مساعد الرشيدي عن عزة النفس .. من اجمل ما قيل في الشعر

مساعد الرشيدي عزة النفس

اشتهر مساعد الرشيدي كأحد روّاد الشعر السعودي، وبرع في الإلقاء بمختلف أنواع القصائد وأبيات الشّعر، ولعلَّ أفضل ما قدّمه من أبيات كان عن عزة النّفس حين قال:

 ينجرح قلب، لكن ترتفع هامه ** والله اني لاموت ولاانحنى راسي

لو رماني زماني وسط دوامه ** العواصف شديده والجبل راسي

أنقل الحزن وامشي منتصب قامه ** قاسي الوقت لكني بعد قاسي

واسمع الحلم يصرخ لحظه اعدامه ** رابط الجاش ماهز الخبر باسي

عزتي غاليه والناس سوامه ** قلت ماابيع حتى تقطع انفاسي

زانت ايام عمري شانت ايامه ** مارجيت العزى من رحمة الناسي

من عجز لايدوس الهم باقدامه ** لازم انه مع الايام ينداسي

يندمل جرح القلب ماتت احلامه ** بس ما اظن يبرى جرح الاحساسي

يوم صارت مابين القلب والهامه ** وش ابي بالحياة الياانحنى راسي[2]

من هو مساعد الرشيدي

عُرف باسمه كاملاً “مساعد ربيع الخياري الرشيدي” وهو أحد أعظم شعراء المملكة العربيَّة السعوديّة، إذ اشتهر ببراعته في إلقاء القصائد، وُلد مساعد الرشيدي عام 1385 ميلاديًا بمحافظة خيبر بالمدينة المنوّرة، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطه بمنطقة خميس مشيط وذلك بحكم وظيفة والده الذي كان يعمل في الجيش حينها.

من ثمَّ انتقل مساعد الرشيدي إلى العاصمة “الرياض” لاستكمال مرحلة الثانويّة، حتى التحق بعدها بجامعة الحرس الوطني بمدينة الرياض، إلى أن تخرّج منها برتبة ضابط.

تفننَ مساعد الرشيدي في كتابة الشعر والقصائد، وظهرت موهبته في الثالثة عشرة من عمره تقريبًا، كما اشترك في العديد من المهرجانات والندوات الخاصة بالشّعر، حتى أنّه لُقّب باسم “سيف الشعر”، وكان واحدًا من أكبر ثلاث شعراء بشبه الجزيرة العربيَّة.

مساعد الرشيدي غزل

كانت قصيدة “وردتين حمر” واحدة من أجمل ما كتب الشاعر السعوديّ مساعد الرشيدي، إذ تغزّل فيها قائلاً:

جت في يدها وردتينٍ حمر ** قبل الشفق والشمس محمره

العنق نافر والخواصر ضُمر ** والموت بين العنق والغره

والريح تاخذ من شعرها غمر ** تلعب معاه شوي وتثره

ذاك الثليل اللي جمرني جمر ** اللي بغيت اموت من حرّه

قلت انورت كل الدروب السمر ** والعيد جا يركظ على الجِرّه

برق السنين ومجْهِمات وقُمر ** جيتي وخفَّاقي نفض شرّه

الليله ليله من ليالي العمر ** واحلى ليالي العمر بالمره

قالت غيابك وانتظارك جمر ** وابطت تعاتبني وتتشره

قلت ابشري والرمش يامر أمر ** يا لول وجداني ويا دره

واللي جمعنا يا انتظار العمر ** ما اعود هالفرقا ولا مره

مساعد الرشيدي عن الشوق

برعَ مساعد الرشيدي في إلقاء قصائد الغزل والشوق والحب، وظهرَ ذلك في قصيدة “حب جديد”:

حب جديد وقصيدة عشق مجنونه ** الله يحييك ياحب لفى توه

حب لكله وحبٍ بس لعيونه ** حبين باقصي خفوقي بس له هوه

ايه انصتي ياشجون الروح ممنونه ** جاني رقيق المشاعر ناوي الخوه

جاني حبيبي وعمري فرحة غصونه ** ربيعها يوم سال السيل من نوه

يوم انهمر لي حنانه باعذب لحونه ** قلت الله الله صفا جوي على جوه

والله لاحبه ولو حظي وقف دونه ** مافيه قوه تصد الحب بالقوه

بس انتظر يازمن لين اعلن المونه ** ومن بعدها اللي تسوي يازمن سوه

قصائد مساعد الرشيدي مكتوبة

قصيدة الليالي جروح:

أمشي وهمي جبل يمشي معي وين ما أروح

أزريت أشيل الجبل وأزريت لا أفارقه

كل الخطاوي تعب كل الليالي جروح

أرضي هجير وسمايه شمسها حارقه

ماغير روح التحدي في عروقي تفوح

قوة صمودي على جور الزمن خارقه

هذا وأنا عزتي دايم قبالي تلوح

لين أصبحت في حياتي ميزة فارقه

أرفض شعور الندم وأرفض طمان السفوح

لو كان فيه الحياة اغصونها وارقه

مادام فيني نفس يذري وفيني طموح

باب وراه اعتزازي…طارقه..طارقه

رغم امتداد التعب عيا يموت الطموح

والشمس بكره ورغم أنف الدجى شارقه

قصيدة العنود:

العنود اللي مساء البارح وانا سيد سهرها

اقبلت مثل البياض وودعت مثل بردية

المساء ضج بسوالف عطرها واشعل سفرها

والعروق اللي روت مسيرها خضر وندية

مانشدت اخت المهاه ليامتى حزة خدرها

حد علمي يوم امد لجيدها شرهة ايدية

عقدها المغرور تاة بعطرها ولا نحرها

ساعة اشرة علية وساعة يشرة علية

كل مالدت على البال والعقد يخزرها

قلت انا ماني خوي عادتة ينسى خوية

ليتها تدري وعقد الماس لويدري عذرها

اشهدان الجمرة اللي في الحشاء منى وفية

من سرت يمي وانا مالي خيار الا قدرها

كنها كل السنين المقبلة والأولية

من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها

جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية

جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها

جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية

من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها

والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية

من نشدهاك الوساع الخرس عن دنياحورها

وش جمع سحر الغموض بسودهاوالنرجسية

الوكاد اني بشط الكحل غنيت لبحرها

ماحلا هوسة هدبها والمساء والسامرية

من يعلم مستريح الريح عن فوضى شعرها

الحرير اللي كسى هاك المتون العسجدية

علموة ان مازح الغرى ونشد عن قمرها

لايخاف ان شاف ظلما وشاف الشمس حية[1]