ما الاثار المترتبة على ترك الانسان المسلم ذكر ربه
ما الاثار المترتبة على ترك الانسان المسلم ذكر ربه
- يجعل الله أكنةً على القلوب، ووقر في الآذان لمن يُعرض عن ذكره، فلا يفقه الحق.
- لا يهديهم الله، بل يشقيهم.
- ينتقم الله سبحانه وتعالى منهم.
- يعانون في الدنيا ماديًا، ومعنويًا.
- يحشرون عميان.
- قلقون دائمًا لأنهم ينتظرون العقوبة.
- يتلقون عذابًا شديدًا.
المعرض عن ذكر ربه يظلم نفسه، فليس هناك أظلم من ارتكاب المعاصي، أي أن كفر من يُعرض عن آيات الله بعدما ذُكِّر بها ليس بعده كفر، وفي السطور القادمة تعرف نتائج إعراض العبد عن ذكر ربه:
يقول سبحانه: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا)، أي أن الله يعاقب المعرضين بأن يجعل على قلوبهم أكنة، وفي آذانهم ووقرًا، فلا يستطيعون فهم الحق، والتفقه في الدين، فقد جعل الله عقوبتهم الجهل، والإمعان في الضلال.
أشقاهم الله، فهم لن يهتدوا أبدًا، يقول في كتابه العزيز: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)، وسوف ينتقم الله منهم لقوله: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)، والانتقام لا يكون أخروي فقط بل يعاقبهم الله في الدنيا والآخرة، فيعيشون بنفسياتٍ مريضة مثقلة بالهموم، يعانون الفقر والعوز، وفي الآخرة يُحشر المعرض عن ذكر ربه أعمى، يقول تعالى في ذلك: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
شبههم الله سبحانه وتعالى بالبهائم في قوله: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ، فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)، والحمر المستنفرة هي الحيوانات المتوحشة التي تحاول الفرار من الصيادين.
يصبحون في قلقٍ دائم، لأنهم يتوقعون العقوبة أن تسقط عليهم في أي وقت، إذ يقول تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)، كما أنه بالفعل يتعرض لعذابًا شديدًا قاسيًا لقوله تعالى: ( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا).
من الاثار المترتبة على ترك الانسان المسلم ذكر ربه
يقيض الله الشياطين للمعرض لصده عن سبيل الله.
يقرب الله الشياطين للمعرض عن ذكره ليكونوا له قرناء، لا يفارقونه، يصدوه على الطريق القويم، ويبعدونه عن الحق، يقول تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين)، فيعيش المعرض عن ذكر ربه في ضنك وفقر ومرض وعدم ارتياح، لا يُسعده شئ، ولا يرضيه شئ، ينتظر وقوع العقاب عليه في أي وقت، ويعلم أن حسابه سيكون عسيرًا، وعندما يموت ويُحشر، يُحشر أعمى، ثم يلقى جزاءه عند ربه على إعراضه، وكفره.[1]
عقاب المعرض عن ذكر ربه
يُعرض الله سبحانه وتعالى عنه، ويكله إلى نفسه.
من أقسى العقوبات التي يُعاقب بها المعرض عن ذكر ربه أن يكله الله إلى نفسه الأمارة بالسوء، فتسوقه حيث المعاصي، والخطايا، وتغرقه في الكفر والموبقات، وتزين له أعماله، لا يرى خطيئته خطيئة، فلا يتوب عنها، ولا يرجع إلى صوابه، فيزداد ضلالاً على ضلاله، وإعراضًا على إعراضه، يقول تعالى في ذلك: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)، من اتبع غير سبيل الله، حرمه الله البصيرة، وتركه لنفسه تحمله على فعل المنكرات.
يعاقب الله المعرض بأن يُعرض عنه كما أعرض عن ذكره، فقد مر رجلًا على النبي صلَّ الله عليه وسلم وهو يذكر الناس فأعرض عن التذكير، وولى مدبرا، قال النبي صلَّ الله عليه وسلم فيه: (وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عنه)، وما أخسرك إن أعرض الله جل وعلا عنك، فإن من أعرض عن ذكر الله لم يكتفي بالإعراض بل سولت له نفسه أن يطعن في الحق، ويشكك فيما كان قد آمن به يومًا من كلام الله، وضل ضلالًا أكبر وأعمق من ضلاله.[2]
فضل الذكر
- يطرد الشياطين ويضعف كيدهم.
- يرضي الله عز وجل.
- يشفي القلب من الهموم، ويجلب السرور والفرح.
- يجلب الرزق.
- يجعل لك هيبة بين الناس، وحلاوة ونضارة تظهر على وجهك.
- يورِّث المحبة.
- يجعل العبد يراقب ربه في جميع أفعاله، فيعبد ربه كأنه يراه.
- الرجوع إلى الله واللجوء إليه في جميع الأحوال.
- المداوم على ذكر الله يهابه، ويكون حضوره في قلبه أكثر قوة.
- من ذكر الله ذكره الله، يقول تعالى: (فاذكروني أذكركم).
- يحط الخطايا، ويرفع الحسنات.
- تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
- ينجي العبد من عذاب القبر أعاذنا الله وإياكم منه.
- تحفك الملائكة، وتتنزل السكينة على قلبك، وتغشاك الرحمة.
- يشغل الإنسان عن الغيبة والنميمة، والكذب، والفواحش.
- كل مجلس لا يذكر العبد ربه فيه فهو عليه حسرة، لذا الذاكر مأمون من الحسرة يوم القيامة.
- حركة اللسان بالذكر حركة سهلة، فبالرغم من كونه أفضل العبادات، إلا أنه أيسرها.
- ذكرك الله في الدنيا يُزرع لك به نخلًا في الجنة، لقول النبي: (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة).
- نسيان الله شقاء، والذكر الدائم يحمي العبد من الشقاء، لأنه يحميه من نسيانه.
- نور في القبر، ونور يوم القيامة، ونور في القلب.
- يذيب قسوة القلب.
- يصلِّ الله وملائكته على العبد الذي يذكر ربه.
- يجلس الملائكة في مجالس الذكر.
- يباهي عز وجل ملائكته بالذاكرين من عباده.
- جميع الأعمال المأمور بها في الأصل هي ذكر لله تعالى.
- ييسر الصعب، ويخخف الشاق، يفرِّج الكربات.
- المنافق لا يذكر الله إلا قليلًا، فمن ذكر الله أبعد النفاق عن نفسه.[3]
أفضل الذكر
قراءة القرآن الكريم.
اتفق الجمهور على أن أفضل الذكر الذي يمكن للعبد أن يذكر به ربه هو قراءة القرآن الكريم، يقول سفيان الثوري: (سمعنا أن قراءة القرآن أفضل الذكر إذا عمل به)، أي أنك إذا قرأت القرآن وعملت بما أمر، وانتهيت عما نهاك كنت ذاكرًا لله، ويقول الإمام النووي أيضًا أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار، ولكنه أوضح أن القراءة المطلوبة هي التي تكون بتدبر لمعانِ القرآن، وليس القرآءة من أجل قراءة أكبر عدد من الصفحات.
كما يقول شيخ الإسلام (ابن تيمية) أنه ليس هناك أفضل بشكل مطلق، فهو يرى أن التسبيح في الركوع، والسجود أفضل من تلاوة القرآن، وأفضل من التهليل والتكبير، ويرى أن التشهد في نهاية الصلاة، والدعاء بعده أفضل من قراءة القرآن أيضًا، ويرى الشيخ ابن عثيمين أن: (قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل)، وذلك يعني أن وإن كان تلاوة القرآن أفضل من الذكر، فعند سماعك للمؤذن كان الأفضل ترك التلاوة وإجابة المؤذن، وذلك لأن القرآن يمكن تلاوته في أي وقتٍ آخر، بينما لا يمكن إجابة المؤذن إلا في نفس الوقت، ووافقهم ابن باز في الرأي.
فتلاوة القرآن هي الذكر الأفضل، ولكن الأذكار المحددة بوقت مقدمة عليها، لأن القرآن يتلى في أي وقت، ولكن الأذكار والدعوات من الأفضل أن تكون في وقتها.[4]