الباوهاوس … المدرسة التي غيرت ملامح الحياة الجديدة
الباوهاوس … المدرسة التي غيرت ملامح الحياة الجديدة
أُنشئت مدرسة الباوهاوس عام 1919، وكان الهدف من تأسيسها هو إعادة تخيل العالم المادي من حولنا لينعكس في صورة لوحات وفنون مختلفة، فقد جمعت المدرسة بين عدد من الفنون؛ مثل: النحت، والرسم، والهندسة المعمارية، فكانت الباوهاوس … المدرسة التي غيرت ملامح الحياة الجديدة ، إذ طُورت مناهجها لتناسب نظام المعيشة.
وقد قدم في المدرسة عدداً من الطلاب الذين جاءوا من خلفيات اجتماعية مختلفة، بالإضافة إلى اختلاف مستويات تعليمهم، وكان يُدرس لهم مجموعة عظيمة من الفنانين التشكيلين؛ من ضمنهم: الفنان بول كلي، والفنان كاندينسي، وغيرهم ممن سنتكلم عنهم بشيء من التفصيل في الفقرات التالية.
وبعد أن ينغمس الطلاب في المدرسة ومناهجها، كان عليهم أن يلتحقوا بإحدى الورش المتخصصة؛ التي تتضمن: الأشغال المعدنية، وصناعة الأثاث، وصناعة النسيج، وصناعة الفخار، والطباعة، بالإضافة إلى الرسم على الجدران، وكان هدف مؤسس المدرسة من كل هذه الورش هو توحيد الفنون عن طريق الحرف اليدوية المختلفة، ولكن الأمر لم يفلح مع التجارب نظراً لتكاليفه المادية.
ولهذا قد أُعيد وضع منهجاً جديداً للمدرسة وبناء شعاراً جديداً ألا وهو “الفن في الصناعة”، ثم صمم مبناً جديداً للمدرسة وهو إلى وقتنا هذا علماً من أعلام الهندسة المعمارية الحديثة، وفي هذا المبنى كانت ورشة صناعة الأثاث هي الأكثر شعبيةً وينضم لها عدداً كبيراً من الطلاب، ففي هذه الورشة كانوا يسعون في إضفاء نوعً من المادية على الأشكال التقليدية للكراسي على سبيل المثال، فكانوا من أوائل المصممين الذين جربوا الأثاث المعدني خفيف الوزن.
وفيما يخص ورشة النسيج، فقد درس الطلاب فيها الألوان والتصاميم، وتعلموا الجوانب الفنية لصناعة النسيج، فعرفوا كيفية استخدام الأشياء غير التقليدية وإدخالها في الصناعة؛ مثل: السيلوفان، والألياف الزجاجية، والمعدن، مما جعل من منتجات ورشة النسيج منتجات ناجحة تجارياً.
إلى جانب كل هذه الورش كانت هناك شعبية أيضاً لورشة تعليم الأشغال المعدنية، تلك الورشة التي عرف فيها الطلاب كيفية تصميم عناصر عصرية وجميلة؛ مثل: أدوات المائدة، وتركيبات الإضاءة. [1]
من هم الفنانون الرئيسيون الباوهاوس Bauhaus
- بول كلي.
- فاسيلي كاندينسي.
- لازلو موهولي ناجي.
- أوسكار شيلمر.
- جوزيف ألبرز.
- ميس فان دير.
أثرت مدرسة الباوهاوس في مجموعة كبيرة من الفنانين والمصممين، فما تزال عناصرها الجمالية تؤثر على المهندسين المعمارين، نظراً لأنها كانت تمتلك أسلوباً هندسياً تجريدياً لا يحتوي على المشاعر ولا يعتمد على العاطفة، فخرج منها رواد ومصممون استطاعوا تصمميم عدد من المباني التي وصفها المؤرخون بأنها خيالية لدرجة أنها تبدو كما لو أنه ليس للإنسان يد فيها، نذكر من ضمن هؤلاء الفنانون كلاً من:
بول كلي: انضم بولي عام 1920 للمدرسة للتدريس بها، وكان مهتماً بالفنون غير الغربية، وقد وُصفت أعماله على أنها تحتوي على حس الدعابة، ثم ترك التدريس في عام 1931.
يصف الخبراء لوحات ورسومات كلاً من الرسام جوان ميرو، والرسام أندريه ماسون بأنها متأثرة بمدرسة بول كلي.
فاسيلي كاندينسي: أصبح فاسيلي كاندينسي مدرساً بالباوهاوس عام 1922، فضم فنه الصفات الروحية للون والشكل، وركز على الخطوط التجريدية والأشكال، وقد استمر في المدرسة إلى أن أُغلقت.
لازلو موهولي ناجي: تولى لالو موهولي ناجي إدارة ورشة الحدادة في المدرسة عام 1922، ولكنه كان يهتم أكثر بالتصوير الفوتوغرافي، فاشتهر بتجربة التصوير الفوتوغرافي للغرف المظلمة، وخلق عناصر مجردة عن طريق الظل والخطوط المنحرفة.
أوسكار شيلمر: كان أوسكار يُدرس التصميم، والنحت، والجداريات، كما أنه كان يتابع المسرح؛ لهذا عُين مديراً لأنشطة المسرح عام 1923، وأنشأ ورشة عمل تجريبية عام 1925.
جوزيف ألبرز: تميز جوزيف بصوره الزجاجية التي يستخدم فيها شظايا زجاجية، ثم يضعها في فرن ليجعلها أكثر توهجاً ولمعاناً، وقد اضم إلى هيئة المعلمين بالمدرسة عام 1923، فدرَّس كلاً من تصميم الأثاث، والرسم على الزجاج، ومن أشهر طلاب ألبرز المصمم “مارسيل بروير” الذي صمم متحف ويتني.
ميس فان دير: تولى ميس فان مسؤولية المدرسة بعد غروبيوس عام 1928، ونظراً لسياساته المختلفة وأوضاع البلاد، والصراع مع الأحزاب الاشتراكية فقد أُغلقت المدرسة عام 1933. [2]
متى تأسست مدرسة الباوهاوس
أسس المهندس المعماري الألماني “والتر غروبيوس” مدرسة الباوهاوس عام 1919، في مدينة فايمار بألمانيا، لتكون قبلة للفنون المختلفة بأنواعها، وقد سعى في هذه المدرسة إلى الجمع بعناصر الجمالية والتصميم والحرف اليدوية، ولكن الأمر لم يسري في بادئ الأمر كما أراد المؤسس، فتوحيد الفنون عن طريق الحرف الفنية أمراً ليس بالسهل من الناحية المالية.
لهذا أعاد “والتر غروبيوس” ترتيب أوراقة، ووضع هدفاً جديداً للمدرسة عام 1923، واعتمد شعار المدرسة “الفن في الصناعة” ليشدد على أهمية التصميم لإظهار أي فن، وبعد ذلك نقل المدرسة إلى مدينة ديساو؛ وذلك عام 1925، وقد صمم المبنى ليكون سمة مميزة في عالم الهندسة المعمارية؛ فقد كان إطاره من الفولاذ، بالتداخل مع الزجاج، وجعل في المبنى فصولاً دراسية، وطوابق إدارية لتحقيق أقصى استفادة منه.
رغم النجاح الذي حققته المدرسة؛ إلا أن الأوضاع السياسية غير المستقرة في ألمانيا حينها؛ أثرت بطبيعة الحال على استقرار المدرسة؛ إذ تغيرت المناهج، والأقسام، بل ومسئولوا المدرسة كذلك، ثم تدهورت الأوضاع في ألمانيا فنُقلت المدرسة إلى برلين عام 1930، وبعد 3 سنوات أغلقت المدرسة أبوابها نتيجة هجرة المعلمين والمصممين إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وبحلول عام 1937 أُسست المدرسة من جديد في مدينة شيكاغو على يد المصمم موهولي ناجي. [1]
على ماذا يدل شعار مدرسة الباوهاوس
يدل على أهمية التصميم لإظهار أي فن.
شعار مدرسة الباوهاوس هو “الفن في الصناعة”، ويدل على أن التصميم هو الذي يُبرز الفن وينشره، فيمكن للتصاميم العصرية التي تحتوي على عناصر جمالية أن تكون سبباً في نشر الفن وحب الناس له؛ لهذا كانت الشعارات التي صنعها رواد المدرسة خير دليل على ما نقول، فقد ابتكر متبعوا منهج المدرسة عدداً التصاميم الجديدة لأهم العلامات التي نعرفها في عصرنا هذا بالاعتماد على البساطة، واستخدام الألوان الأساسية. [1] [3]
خصائص مدرسة الباوهاوس
- الشكل يتبع الوظيفة.
- انخفاض عدد العناصر.
- استخدام النصوص.
- الشغف الهندسي.
- الألوان الأساسية.
الشكل يتبع الوظيفة: يجب أن يكون التصميم يوحي بما يعبر عنه، كما أنه يجب أن يجمع بين عدة تخصصات ليكون أكثر عمقاً.
انخفاض عدد العناصر: ابتكر فنانو باوهاوس طريقة لابتكار صوراً معقدة باستخدام عدداً منخفضاً من العناصر، وذلك عن طريق تجريد العناصر غير الضرورية، وهذا لأن المدرسة ترى أن البساطة أداة هامة في تحسين الفعالية.
استخدام النصوص: طلاب مدرسة باوهاوس هم أول من استخدم الكتابة الرأسية، والتفاف النص حول الصورة، فقد كانت الأشكال الهندسية مؤثرة على طريقتهم في تصميم النصوص.
الشغف الهندسي: في الحقيقة لم تؤثر الأشكال الهندسية على استخدام النصوص فحسب؛ بل أثرت كذلك على طريقة التصميم نفسه.
الألوان الأساسية: يُفضل طلاب مدرسة باوهاوس استخدام الألوان الأساسية؛ الأحمر، والأزرق، والأصفر إلى جانب الاسود والأبيض. [3]