فقد العلم الشرعي له آثار سيئة منها

فقد العلم الشرعي له آثار سيئة منها

  • انتشار الجهل
  • هلاك الأمة
  • تسلط الأعداء عليها لهدمها
  • إضعاف صفوفها

يجلب الجهل الهلاك، فالجاهل أحمق يُسيئ التصرف، ويتهور، كما يكون سريع الغضب، ينفعل وتصدر عنه سلوكيات دنيئة، ويكون مصيره السقوط، أما فقد العلم الشرعي فهو أكثر ضررًا على الفرد والمجتمع، فالخير فيمن تعلم العلمه وعلمه، يقول أبو ذر: (العالم والمتعلم شريكان في الخير، وسائر الناس لا خير فيهم، كن عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا، ولا تكن الرابع فتهلك)، أي أن الهلاك في ترك العلم الشرعي.

يحث الإسلام على طلب العلم، فإن أول ما نزل على نبينا صلَّ الله عليه وسلم قوله تعالى: (اقرأ)، ويقول صلَّ الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، لذا يجب أن يتعلم كل مسلم أمور دينه، وأن يكون هناك بعض العلماء الذين يحيطون علمًا بالأمور الشرعية حتى يلجأ لهم العباد لأخذ الفتوى في أمور دينهم، فإن فُقد العلم والعلماء ضل الناس طريق الحق، يقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوساً جهالًا، فسئلوا بغير علم فضلوا وأضلوا).[1]

فقد العلم الشرعي من علامات الساعة

من علامات قيام الساعة أن يُقبض العلم، ويظهر الجهل، يقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم)، والعلم المقصود هو العلم الشرعي (الكتاب والسنة وفروعهما)، فكلما تقدم الزمان وبعد عن عصر النبوة كثر الجهل، وانطوى العلم.

يأتي على الناس زمانًا لا يدري المسلم كيف يصلي، وكيف يتوضأ، وفيم تكن الزكاة، ولمن تكن الصدقة، وهو جهل عظيم، لا يصح معه إيمان، وهو ما أصبح عليه الناس اليوم، لا يهتمون بأمور دينهم، تشغلهم دنياهم بسبب غيابهم عن مجالس العلم، والعلماء، فكما انصرف الناس عن العلم يصرفه الله عنهم ويقبض حملته تباعاً حتى لا يبقى على ظهر الأرض علماً شرعيًا ينتفع به الناس، وعندما يأتي على الناس زمنًا يلتمسون فيه العلم الشرعي من الجهَّال عم الفساد والبلاء.[2]

هل في ترك العلم الشرعي إثم

نعم، فيما كان علمه فرضًا عينًا على كل مسلم ومسلمة.

يقع الإثم على من أخل بواجب، أو ترك فرضًا قادرًا على الإتيان به، ويكون آثمًا من وقع في محرمٍ لم يكن مضطرًا له، قياسًا على ذلك فليس كل العلوم الشرعية يأثم المرء بتركها، فمن العلوم الشرعية ما هو واجب على بعض المسلمين تعلمه فيكون فرضًا كفائيًا يسقط عن الجميع إذا أتى به البعض، ومنها الواجب تعلمه على كل مسلم ومسلمة، ومنها ما يُستحب تعلمه من الشرع، ولا إثم على تاركه.

يجب عليك تعلم ما يجب على جميع المسلمين تعلمه مثل الفروض (الصلاة وأحكامها، والزكاة، والحج، والطهارة، وغيرها مما لا يسع المسلم جهله)، ويجب على من أقدم على أمرٍ من الأمور الدنيوية أن يعرف من الأحكام الشرعية ما يعينه على فعلها دون وقوع فيما حُرِّم، من نوى أن يتاجر عليه أن يتعلم أحكام البيع والشراء، ومن أراد أن يقرض قرضًا، عليه أن يتعلم أحكام الله في ذلك، أما العلم الدنيوي غير الواجب تعلمه على الأعيان إن تعلمته مع عقد النية على نفع دين الله وعباده فلك أجره.[3]

من فوائد العلم الشرعي:

تمام الإيمان بالله عز وجل.

تعلمك للعلوم الشرعية يتمم إيمانك بالله عز وجل، حيث لا إيمان إلا بعقيدة سليمة، ومعرفة صحيحة بالشرائع والأحكام والعبادات، والعمل بما تعلمته، وعرفته، فبدراستك للعلم الشرعي تكن على على بالعقيدة، وأصول الإسلام والإيمان، ولا تصح صلاتك إلا بمعرفتك لأركان الصلاة، وشروطها، والطهارة وأنواعها، كما أن معاملاتك الدنيوية ومن ضمنها التجارية لن تستقيم إلا بمعرفتك لأصول المعاملات في الإسلام، إن الله تبارك وتعالى لم يدع أمرًا من أمور الآخرة والدنيا إلا نظمه، ووضع قواعده.

عليك الاجتهاد لتعلم العلم ونشره، وألا تدع الشيطان يخمد عزيتك ويصيبك بالفتور، والكسل، فطلبك للعلم الشرعي بنية صالحة هو عبادة في حد ذاته، فلا تتخلى عن السلاح الذي يحميك في مواجهة البدع وفتن الحياة الدنيا، يمنحك العلم الشرعي اللسان الذي يرد كيد الكائدين، ويدافع عن الإسلام ضد المشككين، والطاعنين، إنما ما يقلقك من متاعب مادية وأسرية ليس ما يعرقل خطوتك في اتجاه العلم والعمل، لكنه الشيطان الذي يحاربك بضراوة، يقول تعالى: (إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)، كن في حزب الله ولا تكن من أصحاب السعير.[4]

طلب العلم الشرعي والعمل به

المراد من تحصيل العلوم الشرعية هو إصلاح النفس، وتأديبها، وبث الإيمان فيها، وتصحيح العبادات، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بطلب العلم، والذكر، ومعرفة الله حق المعرفة، يقول صلَّ الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، وإذا كنت قادرًا على التبليغ وحمل رسالة الله إلى الناس فخيرًا وأجرًا إن شاء الله، وإن لم تكن قادرًا على الدعوة فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فلا يصدك عن طلب العلم عدم قدرتك على نقله.ك

طلب العلم في حد ذاته عبادة، وخاصةً إن كان مقرونًا بنية صالحة طيبة ترضي الله ورسوله، يقول صلَّ الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة)، فالتمس العلم، واسع في طريق الحصول عليه وإن كنت مقصرًا، وإن كنت غير قادر على نقله لغيرك، اترك ظنونك ومخاوفك وأقبل على الله بقلبٍ سليم.

خذ العلم عن شيخ أو عالم جليل، وراجع كتب العلماء، والفقهاء، وادمج بينهما حتى تصل للفهم الصحيح الكامل، ولا تلتبس عليك الأمور، فإذا أشكل عليك أمرًا رجعت إلى شيخك حتى يبينه لك، ويشرح جميع جوانبه، علاوةً على ما في مجالسة العلماء من فائدة، تكتسب الآداب، والذوقيات، والهدى، وتتعلم إيصال المعلومة، وكيفية تلقي السؤال والإجابة عنه.

فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يعيبون على من يأخذ العلم من الكتب (وغيرها من الوسائل غير المباشرة للتعلم)، وإن لم يكن متاحًا لك فيمككنك سماع الدروس المسجلة، وقراءة الكتب، ولكن الأولى والأكمل أن يتلقى طالب العلم عن شيخه مباشرةً.[5]