ما معنى اضغاث احلام ؟ .. وعلاماتها .. وهل تتحقق ؟
معنى اضغاث احلام
اضغاث احلام هي الاحلام التي ليس لها تأويل، وهي ما نشاهده في أغلب أوقاتنا، أما الرؤيا فهي تكون حقيقة ولها تفسير، قال تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ} [الأنبياء:٥]
هذا يعني أن أضغاث الأحلام قد ذكرت في القرآن الكريم، وهو الكلام الذي ليس له معنى، والآية الكريمة هنا تشير إلى أن المشركين وصفوا كلام النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يشبه أضغاث الأحلام التي لا يكون لها معنى، وقد تمادى المشركون ووصفوا النبي عليه الصلاة والسلام بأنه شاعر ووصلوا إلى وصفه بأنه مجنون لكن الله عز وجل نصر رسوله واهتدى بنور النبي عليه الصلاة والسلام من شرح الله صدره للإسلام. [1]
هل أضغاث الأحلام تتحقق
غالبًا لا تتحقق أضعاث الأحلام، لأنها عبارة عن رؤى يحدث بها الإنسان نفسه بشكل كبير في يومه. على سبيل المثال، اذا كان الشخص مشغولًا بشكل كبير وكان يفكر في السفر أو التجارة، فإنه يرى في منامه ما كان يفكر به في يقظته، وهذا الأمر يعد من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها ولا تتحقق.
تظهر اضغاث الاحلام بشكل كبير في حياتنا الواقعية عندما نفكر بأمر ما بشكل كبير، وخاصةً إذا كان هذا الأمر يقلقنا، مثل امتحان عسير، أو الإقبال على زواج أو مسؤوليات كبيرة أمامنا في الفترة المقبلة، فيصبح كل تفكيرنا بهذا الأمر لدرجة أننا نراه عندما ننام.
الرؤى الصادقة هي الرؤى التي تتحقق، وهي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها)) وهذه الرؤى غالبًا ما تكون واضحة ليست بحاجة إلى تفسير ويكون التفسير واضح وبارز. وقد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أكثر البشر رؤية للرؤى، ومثال على الرؤى عندما رأى سيدنا ابراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه اسماعيل، وهذه الرؤية واضحة وضوح الشمس.
لكن ليس بالضرورة أن تكون الرؤية واضحة إلى هذا الحد، فيمكن أن يكون لها بعض الرموز، مثل رؤية صاحبي السجن مع سيدنا يوسف عليه السلام، ورؤيا عزيز مصر التي استطاع أن يفسرها يوسف عليه السلام بالحكمة.
تحتاج الرؤية الصادقة أن يكون الشخص صادقًا ومعروفًا بذلك، وأن يكون من الأشخاص الملتزمين المحافظين على إيمانهم. لكن في بعض الأحيان تكون أن تكون الرؤية الصادقة دليل وتذكير للمؤمن لأن يستيقظ من غفلته الدنيوية. [2] [3]
علامات أضغاث الأحلام
غالبًا ما تكون أضغاث الأحلام متعلقة بالحاضر وليس بالمستقبل، وتتعلق بحياة الشخص اليومية والأحداث والمجريات، والعلامات التي تدل على ذلك هي:
- أن يرى الشخص في منامه الأشياء التي كان يفكر فيها أو بالأخص الاشياء التي تقض مضجعه أو تؤرقه مثل الخوف أو الحزن أو الرجاء، وعندما ينام الشخص وهو يعاني من هذا الأمر فإنه سوف يرى الشيء الذي أحزنه في منامه
- منامات متداخلة لا يعلم الشخص لها بداية أو نهاية وتكون متناقضة وغير منطقية
- أضغاث الأحلام تتضمن الأشياء التي يحتاج اليها الشخص، فلو كان يشعر بالجوع او العطش، ربما سيرى في منامه بأنه يأكل أو يشرب
- إذا كان الشخص ممتلئ بالطعام، يشعر وكأنه يتجنب الطعام في المنام، وكأنه في الحقيقة.
- تكون هذه الأحلام متعلقة بشكل كبير بالحاضر الذي يعيشه الشخص
- قد تحوي اشياء مستحيلة لا يمكن أن تقع، مثل أن يرى الشخص كأنه يطير للتخلص من أمر ما، أو أشياء لا يصدقها العقل لكنه يراها في المنام
- رؤية ما يوافق الحياة اليومية، فإذا كان الشخص مريضًا يمكن أن يرى في منامه علامات وتفاصيل تدل على مرضه
أوقات أضغاث الأحلام
لا يوجد وقت محدد لأضغاث الأحلام، ومن الممكن أن يراها الشخص منتصف الليل أو منتصف النهار عندما ينام. غالبًا ما تحدث اضغاث الاحلام بعد ان يفكر الشخص بأمر فكّر فيه لوقت طويل، مثل أمر ماضي، أو أمر حالي في الحياة اليومية، أو شيء يفكر به ويخاف وقوعه في المستقبل
اما الرؤية السليمة فأصدق وقت لها هو في الأسحار، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أصدق الرؤيا بالأسحار)، واوقات الرؤيا السليمة هي:
- الاعتدال عند استواء الليل مع النهار
- أيام الربيع
كي يتأكد الشخص بأنه قد رآى في منامه أضغاث أحلام أو رؤى شيطانية وليس رؤيا صادقة، يمكن أن يستعين ببعض الأمارات التي تدل على ذلك، ومن هذه الأمارات
- أن يرى أمور مستحيلة التطبيق على الحياة الواقعية، مثل أن يرى اشياء فاسدة أو أمور مستحيلة أو رؤى شيطانية لا يفكر بها الشخص، في هذه الحالة تكون الرؤيا من الشيطان وليست بالتأكيد رؤيا صادقة
- الاحتلام في المنام، هذا يدل على أن الرؤيا شيطانية وبالتأكيد ليست رؤيا
- رؤية اشياء ظلت باقية في ذهنه لأنه أدركها بحواسه قبل النوم، مثل أن يتخيل الشخص أمرًا ما ثم يراه في منامه، وهذا يدخل في نطاق أضغاث الأحلام أكثر من الرؤيا الفاسدة، فليس بالضرورة أن يكون ما تخيله الشخص أمرًا سيئًا، إنما يمكن أن يكون عبارة عن تخيل نفسه وقت النجاح، أو وقت إلقاء كلمة وما شابه ذلك. [2] [3]
علامات تحقيق الحلم
الحلم الذي يتحقق يكون رؤية صالحة، وللرؤية الصالحة صفات عديدة من اجل ان تنطبق عليها تسمية الرؤية الصالحة، ومن هذه الاوصاف
- الرؤية الصالحة من الله
- رؤيا حق
- بشرى من الله عز وجل
- تكون جميلة عادةً ويحبها الرائي
- صادقة
الرؤية الصالحة من الله: (الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان)، وتكون واضحة لا شك فيها، ويشعر الشخص بأنه في منامه رأى شيئًا مختلفًا عن الأشياء المعتادة.
رؤيا حق: وهي تكون واقعة لا محالة، وليست مثل اضغاث الاحلام التي تحدث بعد أن يكثر الشخص من التفكير بأمر ما، وتعتبر جزء من أجزاء النبوة. فالأنبياء عليهم السلام قد رأوا رؤى صالحة كان لها تفسير، مثل رؤية سيدنا إبراهيم أنه يذبح ابنه وفداه الله عز وجل.
تكون بشرى من الله عز وجل: على عكس أحلام الشيطان التي يكون لها معاني سيئة ويمكن أن تؤذي الشخص في حال تفسيرها ووقوعها. لكن الرؤيا الصالحة تكون بشرى على الخير والصلاح الذي سيقع في حياة المؤمن، وتشترط لوقوعها صلاح المؤمن أو تذكيره وهدايته للطريق القويم.
يحبها الرائي: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره) [4]