك وحسن عملك؟ اتقِ الله، فإن من يتقِ الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.[6]