اين نزلت سورة الكافرون
اين نزلت سورة الكافرون
مكة المكرمة.
نزلت سورة الكافرون على النبي صلَّ الله عليه وسلم في مكة المكرمة، لذا فهي تعتبر من السورة المكية، وعدد آياتها 6 آيات.
سبب نزول سورة الكافرون
دخل كفار قريش في مفاوضات مع النبي صلَّ الله عليه وسلم، يدعوه إلى ترك الدعوة إلى الإسلام، وأن يتوقف عن محاربة آلهتهم وتشويه صورتهم في مقابل أن يعبدوا إله محمد ويضموه لآلهتهم، حيث عرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه سنة، ويكون كلًا من الكافرين ومحمد يعبدون الآلهة، ويشركونها في العبادة مع الله سبحانه وتعالى، وقالوا له فإن كان ما جئت به خيرًا فقد شاركناك فيه، وإن كان ما بأيدينا خيرًا فقد شاركتنا فيه، بالإضافة لعرضهم الأموال عليه، فقد وعدوه أن يصبح أغنى رجال قريش، وأن يكون له من النساء ما شاء.
نزلت سورة الكافرون لترد على عرض كفار قريش، فقال تعالى: (قل يأيها الكافرون، لاأعبد ما تعبدون، ولا أنتم عبدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عبدون ما أعبد، لكم دينكم ولي ديني)، فذهب الرسول في اليوم التالي إلى المسجد الحرام وقرأها عليهم، فيأسوا منه، وشرعوا يؤذونه، هو وأصحابه.
وردنا عن ابن عباس أنه قال: (أن قريشا وعدوا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزّوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكفّ عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح. قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزي، ونعبد إلهك سنة، قال: حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ)، إلى قوله: (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
لماذا سميت سورة الكافرون بهذا الاسم
لأنها نزلت في كفار قريش.
سميت سورة الكافرون بهذا الإسم لأنها نزلت في كفار قريش الذي عرضوا على النبي أن يُشرك معهم، ويعبد آلهتهم بجوار عبادته لربه الواحد الأحد، في المقابل يعبدون الله سبحانه وتعالى بجانب عبادتهم لآلهتهم، وقد نزلت سورة الكافرون لتكون الرد على دعوتهم، وناداهم بالكافرون تحقيرًا لهم.
فضل السورة
- اختصها الرسول صلَّ الله عليه وسلم بالقراءة في بعض الصلوات.
- براءة من الشرك.
- اشتملت على ضرورة تمسك المؤمن بأصوله.
- لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب العبد المسلم.
اختصاص الرسول صلوات بقرائتها: ثبت عن النبي صلَّ الله عليه وسلم العديد من الأحاديث في فضل سورة الكافرون، فقد ورد عن النبي أنه كان صلَّ الله عليه وسلم يختصها بالقراءة في بعض الصلوات بعينها، ومن هذه الصلوات: (ركعتي الطواف، وركعتي سنة الفجر)، فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وبـ (قل هو الله أحد) في ركعتي الطواف)، كما ورد عن أبي هريرة، وعمر رضي الله عنهما أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قرأ بهما أيضًا في ركعتي الفجر.
قرائتها براءة من الشرك: وردنا عن النبي صلَّ الله عليه وسلم في حديث جبلة بن حارثة أنه قال: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ قل يا أيها الكافرون حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك).
تمسك المؤمن بأصوله: آيات سورة الكافرون واضحة كالشمس، فهي تؤكد أن على المؤمن أن يلتزم بمبادئه وأصول دينه في جميع علاقاته، ومواثيقه، وأن لا ينساق وراء الوعود التي قد تخالف مبادئه كمسلم.
تفسير سورة الكافرون
بدأت السورة بأمر الله: (قل)، والمراد من قل أن: يا أيها النبي أبلغ هؤلاء الكافرين ما سوف أخبرك به تاليًا، ويقول ابن عاشور: ((قل) للاهتمام بما بعد القول بأنه كلام يراد إبلاغه إلى الناس بوجه خاص منصوص فيه، فالنبي مأمور بتبليغ وإسماع القوم الذين عاندوه بالكفر وعرضوا عليه عبادة آلهتهم استمالة منهم ومكرا)، أما النداء في (يا أيها الكافرون) فهو موجه إلى الأربعة الأشخاص الذين عرضوا على النبي صلَّ الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم، ويعبدون ما يعبد.
ناداهم سبحانه وتعالى بقول: (الكافرون) تحقيرًا لشأنهم وإعلانًا لتبرؤه صلَّ الله عليه وسلم منهم، وعدم خوفه إيذائهم، حيث أنه استطاع مناداتم بما يكرهون، فهم يكرهون أن يُنسب إليهم الكفر، ولم يهابهم رسول الله إذا ناداهم بما يثير حنقهم، وغضبهم، يقول القرطبي: (قال أبو بكر بن الأنباري: إن المعنى: قل للذين كفروا يا أيها الكافرون أن يعتمدهم في ناديهم فيقول لهم: يا أيها الكافرون، وهم يغضبون من أن ينسبوا إلى الكفر).
ثم قال تعالى: (لا أعبد ماتعبدون)، وهو رد نهائي، يشتمل على معنى النفي المطلق، وهو جعل الكفار ييأسون من النبي، ويعلمون أنه من المستحيل أن يقبل نبي الله صلَّ الله عليه وسلم أن يتنازل عن دين الله، ورسالته في مقابل المال والمنصب ومتاع الدنيا الزائل، فيقول ابن كثير أنه صلَّ الله عليه وسلم قد تبرأ بالكلية من الكفار ومايعبدون من أصنام، وأنداد لله سبحانه وتعالى، كما نفى عنهم عبادتهم لله بقوله: (ولا أنتم عابدون ما أعبد)، فقد أوضح لهم أنه لا يعبد سوى الله، وبالكيفية التي ترضيه تعالى.
أُمر النبي أن يؤيسهم، فلا يعودون يطمعون فيما عرضوه مرةً أخرى، كما أن النبي آيس منهم، وعلم أنهم لن يفلحوا أو ينحجوا أبدًا، فظلوا على ما كانوا عليه حتى قُتل بعضهم في يوم بدر، والبعض الآخر فقد هلك كافرًا مشركًا. [1][2][3]
سورة قل يا ايها الكافرون
تُسمى سورة الكافرون، وسورة المنابذة، وسورة الإخلاص، والمقشقشة، من قرأها فكأنما قرأ ربع كتاب الله (القرآن الكريم)، تشتمل السورة على النهي عن محرمات القلوب.
على الرغم من أن النبي صلَّ الله عليه وسلم مأمورًا بالرفق واللين، لقوله تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، إلا أنه أمر أن يكون غليظًا تلك المرة عند الرد على الكافرين، وقد تحملوا منه هذا الأسلوب لأنهم مؤمنون بموجود الله الصانع الواحد الأحد، ولكن كبريائهم يمنهم من توحيده وترك آلهتهم، وهم يعلمون أن النبي يبلغهم كلام الله، وأنه ليس كلامه، وقد أعطى الله نبيه الفرصة كي يقتص منهم عندما قالوا عنه أنه أبتر، فيقول لهم : (الكافرون)، مع الفارق أنهم عايروه بما ليس له فيه ذنب، بينما عايرهم بما صنعوه بأنفسهم.
كانت سورة الكافرون براءة للرسول من الشرك، ودافعًا لكفار قريش حتى يحاولوا دفع صفة الكفر عن أنفسهم، ولكنهم يأسوا من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وظلوا على ماكانوا عليه من الكفر حتى هلكوا.[4]