من مات وهو مشرك شرك أكبر فإنه

من مات وهو مشرك شرك أكبر فإنه

خالد مخلد في النار .

من مات وهو مشرك شرك أكبر فإنه بذلك يكون خالدًا مخلدًا في النار، وذلك إذا مات الشخص ولم يتب من فعلة الشرك، فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا إذا تاب العبد منها بعد ارتكابها حتى لو كان الشرك، ولكن الذي لم يتب لا غفران له.

إذا أشرك الشخص بالله في حياته ولكنه ندم وعرف خطأه ثم تاب ورجع إلى الإسلام والإيمان بالله فإن الله يغفر له هذا الذنب، رغم أنه من الذنوب العظيمة الذي قد يظن مرتكبها أنها لا تغتفر حتى مع التوبة، ورأي الخلود في النار لمن أشرك ولم يتب هو رأي إجماع أهل السنة.

الشرك بالله من أعظم الكبائر التي قد يرتكبها إنسان لأن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يغفر كل شيء إلا الشرك حيث قال الله تعالى في سورة النساء: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، ومعناها أن الإنسان إذا مات وهو مذنب فمن الممكن أن يغفر الله له حتى بعد مماته، أما الشرك فلا يغفره الله أبدًا بعد الموت.

المآل الوحيد لمن مات على شركه هي النار، ففي سورة المائدة يقول الله تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}، لذلك لا بد أن يبتعد الإنسان المسلم عن أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الشرك أو المحرمات التي تندرج تحت الشرك بالله حيث أن الشرك هو أكبر الكبائر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله”.[1][2]

من أمثلة الشرك في الألوهية

  • دعاء غير الله.
  • طلب الشفاعة من أحدٍ غير الله.
  • النذر لغير الله.
  • الذبح لغير الله.

الشرك في الألوهية من أكبر الكبائر التي يمكن أن يرتكبها مسلم وهو من الأشياء التي يمكن أن يفعلها المسلم دون أن يدري من خلال فعل بعض الأفعال الشركية، ومن أمثلة الشرك في الألوهية:

دعاء غير الله: هناك من الناس من يذهبون إلى القبور ويتقربون بهم إلى الله، أو يدعونهم لقضاء حوائجهم وهذا هو عين الشرك في توحيد الألوهية، لأنه لا يجوز أن يلجأ المسلم لغير الله ولا أن يدعو غير الله لأن الله واحد لا شريك له، ولا يستطيع أحد استجابة دعائنا إلاه.

طلب الشفاعة من أحدٍ غير الله: طلب الشفاعة من غير الله سواء كان ميتًا أو حيًّا أو صنمًا من الأمثلة الواضحة على الشرك بالله، وهذا ما حذر منه الله سبحانه وتعالى في القرآن حيث أن هؤلاء لا يملكون أي شيء حتى يشفعون للناس عند الله بل يكفي للمسلم أن يتقرب إلى الله ويدعوه بما أمرنا الله به.

النذر لغير الله: النذر لله والله وحده هو الذي يعلمه ولا يجوز أن ينذر أحد المسلمين شيئًا لغير الله كأن يقول نذرت للشخص الفلاني كذا إذا رزقت بشيء معين أو إذا شفيت من المرض الفلاني، فالله في كتابه العزيز يقول: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}، لذلك النذر لغير الله من صور الشرك في توحيد الألوهية.

الذبح لغير الله: الذبح والنحر عبادة يتقرب بها الإنسان المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، لذلك الذبح لغير الله مثل الذبح للموتى أو الجن هو من أمثلة الشرك في الألوهية ولا يجوز لمسلم القيام به لأنه بهذا يكون في خطرٍ عظيم.[3]

ما هي أنواع الشرك

  • الشرك الأكبر.
  • الشرك الأصغر.

الشرك بالله أمثلته كثيرة يمكن أن نحصيها في حياتنا اليومية، وكل الأفعال الشركية والأمثلة تندرج تحت نوعين فقط من أنواع الشرك هما:

الشرك الأكبر: هو من أكبر الكبائر ويكون على صورٍ كثيرة، حيث أن الإنسان من الممكن أن يجعل لله ندًّا في كل شيء، في أسمائه وصفاته أي يتخذ معبودًا غير الله ويصفه بصفاته التي لا يجب التسمية بها، ومن الممكن أن يكون الشرك الأكبر على صورة الشرك في العبادة كأن يعبد الإنسان معبودًا آخر ويتضرع إليه ويدعوه سواء كان إنسانًا أو جمادًا مثل الشمس والقمر.

يعبده ويستغيث به ويطلب منه حاجاته، فإذا فعل الإنسان المسلم هذه الأشياء يكون قد ارتد عن الإسلام فلا يجب الصلاة عليه عند الموت ولا يدفن في مقابر المسلمين حيث يعامل معاملة الكفرة، ولكن إذا تاب يكون قد بقي على الإسلام ولا يعامل معاملة غير المسلمين.

الشرك الأصغر: يمكن أن يطلق الشرك الأصغر على كل الأفعال التي من الممكن أن تؤدي إلى الشرك الأكبر مثل الحلف بغير الله، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله حيث قال صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد أشرك.

من أمثلة الشرك الأصغر الرياء وهو المشهور مثل الرياء في الصلاة كإطالتها أو رفع الصوت بذكر طلبًا لثناء الناس، وهذا الشرك ليس مثل الشرك الأكبر أي لا يخرج المسلم عن الإسلام، ولكنه من أكبر الكبائر لذلك يجب الابتعاد عنه.[4]

من أمثلة المحرمات الشركية

  • شد الرحال لأولياء الله.
  • الحلف بغير الله.
  • تعليق التمائم.
  • الرقى.
  • تصديق العرافين والدجالين.
  • الطيرة والتشاؤم.

قد لا ينتبه الكثير من الناس إلى أفعالهم اليومية لأن أغلب الناس عوام أي لا يملكون علمًا واضحًا ويلجأون فقط بأسئلتهم إلى من هم أكثر علمًا، لذلك نجد أن أكثر العوام يقعون في محرمات وخاصة المحرمات الشركية دون أن ينتبهوا لها أو يعطوها اهتمامًا ويظنون أن هذا عادي، ومن هذه الأفعال الشركية:

شد الرحال لأولياء الله: نجد الآن أن عوام الناس يذهبون إلى أضرحة أولياء الله الصالحين ويدعونهم ويستعينون بهم لقضاء حوائجهم وهذا من الشرك لأن هذا بمثابة إشراك الآخرين في استجابة الدعاء مع الله وهذا لا يحدث، لأن الله سبحانه وتعالى وحده من يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات.

الحلف بغير الله: روى ابن عمر حديثًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت.”، وهذا نهي صريح من النبي عن الحلف بغير الله، ولكن أيضًا لا يجب الحلف بالله كذبًا، فإن كان الحلف بغيره شركًا فإن الحلف به كذبًا يمين غموس ومن أعظم الكبائر.

تعليق التمائم: انتشر بين العرب قديمًا أنهم كانوا يجعلون أبنائهم يلبسون التمائم وهي التي تعلق فيها خرزة زرقاء لمنع الحسد ومنع شر الجن وكذلك لدفع العين عنهم، فجاء الإسلام وحرم ارتداء التمائم لأنها من الشرك حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من علّق تميمة فقد أشرك”. 

الرقى: بعض الرقى من الإسلام والبعض الآخر ليست منه لأنها تحتوي على تعاويذ وطلاسم كان العرب قديمًا يستخدمونها لرقي أولادهم، ولكن جاء الإسلام واستبدلها بالرقى الصحيحة والتي تعتمد على آيات القرآن والأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرُقى ما لم تكن شركًا”، لذلك يجب على المسلمين الاعتماد على الرقى الصحيحة والابتعاد عن التعاويذ والدجل.[1]