مراحل الاحتراق الوظيفي .. وعلاماته .. وأسبابة

مراحل الاحتراق الوظيفي

  1. مرحلة شهر العسل
  2. مرحلة بدء التوتر
  3. مرحلة التوتر المزمن
  4. مرحلة الإرهاق
  5. مرحلة الإرهاق المعتاد

الاحتراق الوظيفي ليس شعور مفاجئ. فهو عبارة عن تراكمات من المشاعر، الأفكار والأفعال التي تؤدي لحدوث الإرهاق أو الاحتراق الوظيفي وفق عدة مراحل. حيث المراحل البدائية يمكن ألا تظهر أو ألا يشعر بها الشخص بشكل صريح، ولكن مع مرور الوقت فإنها تؤدي لحدوث هذا الاحتراق الوظيفي بشكله الواضح وهذا الذي يجعل من الصعب عليك تحمّل واجباتك المهنية واليومية.[1]

مرحلة شهر العسل

بشكل يشبه شهر العسل في مرحلة الزواج؛ تأتي هذه المرحلة مع طاقة كبيرة وتفاؤل.

سواء كنت تبدأ مهنة جديدة، أو كنت تعمل على مهمة معينة جديدة، فإن المراحل الأولى تكون بشكل دائم مليئة بالطاقة والتفاؤل والرضا الذي يدفعك للعمل بحماس وقوة. وهذا ما ينعكس على عملك بإنتاجية كبيرة ويوفر لك تطوير مهاراتك الشخصية! [1]

مرحلة بدء التوتر

في النهاية؛ تنتهي مرحلة شهر العسل، وتبدأ الشعور بالتوتر.

إن التوتر لا يكون مسيطراً على يومك بشكل كامل، حيث يغلب التوتر فقط على أوقات معينة في يومك. انتبه على جهدك الفيزيائي ونشاطك في هذه المرحلة حيث قد يكون متضائلاً بشكل ملاحظ. جسدياً، يظهر في هذه المرحلة الجهد والتعب مما يجعل من الصعب عليك القيام بمهامك اليومية. [1]

مرحلة التوتر المزمن

في المرحلة السابقة، كان التوتر ليس مسيطراً بشكل كامل وكان يغلب على أوقات معينة فقط؛ بينما في هذه المرحلة فيكون التوتر أصبح أكثر استمراراً. ومع زيادة التوتر والضغط، فهذا من المرجح أن يؤثر سلباً على عملك.  [1]

من الأمثلة التي قد نراها هي

  • شعور اللامبالاة
  • صعوبة إنهاء العمل في وقته
  • التأخر عن المهام والتأجيل المستمر

اجتماعياً، قد تقوم بالانسحاب من بعض الأحاديث المتعلّقة بالعمل. وقد تصل أحياناً لمهاجمة زملاء عملك بغضب. وهذه الحالة المستمرة قد تصل للتأثير على منزلك وأفراد عائلتك من حولك مؤدياً لضغوطات ومشاكل أكبر.

مرحلة الإرهاق

في هذه المرحلة، أنت تصل للحد الأقصى! فإنك لا تطيق على التحمل بشكل أكبر من ذلك عندها.

إن المشاكل المتعلقة بالعمل في هذه المرحلة قد تتفاقم وتصل للحد الهوسي. مع مرور الوقت، تصبح الأعراض نفسية وجسدية بشكل أكبر. حيث قد تصل الأعراض الجسدية للصداع المزمن ومشاكل المعدة والجهاز الهضمي.

هذه الأعراض قد تُلاحظ من قبل أفراد عائلتك وأصدقائك أيضاً. [1]

مرحلة الإرهاق المعتاد أو الاحتراق الوظيفي

إذا تركت نفسك دون علاج، يمكن أن يصبح الإرهاق جزءاً من حياتك اليومية ويؤدي في النهاية إلى القلق أو الاكتئاب. يمكنك أيضاً أن تبدأ في الشعور بالإرهاق العقلي والجسدي المزمن الذي يمنعك من العمل وتتعرض الحالة الوظيفية عندك للتراجع في حال الاستمرار بهذه الحال. [1]

علامات الاحتراق الوظيفي

  • مشاكل بالجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم
  • ضعف الجهاز المناعي
  • صداع متكرر
  • مشاكل بالنوم والتركيز والاكتئاب
  • الشعور بضعف الثقة بالنفس
  • فقدان الشغف
  • أفكار انتحارية والشعور بالتعب [2]

لأن الإرهاق سببه من منشأ نفسي؛ وهو التوتر الدائم، فمن الضروري أن نكون على وعي كافٍ بشأن تأثيراته الجانبية التي قد تظهر على الشخص الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي.

حيث كما ذكرنا سابقاً فإن هذا الاحتراق الوظيفي يتظاهر بأعراض جسدية وفيزيائية مثل الصداعات المزمنة المتكررة وفقدان الشهية. حيث هذه العلامات مهمة لتدلّك على معاناتك من الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق. [2]

ويمكن تلخيص هذه الأعراض:

  1. الشعور الدائم بالتعب
  2. الشعور بالعجز والضعف
  3. الشعور بالوحدة
  4. التشاؤم
  5. فقدان الثقة بالنفس [3]

معنى burnout

كلمة burnout تعني: حالة من الإرهاق العاطفي، الجسدي والعقلي؛ الناجم عن التعب المطوّل والشديد. ويحدث ذلك عندما تشعر بالإجهاد والاستنزاف العاطفي وعدم القدرة على تلبية المطالب المستمرة. [4]

يعمل الاحتراق الوظيفي على التقليل من الإنتاجية، واستنزاف طاقتك، وهذا ما يجعلك تشعر بالعجز المتزايد، واليأس والاستياء.

في النهاية، تشعر أنك لا تملك المزيد لتقدمه. [4]

إن الاحتراق الوظيفي يؤثر بشكل سلبي على جميع الأصعدة في الحياة؛ بما في ذلك المنزل، العمل والحياة الاجتماعية. ويخلّف آثاراً سلبية على الشخص ويقلل من شغفه وإنتاجيته. [4]

وهذا ما قد يؤثر حتى على الجسد نفسياً وفيزيائياً حيث قد يشعر المريض بأعراض تعب و نزلة البرد. [4]

اسباب الاحتراق الوظيفي

  1. عبء العمل
  2. فقدان السيطرة
  3. عدم وجود التقدير للعمل
  4. العلاقات السيئة
  5. عدم الإنصاف
  6. عدم تطابق القيم

عبء العمل : العمل الزائد هو السبب الرئيسي للإرهاق. حيث إن العمل لساعات طويلة هو مؤهب لوفاة ملايين من الناس في العالم كل سنة، حيث أن العمل الزائد يجعل الناس تعاني من نقص الوزن، ألم الجسم، والتعب، ارتفاع الكورتيزول، والحرمان من النوم وغيره.

فقدان السيطرة : تشير الدراسات أن الاستقلالية في العمل مهم جداً من أجل صحة الجسم.

من المهم الإشارة إلى أن الإدارة الدقيقة والتنظيم في العمل يحفّز الموظفين على العمل ويزيد من الإنتاجية لديهم ويشجعهم على المواظبة على عملهم. ومع ذلك، تراجع العديد من أرباب العمل عن مراقبة كل خطوة يقوم بها الموظفين، أو التحكم في جدول عملهم أو معاقبتهم على أخطائهم.

عدم وجود التقدير للعمل : إن إعطاء الموظفين حقوقهم مهم جداً من أجل المحافظة على إنتاجيتهم وفعاليتهم في العمل، حيث هذه الطريقة الأفضل للتعبير عن الامتنان لهم ومكافئتهم. حيث أن غياب هذا التقدير يقلل من التحفيز للعمل.

العلاقات السيئة : إن الشعور بالانتماء ضروري من أجل الصحة العقلية والرفاهية. على قدر ما هو مهم في الحياة؛ فهو مهم أيضاً في العمل كذلك. يزدهر الإنسان على جميع الأصعدة عندما يتم تقديرهم من قبل المجتمع وشعورهم بالانتماء.

عدم الإنصاف : عدم الإنصاف يشمل ما يلي: الانحياز، المحسوبية، سوء المعاملة من قبل أحد زملاء العمل أو المشرف، والتعويضات غير العادلة. إن معاملة الموظفين بشكل غير عادل يسبب لهم الإرهاق الدائم.

عدم تطابق القيم : توظيف شخص لا تتماشى مقوماته مع العمل وأهدافه قد ينعكس سلباً على الصحة الجسدية والنفسية للشخص وقد يؤثر على العمل وإنتاجيته أيضاً. وهذا ما قد يولد هذا الإرهاق الدائم في العمل وعدم الرضا. [5]

علاج الاحتراق الوظيفي

  • تتّبع مستويات التوتر
  • تحديد الضغوطات التي تؤثر عليك
  • بناء شبكة دعم
  • القيام بالتمارين الرياضية
  • افعل الأشياء التي تستمتع بها
  • اتباع نظام صحي

على الرغم من أن الاحتراق الوظيفي سيطر على العديد من الناس حالياً ولكن يوجد له علاج.

تتّبع مستويات التوتر : حيث إن اتباع التوتر لديك والسيطرة عليه يقلل من مستويات التوتر لديك.

تحديد الضغوطات التي تؤثر عليك : تسمح لك معرفة مسببات التوتر لديك بتجنبها أو تقليلها.

بناء شبكة دعم : حيث يساعدك مناقشة الأسباب التي تؤدي للتوتر لديك وتلقّي الدعم من حولك، وهذا ما سيخفف عنك الاحتراق الوظيفي.

القيام بالتمارين الرياضية :  القيام بالحركات الجسدية والفيزيائية يحرر التوتر ويقلل من الجهد المطبق على الشخص. وذلك بسبب تحرر الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالرضا.

افعل الأشياء التي تستمتع بها : إن ملء وقتك بالأشياء التي تستمتع بها سوف يرفع مستوى الرضا وشعور السعادة لديك. وهذا ما يسمح لك بتفريغ طاقاتك وإعادة التواصل مع نفسك بشكل أفضل.

اتباع نظام صحي : حيث أن التركيز على صحتك والاهتمام بها سوف يقلل من التوتر الذي تعاني منه.

ومن جانت آخر فإن الغذاء الصحي سوف يعزز مناعتك ويقوي جسدك ويجعله مليئاً بالطاقة. [6]

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي

الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي متشابهين نوعاً ما ولكن يمكن معرفة بعض الفروق بينهما.

حيث أن الاحتراق النفسي (أو التوتر) يفرق عن الاحتراق الوظيفي (أو الإرهاق)، حيث إن الاحتراق الوظيفي هو نتيجة للتوتر الدائم غير المعالج، ولكنه ليس مثل التوتر.

التوتر، بشكل عام، ينطوي على الكثير: الكثير من الضغوط التي تتطلب منك الكثير، جسدياً وعقلياً. ومع ذلك، لا يزال بإمكان الأشخاص المتوترين تخيل أنه إذا تمكنوا من السيطرة على كل شيء، فسيشعرون بالتحسن.

من ناحية أخرى، فإن الاحتراق الوظيفي لا يكفي نوعاً ما. الشعور بالإرهاق أو الاحتراق الوظيفي يعني الشعور بالفراغ والإرهاق العقلي، وعدم امتلاك الحافز، وفقدان الشغف وعدم الاهتمام. غالباً لا يرى الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي أي أمل في حدوث تغيير إيجابي في مواقفهم. إذا شعرت بالتوتر المفرط وكأنك تغرق في المسؤوليات، فإن الاحتراق الوظيفي هو إحساس بالجفاف. وبينما تدرك عادة أنك تحت ضغط كبير، لا تلاحظ دائماً الإرهاق أو الاحتراق الوظيفي عند حدوثه. [7]