وصف الذنوب بالموبقات دليل على أنها من أكبر الكبائر
وصف الذنوب بالموبقات دليل على أنها من أكبر الكبائر
نعم، وصف الذنوب بالموبقات دليل على أنها من أكبر الكبائر، فأكبر الكبائر في الإسلام هي السبع الموبقات والذنوب التي وُصفت بالموبقات هي معاصٍ عظيمة تهلك المرء وتحبط عمله، وتجعله من الخالدين المخلّدين في نار جهنم يوم القيامة، ومعنى الموبقات أي المهلكات الخبيثات، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”.[صحيح البخاري: 2766][1]
فأعظم الذنوب وأكبرها في الإسلام هو الشرك بالله تعالى، وذلك ما بيّنه الحديث النبوي السابق، وللشرك الكثير من الآثار العظيمة التي تعود بالهلاك على صاحبه، ويلي الشرك السحر، لما فيه من الاستعانة بغير الله تعالى وعبادة الشياطين والجن لذا حرمه الله تعالى على الناس، ومن ثمّ يأتي من بعدهما الربا وأكل مال اليتيم وقتل النفس لغير وجه حقّ، كذلك التولي يوم الزحف وقذف المحصنات من النساء المسلمات.[1]
وإنّ من يفعل إحدى هذه الموبقات فإنه أتى ذنبًا عظيمًا وأقدم على هلاكٍ لا قبل له فيه، وباء بغضب من الله تعالى وسخط، فالله سبحانه وتعالى لا يغفر لمن أشرك به أو استعان بالجن وجعلها إلهًا له يعبدها ويستغيث بها، ولا يغفر لمن قتل نفسًا بريئةً أو أكل مال اليتيم ولا من أكل مال الربا وفرّ من الزحف أو قذف الغافلات المحصنات، إلا من تاب لله توبةً نصوحًا ندم فيها على ما فعله، فالله تعالى يغفر ويعفو.[1]
ما هي الموبقات
- الشرك بالله تعالى.
- السحر.
- قتل النفس.
- أكل الربا.
- أكل مال اليتيم.
- التولي يوم الزحف.
- قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
الشرك بالله تعالى: هو أكبر وأعظم الكبائر على الإطلاق، وهو أول السبع الموبقات، فمن أشرك بالله تعالى ومات على الشرك كُتب عليه الخلود في نار جهنّم يوم القيامة، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}. [سورة المائدة: الآية 72] لكنّه سبحانه يغفر لمن تاب وأصلح قبل موته، لأنّ التوبة تغفر كبائر الذنوب بإذن الله تعالى.[2]
السحر: يأتي السحر في المرتبة الثانية بعد الشرك، والسحر هو التعامل مع الجنّ والشياطين والاستعانة بهم لقضاء مختلف الحاجات، كذلك السحر يشمل عبادة الشيطان والاستعانة به لإضلال الناس وأذيتهم، قال الله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}.[سورة البقرة: الآية 101] فالسحر يجرّ بالمرء للكفر فهو كبيرةٌ من الكبائر وهو من السبع الخبيثات المهلكات.[2]
قتل النفس: قتل النفس بغير وجه حقٍّ من أبشع الجرائم التي يمكن للإنسان أن يرتكبها، وقتل النفس البريئة سبيلٌ يوصل صاحب هذا الذنب للنار كما ورد في قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. [سورة النساء: الآية 93] فلا يحل لمسلم أن يقتل مسلمًا أو مؤمنًا إلا أن يكون لسببٍ يحلل الدم ويبيحه.[2]
أكل الربا: الربا هو أخذ الفائدة على أموال الديون، وتكون في حقّ صاحب المال، ولقد حرّم الله تعالى الربا وجعله من الكبائر لما فيه من ظلمٍ للعباد ونهبٍ لأموالهم بغير وجه حق، يقول الله جلّ وعلا: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}. [سورة البقرة: الآية 275] فالواجب الحذر من الربا بأنواعه كلها.[2]
أكل مال اليتيم: فلا يحلّ للمسلم أن يأكل مال يتيمٍ أبدًا إلا بالمعروف، لأنّ هذا المال حقٌّ لليتيم وحده، ولا يجوز للوصيّ أو وليّ أمره أن يأخذ منه شيئًا إلا بإذنه لحاجة، وقد ذُكر ذلك في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}. [سورة النساء: الآية 10][2]
التولي يوم الزحف: قد وعد الله تعالى في كتابه العزيز من فرّ من الزحف ولقاء العدو في المعارك وترك إخوانه المجاهدين بالعذاب الأليم في الآخرة، فلا يجوز للمسلم أن يترك ساحة الحرب إلا أن لأعذارٍ شرعية كتحضير العتاد أو العدة أو الانتقال من فيلقٍ لفيلق أو من فئة لفئة.[2]
قذف المحصنات: ويُقصد به اتّهام النساء المسلمات بالزنا دون شهود ويفتري عليها بهذا الافتراء العظيم، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}. [سورة النور: الآية 4] فمن افترى على النساء المحصنات أو الرجال المحصنين كذبًا فإنه يُجلد ثمانين جلدة ووجبت عليه التوبة.[2]
الكبائر ضابطها وأنواعها وعددها
الكبائر هي كلّ ما عظم من الذنوب وقبح، وهي الذنوب الكبيرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة ولُعن صاحبها أو وُعد بالعذاب في الدنيا أو في الآخرة، كذلك الكبائر هي كلّ ذنبٍ له حدٌ شرعيٌّ يُقام على من ارتكبه، ومن أعظم الكبائر هي الشرك بالله تعالى وباقي السبع الموبقات المهلكات.[3]
وأما عن عدد الكبائر فقد اختلف أهل العلم في عدّها وإحصائها، فمنهم من قال بأنها مائةٌ وستون كبيرة، ومنهم من قال بأنّها سبعون كبيرةً فقط، جاء في مصنف عبد الرزاق وغيره: قيل لابن عباس: الكبائر سبع؟ قال هي إلى السبعين أقرب، فلا يمكن تحديد عدد الكبائر لعدم وجود دليلٍ شرعيّ يفيد بذلك.[3]
والكبائر لها أنواعٌ منها الكبائر التي تُخرج صاحبها من ملة الإسلام كالشرك، ومنها ما ارتبط بها حدٌ يُقام على صاحبها في الدنيا كالزنا وشرب الخمر والسرقة والقذف وسب الأنبياء، ومنها الكبائر التي وُعد صاحبها بالعذاب الشديد في الدنيا أو في الآخرة ما لم يتب عنها ويتركها.[3]
الفرق بين السبع الموبقات والكبائر
السبع الموبقات: هي الذنوب العظيمة السبعة التي وُعد صاحبها بالخلود في نار جهنم خلودًا مؤقتًا أو خلودًا دائمًا، وهي المذكورة في الحديث النبوي الشريف: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”.[4]
الكبائر: هي الذنوب العظيمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية المباركة، والتي ترتب عليها الوعيد في الدنيا أو الآخرة، أو ترتب عليها الغضب ولُعن صاحبها، كذلك هي الذنوب التي ترتب عليها حدودٌ شرعية، ومن الكبائر عقوق الوالدين والسرقة واستحلال البيت الحرام وغيرها.[5]
ما هي صغائر الذنوب
هي كلّ قولٍ أو فعلٍ حرمه الله تعالى.
صغائر الذنوب في الإسلام هي كلّ قولٍ أو فعلٍ حرمه الله تعالى وحرمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لكن دون أن يرد في هذه الذنوب أي سخطٍ أو غضب، ولم يُختم الحديث عنها بلعنٍ أو وعيدٍ في الدنيا والآخرة أو إقامة حدٍّ من الحدود الشرعية، ومن صغائر الذنوب حلق اللحية أو هجر المسلم لأخيه المسلم، كذلك الغيبة وكثرة الخصومة.[6]
فصغائر الذنوب لا تعد ولا تُحصى، ورغم أنها من صغائر الذنوب فإنّه لا يحلّ للمسلم أن يقوم بها أو يفعلها، ومن ارتكب ذنبًا أو معصيةً فعليه بالتوبة والاستغفار والدعاء والتضرع لله تعالى وطلب الصفح والعفو والمغفرة منه سبحانه وتعالى.[6]