ما المقصود بـ آلام الرقبة النفسية ؟.. وعلاقة الضغط النفسي بها

آلام الرقبة النفسية

آلام الرقبة النفسية هي آلام ناتجة عن الشعور بالإرهاق والإجهاد المستمر، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، مما يسبب تشنجات عضلية في بعض مناطق الجسم، وخاصةً الرقبة.

تنتج آلام الرقبة النفسية من مجموعة متنوعة من العوامل، يحتل العامل النفسي فيها حيزاً كبيراً، ويكون متمثلاً في عنصر الإجهاد، حيث أن شعور جسم الإنسان بدرجة عالية من الضغط أو الإجهاد، تؤدي إلى انعكاس ذلك على عضلات الجسم لتصبح مشدودة بشكل كبير، ومن أبرز العضلات التي تتأثر بذلك عضلة الرقبة، وتصاب بحالة من التيبس الذي يكون مصحوباً بالألم. 

كما أن التوتر يلعب دور كبير في التشنجات العضلية في مناطق الجسم عموماً، وفي منطقة الرقبة على نحو خاص، و يعتقد العديد من الباحثين أن التوتر يسبب ظاهرة علمية تعرف باسم فرط التألم البعيد، يجعل الأشخاص المصابين به أكثر حساسية تجاه الألم، كما أن القلق المتكرر، وضعف الشخصية، وقلة الحصول على الدعم الاجتماعي، و نوبات الاكتئاب المتكررة، من العوامل النفسية التي تؤدي إلى ألم الرقبة.

ينتج عن ألم الرقبة مجموعة من المضاعفات يعتبر من أبرزها الصداع، والإرهاق، وفقدان القدرة على النوم بشكل متواصل أو منتظم، وفي حال ظهور هذه الأعراض يجب القيام بمراجعة الطبيب بشكل فوري، وذلك لأن تفاقم هذه المشكلة يؤدي إلى صعوبة بالغة في عملية العلاج، وقد لا تصبح الأدوية الطبية ذات قيمة فعالة بعد مرحلة معينة، مما يضطر الأطباء إلى اللجوء إلى جلسات العلاج الطبيعي كحل ثاني، وإذا لم يجدي يبدأ التفكير الجدي في التدخل الجراحي. [1]

هل الضغط النفسي يؤثر على الرقبة

نعم، يؤثر الضغط النفسي بشكل كبير على عضلات الرقبة وعضلات الكتف، وكلما زاد الضغط النفسي زاد الألم وعدم الراحة، ولكن يمكن علاج هذه المشكلة بدون استخدام أي أدوية أو بدون تدخل طبي، فقط عن طريق تغيير روتين الشخص، وبعض الرياضة.

علاج آلام الرقبة النفسية

  • العلاج الطبيعي والعلاج بالتدليك. 
  • الحرارة. 
  • تمارين التمدد. 
  • أساليب التقوية. 
  • السير على الأقدام. 
  • الحصول على قسط كافي من النوم. 
  • استشارة أخصائي في العلاج الطبيعي. 

العلاج الطبيعي والعلاج بالتدليك: القيام بعملية تدليك الأنسجة الرخوة، تساعد في مساعدة العضلات المشدودة، والمرهقة، على الارتخاء، كما أن عملية التدليك لها دور فعال في مساعدة الجسم على التخلص الضغط النفسي. 

ويعمل التدليك أيضاً على خفض مستوى هرمون الكورتيزول الذي يقوم الجسم بإفرازه عن الشعور بالتوتر أو الألم، ويزيد من معدل إفراز هرمونات السيروتونين، والدوبامين، اللذان يلعبان دوراً فعالاً في تحسين المزاج، ومساعدة الجسم على الاسترخاء مما يخفف من الألم. 

الحرارة: مستوى الحرارة المرتفع يساعد في زيادة تدفق الدم في العضلات بشكل كبير، مما يساعد في عملية الارتخاء، وتقليل مستوى التوتر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام كمادات المياه الساخنة، ووضعها على الرقبة والكتفين لمدة 20 دقيقة تقريباً، وذلك قبل الذهاب إلى النوم مباشرةً، ويمكن الاستعواض عن ذلك عن طريق أخذ حمام من الماء الساخن، الذي يساعد في تهدئة عضلات الرقبة المشدودة. 

تمارين التمدد: تمارين التمدد أو تمارين إطالة الرقبة، تساعد في تحسين مرونة عضلات الرقبة، وتساعد أيضاً على تخفيف الشد الموجود في منطقة الكتف والرقبة، حيث أن الجسم في حالة الضغط النفسي يميل إلى ثني الأكتاف مما يزيد من الضغط والشد على العضلات، ولذلك فإن ممارسة هذه التمارين بشكل منتظم يمنع حدوث ذلك. 

أساليب التقوية: ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تقوية الجزء العلوي من الجسم، من الأمور التي تمنع حصول شد في عضلات هذه المنطقة.

وبالتالي تحد من الشعور بالألم، فمن خلال تقوية عضلات الظهر العلوية، يتم توفير دعم أكبر للرقبة، ويمكن ممارسة هذه التمارين من خلال التوجه إلى أحد الصلات الرياضية، أو في المنزل عبر استخدام الأوزان اليدوية صغيرة الحجم، وفي حال كان ألم الرقبة أمراً مزمناً، أو متكرر الحدوث، يجب استشارة الطبيب حول نوع التمرين الأفضل. 

السير على الأقدام: بعض حالات الألم في الرقبة تحتاج إلى فترة بسيطة من الوقت قبل أن تزول، من خلال التخلص فقط من الأفكار السلبية أو التوتر الذي يعاني منه الشخص، ويمكن تحقيق ذلك من خلال السير على الأقدام لفترة من الوقت، من أجل المساعدة في تصفية الذهن، و إفراز هرمون الإندورفين الذي يساعد في الشعور بالراحة. 

الحصول على قسط كافي من النوم: عادات النوم السيئة مثل عدم القدرة على الحصول على قدر كافي من النوم خلال الليل، أو قضاء فترة طويلة في استخدام جهاز الهاتف أو الكمبيوتر قبل النوم مباشرة، أو تناول مشروبات تحتوي على نسبة عالية من مادة الكافيين خلال الليل، يؤدي إلى ضغط نفسي شديد على الجسم، وشد في معظم عضلاته بما في ذلك الرقبة، ولذلك فإن تنظيم عملية النوم يساعد في التغلب على هذه المشكلة، ويجب أيضا القيام باستخدام وسادة مريحة خلال النوم. 

استشارة أخصائي في العلاج الطبيعي: في حالة الألم الشديد يجب اللجوء إلى شخص مختص، لديه فهم كامل في الأساليب التقنيات اليدوية التي يتم استخدامها من أجل تخفيف شد العضلات، وتليين المفاصل، كما أن أخصائي العلاج الطبيعي لديه القدرة على استخدام أجهزة الموجات فوق الصوتية، وحزم الحرارة، و TENS لتخفيف الآلام، ويمكنه أيضا وضع برنامج رياضي يناسب حالة المريض، لتسريع عملية الشفاء. [2]

هل الاكتئاب يسبب ألم في الرقبة

نعم.

يربط العديد مم الأطباء بين الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن في منطقة الرقبة، والكتفين، بمعناتهم من أعراض القلق والاكتئاب بشكل مفرط، ومن خلال ملاحظة عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن ومستمر في هذه المنطقة، وجد الأطباء أن نسبة 85٪ منهم مصابون بالاكتئاب الشديد. 

وأوضحت العديد من الأبحاث العلمية التي يعتبر من أشهرها بحث العلاقة بين الاكتئاب والألم المزمن: الآليات العصبية في الدماغ، أن مرض الاكتئاب هو المرض العقلي الأكثر شيوعاً، والذي يسبب عدد كبير من الاضطرابات النفسية والجسدية، وتم وضعه في المركز الثالث بين أثقل الأمراض على مستوى العالم. 

وينصح المختصون الأشخاص المصابين بهذا النوع من الأمراض ممارسة مجموعة من الأمور التي تساعد في تخفيف الضغط السلبي الناتج عنه، من أبرزها النقاط التالية:

  • ممارسة استراتيجية التنفس المريح. 
  • التحدث إلى شخص مقرب سواء صديق، أو أحد أفراد العائلة. 
  • لعب رياضات مختلفة مثل الرقص، واليوغا، وركوب الدراجات الهوائية، والمشي. 
  • الحصول على قدر كافي من الراحة. 
  • ممارسة بعض الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو التلوين. 
  • القيام بأداء الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء مثل الطبخ أو البستنة. [3]

علاج أعصاب الرقبة المشدودة 

يوجد مجموعة من الممارسات التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من أعصاب الرقبة المشدودة ممارستها من أجل تجنب الإصابة بهذا الألم مرة أخرى ، من أبرز هذه الممارسات ما يلي:

  • الابتعاد عن استخدام الهاتف على الأذن لأن ذلك يشكل ضغطاً على الرقبة والكتفين، والاستعانة بسماعات الأذن عوضاً عن ذلك. 
  • عدم النظر الى جهاز الهاتف أو الجهاز اللوحي فترة طويلة من الوقت، وعند الاستخدام يجب وضعه في مستوى نظر العين. 
  • توفير بيئة عمل مناسبة من خلال ضبط ارتفاع شاشة الكمبيوتر لتكون في مستوى العين، وإبقاء القدمين في مستوى الأرض، والتحقق من دعم الذراعين. 
  • الانتباه أثناء رفع الأجسام الثقيلة عن الأرض خاصة الحقائق، ويفضل استخدام الحقائب الملفوفة أو حقائب الظهر. 
  • استخدام مراتب ووسادات عالية الجودة لتوفير قدر مريح من النوم .
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتقوية عضلات الجسم عموماً، وعضلات الرقبة والكتفين بشكل خاص. [4]