ماذا يعني القتل تعزيرا
ممعنى القتل تعزيرا
القتل على معصية لم يورد فيها حكمًا شرعيًّا.
معنى القتل تعزيرا هو القتل الذي استحقه العاصي على معصية قد ارتكبها ولم يورد فيها حكمًا شرعيًّا ورأى الفقهاء أن هذا العاصي يستحق القتل، ولكن القتل تعزيرا من الأشياء التي اختلف فيها العلماء فمنهم من رجحه ومنهم من قال أن التعزير لا يكون قتلًا ولكن يكون تأديبًا بالضرب أو الحبس أو المال.
القول الأول قال به الإمام مالك وبعض أصحاب الإمام أحمد ومثلوا على ذلك بقتل الجاسوس ولكن إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك وذلك استنادًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد في الثالثة أو في الرابعة فاقتلوه”، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن النبي أمر بالقتل إذا أكثر العاصي من الذنب.
التعزير من الأشياء التي رأى الفقهاء أنه راجع لولي الأمر حيث يجتهد فيه بحسب المصلحة العامة وكذلك على قدر جريمة المذنب، وهذا ما رجحه ابن القيم وابن تيمية حيث أفتى ابن تيمية بقتل من يمسك في سوق المسلمين وهو سكران لا يدري بحاله بسبب شرب الخمر.
كان قد أفتى في هذا الأمر بعقوبتين واحدة هي عقوبة السكر والأخرى عقوبة الفطر في نهار رمضان ولكن حدثت بعض الاختلافات فخاف من الفتة مما جعله يفتي بالقتل، حيث أن المعصية هنا كبيرة كما أن مصلحة المسلمين تأتي في المقدمة أيضًا.[1]
ما الفرق بين القتل حدا والقتل تعزيرا
- القتل حدا.
- القتل تعزيزًا.
هناك فروق شاسعة بين عقوبة القتل حدًّا والقتل تعزيرًا وذلك لأن التعزير يختلف عن الحد في الإسلام في الكثير من الأمور مما جعل عقوبة القتل حدا والقتل تعزيرًا مختلفة ولكل منهم جرائم معينة وأوقات معينة:
القتل حدا: القتل حدًّا في الإسلام هو نوع القتل الذي ينطبق على من خالف شرع الله وارتكب جريمة يعاقب عليها الشرع بالقتل وتوجد جرائم كثيرة في الإسلام توجب القتل فالإنسان الذي كفر وارتد عن دينه لا بد من قتله وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”من بدل دينه فاقتلوه”.
الزاني المحصن المتزوج أيضًا وهذا حده القتل ولكن بطريقة الرجم بالحجارة، والقتل عمدًا أيضًا من الجرائم التي توجب القتل ولكن هذه القضية يوجد فيها تفصيل حيث أن الولي إذا عفى عن القاتل ورضى بالدية فلا يقتل، بجانب الكثير من الجرائم الأخرى.
القتل تعزيرًا: التعزير في الشرع من أنواع العقوبات في باب الجنايات مثل القصاص والحدود وهو عبارة عن التأديب على ذنبٍ قد ارتكبه العاصي ولكن لا يوجد له حد قال به الشرع مثل الكثير من الجرائم الأخرى، والتعزير يكون بالحبس أو الضرب ويصل كذلك إلى القتل وذلك لرؤية بعض الفقهاء.
استند بعض الفقهاء على الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل بوضوح على القتل، رغم أن هناك بعضًا من العلماء رأوا أن التعزير يقصد به التأديب لذلك لا يصل إلى القتل في أي حالة، ولكن القتل يجوز عن الإمام مالك وذلك لأن هناك جرائم كثيرة خطيرة يمكن أن تؤثر على المجتمع إذا تم التهاون فيها فيتم إحالة الأمر إلى المصلحة العامة وحجم الجرائم.[1][2]
ما هي الجرائم التعزيرية
هي الجرائم التي توجب عقوبة التعزير.
الجرائم التعزيرية هي الجرائم التي توجب عقوبة التعزير وهي الجرائم والمحظورات الشرعية التي لم يتحدد لها عقوبة في الشرع مثل الجرائم في الحدود والقصاص، ويتم تقدير العقوبة بالرجوع إلى ولي الأمر الذي ينظر إلى حجم الجريمة ومدى تأثيرها على المجتمع ومدى صغرها أو كبرها.
يتم النظر أيضًا إلى حالة المذنب والأشياء التي دفعته لفعل هذا وبعض الأشياء الأخرى المحيطة بالجريمة، ومن الجرائم التي قال العلماء فيها بالتعزير الخلوة بالمرأة الأجنبية والمباشرة بلا جماع، وكذلك خيانة الأمانة وأكل مال اليتيم، حيث يقول ابن تيمية في هذا الأمر:”فهؤلاء يعاقبون تعزيزًا وتنكيلًا وتأديبًا بقدر ما يراه الوالي على حسب كثرة ذلك الذنب في الناس وقلته”.[3]
ما هو الفرق بين الاعدام والقصاص
- الاعدام.
- القصاص.
لأن كلمة الإعدام والقصاص متشابهتين في المعنى أو أن الناس يرون هذا مما جعلهم يلتبسون في الأمور ويجعلون الإعدام مرادفًا للقصاص رغم الاختلاف الشاسع بينهم في الإسلام، فالإعدام إنهاء حياة أما القصاص مماثلة كما أن هناك الكثير من الفروق الأخرى:
الاعدام: هذه الكلمة تأتي من العدم فالإعدام معناه فناء حياة الإنسان وهدمها دون اعتبار أي شيء آخر والإعدام هو مصطلح غربي يعتمد بشكلٍ أكبر على فكرة إنهاء الحياة فقط أي على المحسوس لديهم ثم إنكار كل ما يتعلق بالجانب الروحي أو الغيبي.
الغربيين يرون الموت ما هو إلى إنهاء للحياة دون اعتبار أن هناك حياة كاملة بعد الموت وذلك بخلاف القصاص والإسلام الذي أعطى للقصاص والموت معنًا واسعًا للغاية لا يقتصر فقط على فكرة الموت وإنهاء الحياة.
القصاص: يعتبر معنى القصاص من المعاني الواسعة التي لا تعتمد فقط على فكرة الموت أو إنهاء الحياة كشيء محسوس بل الجانب الغيبي أيضًا من الأشياء المعتبرة، فالقصاص لا يعني الموت فقط بل يعني المماثلة وهو مماثلة الموت فإذا قتل إنسان إنسانًا فإنه يجب أن يقتل من باب المماثلة.
القصاص أوسع من الإعدام، لذلك توجد به تفصيلات قصيرة حيث من الممكن أن يتم العفو عن القاتل من أولياء القتيل والحصول على الدية وذلك عكس الإعدام الذي يوكل فقط إلى المحكمة التي تقضي بالإعدام وتنفذه، كما أن القصاص لا يمكن أن يسقط بعكس الإعدام الذي يسقط بالتقادم ومرور الوقت.[4]
هل يجوز التعزير بالحبس
- القول الأول.
- القول الثاني.
اختلف الفقهاء في عملية التعزير بالحبس عند ارتكاب جرائم لم يأتي فيها في الشريعة أيّة حدود يمكن الاستناد إليها عند معاقبة الجناة لذلك اختلف فيها العلماء والفقهاء وكل منهم له أدلته، فهناك في هذا الأمر قولان:
القول الأول: يرى بعض الفقهاء أن الحبس مشروعًا في الإسلام رغم اختلاف جوهره في عهد رسول الله ولكنهم استدلوا بالكثير من الأدلة التي تثبت أن الحبس مشروع لأي شخص يرتكب جريمة لا يوجد لها حدًّا معينًا في الشرع.
يمكن إثبات المشروعية بالعقل فالإنسان العاصي إذا ارتكب معصية لا بد أن يعاقب ويكون ذلك على ثلاثة أوجه، فالأول إجباره على تأدية الحق الذي اغتصبه واعتدى عليه، أو القبض عليه وإثبات ما إذا كان مذنبًا، والأخير أن يتم حبسه حتى يتم إثبات ذنبه الذي اقترفه ثم يعاقب إذا كان مذنبًا.
القول الثاني: يرى البعض الآخر من الفقهاء بأن السجن أو الحبس ليس مشروعًا في الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحبس أحدًا بل كان يعوق حركة المذنب ويأمر غريمه بملازمته، ويرد على هذه الفئة بأن الحاجة في عهد الرسول لم تستدعي سجنًا مخصصًا.
كان النبي يأمر الغريم بالملازمة وهذا نفس الأمر لا يوجد به أية اختلاف إلا في الصورة فقط، كما أنهم يرون أن السجن أو الحبس ارتبط في القرآن بالعذاب الأليم كما في سورة يوسف لذلك الحبس لديهم غير مشروع وهو شيء تم استحداثه بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.[5]