معلومات عن العلا .. تاريخية + سياحية

معلومات عن العلا

مدينة العلا واحدةٌ من المدن القديمة والتاريخية التي تقع في المملكة العربية السعودية في الجهة الغربية، وهي تابعة حاليًا إلى المدينة المنوّرة وتبعد عنها مسافة 300 كيلو متر شمالًا، كانت مدينة العلا قديمًا واحةٌ من الواحات التي امتلأت بالخيرات الوفيرة والخصبة والتي جذبت الكثير من العرب الذين يرتحلون من مكانٍ لآخر بحثًا عن الماء والكلأ والراحة.

كانت مدينة العلا قديمًا بمثابة محطة استراحة للتجار الذي يعملون بخطّ تجارة البخور الممتد من جنوب شبه الجزيرة العربية وصولًا إلى مصر في شمال إفريقيا، وتطوّر الأمر لتكون نقطة التقاء التجار لتبادل البضائع وإعادة شحنها بين البلاد، فقد توافرت بها جميع مقومات الراحة والسكينة والأمان لهؤلاء التجار.

تعدّ العلا موطنًا للكثير من الحضارات القديمة وخلفت وراءها آثارًا عظيمة، حيث كانت عاصمة لمملكتي دادان ولحيان قديمًا، وقد تحولت منطقة العلا اليوم إلى متاهة حجرية عظيمة ومشهورة، تجذب الكثير من المستكشفين والسياح والعلماء لدراسة الآثار فيها واستكشاف أسرارها وكنزوها، وقال الخبراء أنّ عمر العلا يصل إلى أكثر من مائتي ألف عام من التاريخ البشري.[1]

مدينة العلا
مدينة العلا

السياحة في العلا

إنّ مدينة العلا القديمة في المملكة العربية السعودية من الوجهات السياحية الأكثر شهرة على مستوى الوطن العربي والعالمي، حيث تم إدراج هذه المنطقة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وذلك للآثار العظيمة والفريدة التي تتميز بها مدينة العلا القديمة، هي مهد الكثير من الحضارات، وعاصمة الكثير من الممالك القديمة كمملكة دادان ومملكة لحيان، وقد اجتمعت على أرضها الكثير من الثقافات على مرّ العصور والأيام.

يأتي الكثير من الزوار والسياح كلّ عامٍ لاستكشاف العلا وآثارها الحجرية المميزة، وخاصة في الحجر الذي تمّ إدراجه كأول موقع سعودي يتمّ إدخاله إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتتميز آثاراها بالنقوش الغامضة والأحجار المنحوتة إلى جانب البيوت القديمة التي كانت وما زالت جزءً لا يتجزأ من جبال العلا الحجرية وصخورها القوية.

هنالك العديد من المناطق والنشاطات التي تقام على أرض العلا كفعاليات للسياح والزوار، وإنّ من أهم المناطق التي لا بدّ من زيارتها هي سكة الحجاز وقاعة المرايا الخاصة بالاحتفالات، إلى جانب جبل الفيل ومدينة العلا القديمة.[2]

قصة مدينة العلا

بدأت قصة مدينة العلا في القرن السادس قبل الميلاد وذلك عندما تأسست المدينة المسورة لأول مرة في التاريخ، حيث أحاطت هذه الأسوار أفضل الأراضي الخصبة والواحات الممدة بالمياه العذبة وكافة مقومات الحياة في صحراء الوادي، وكان موقعًا مميزًا ليتم فيه بناء مدينةٍ ستكون من أهمّ المدن السياحية والتاريخية في تاريخ المملكة العربية السعودية.

بعد بناء الأسوار شرع العمل على بناء مدينة العلا، والتي نحت بيوتها وبنيت من الصخور الصلبة والقوية المتواجدة في الجبال على طول طريق تجارة البهارات والحرير والذي سميّ بطريق البخور الذي يصل جنوب الجزيرة العربية بمصر والشمال الإفريقي، وتوالت على هذه المدينة العصور والسنوات، وسكن المدينة أهل مملكة دادان، ومن بعدهم أهل مدينة لحيان، وذلك كان في العام المائة قبل الميلاد.

ظلت هذه المدينة من المحطات التجارية الهامة على طريق البخور، حتى القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين، ومن ثمّ بدأ سكان هذه المدينة القديمة بالتحضر والهجرة منها إلى المدينة الجديدة والحديثة التي أسسها السكان المحليون بعد تأسيس سكة الحجاز، حتى باتت مكانًا أثريًا وتاريخيًا مهجورًا يجذب من الناس المستكشفين والباحثين عن الآثار القديمة والتحف التي تعود للعصور القديمة.[3]

ابرز ما تشتهر به العلا

تشتهر بمعالمها التاريخية وخصبة أرضها ووفرة المياه الجوفية.

رغم أنّ مدينة العلا تقع بين أكبر جبال المملكة العربية السّعودية في صحراء الوادي، إلا أنّ الكثير من الحضارات على مرّ السنين تأسست على أرضها، وذلك بسبب المياه الجوفية الوفيرة فيها، واستعان السكان المحليون بهذه المياه العذبة الوفيرة من أجل زراعة أشجار الحمضيات والفواكه المتنوعة، إلى جانب زراعة أشجار النخيل من أجل البلح والتمر، وساعد في ذلك أيضًا المناخ القاري الذي يسودها حيث تكون باردةً في الشتاء وحارةً في الصيف.

مع تقدم الزمن وبناء مدينة العلا الجديدة والحديثة في القرن العشرين، ترك السكان المحليين المدينة القديمة وهجروها، فباتت هذه المدينة كمتاهةٍ حجرية كبيرة ومهجورة، تملؤها الأسرار والألغاز، والتي سعى الكثير من العلماء والمستكشفين والباحثين لحلها والكشف عنها، وصارت المدينة القديمة واحدةً من أشهر المعالم السياحية والتاريخية في المملكة العربية السعودية يأتيها السياح من كلّ حدبٍ وصوب.[4]

آثار مدينة العلا

  • الخريبة ميلاب الجمل.
  • مقابر الأسود.
  • الحي التاريخي.
  • جبل الفيل.
  • حارة عويرد.
  • مدائن صالح.

الخريبة ميلاب الجمل: من أقدم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، وهي عبارة عن بعض الآثار التي خلفتها مملكة دادان الشهيرة، حيث تتوافر فيها الكثير من القطع الأثرية الحجرية، والتي من أهمها محلب الناقة المنحوت بالصخور ومحلب النافع.

الخريبة في العلا
الخريبة في العلا

مقابر الأسود: وهي عبارة عن قبور ضخمة تزيّنت بالكثير من النقوش التي تحكي عن الأسود، وفي عام 1914 للميلاد تمّ اكتشاف منحوتة الأسد واللبوة التي ترضع صغارها، ويعود تاريخ هذه المقابر الأربعة المليئة بالأشكال والرموز الغامضة إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

مقابر الأسود في العلا
مقابر الأسود

الحي التاريخي: وهي المدينة القديمة التي بنيت بيوتها من الحجارة والطوب، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر للميلاد، هي من أفضل المواقع الأثرية التي تجذب أعدادًا كبيرة من السياح في كلّ عام، وتتميز هذه المدينة الصغير بالأبنية الحجرية المتلاصقة ببعضها البعض والتي يصل عددها إلى 870 وحدة سكنية.

الحي التاريخي
الحي التاريخي

جبل الفيل: هي صخرة تشكلت على شكل فيلٍ نتيجة عملية التعرية بفعل الرياح الشديدة على مرّ العصور والأزمان، حيث صارت الصخرة التي يبلغ ارتفاعها 52 مترًا فوق سطح الأرض على شكل فيلٍ ضخم، وتعد هذه الصخرة موقعًا أثريًا فريدًا ومميزًا في الممكلة العربية السعودية.

جبل الفيل
جبل الفيل

حارة عويرد: من المحميات الطبيعية الفريدة الموجودة في مدينة العلا ضمن المملكة العربية السعودية، وتضم أصنافًا كثيرة من الحيوانات والطيور، وقد نشأت هذه المحمية فوق صخرةٍ بركانية يصل طولها إلى 180 كيلو متر، وترتفع هذه الصخرة فوق المدينة  بحوالي 600 قدم.

حارة عويرد
حارة عويرد

مدائن صالح: هي من أوائل المواقع الأثرية في السعودية، وهذه المدائن تعود لقوم نبيّ الله صالح عليه السلام، وعُرفت سابقًا باسم دار الحِجر، وفيها العديد من المقابر الضخمة، إلى جانب جدران الأبنية التي نقشت عليها الكثير من الكلمات الدينية والعبارات الملكية والرموز الغامضة وغيرها، وهي من المدن الأثرية التي تم تسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.[4]

مدائن صالح
مدائن صالح

كم عمر البلدة القديمة في العلا

عمرها أربعة آلاف عام.

يقول الباحثون وعلماء الآثار أنّ عمر مدينة العلا يصل إلى حوالي أربعة آلاف عام، حيث تواجدت هذه المدينة القديمة منذ سنواتٍ طوال وقامت فيها العديد من الحضارات الشهيرة وغيرها، وتتواجد فيها الآن الكثير من الآثار والمواقع التاريخية والتي ساهمت في جذب السياح والزوار والمستكشفين للمملكة العربية السعودية.[4]