مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي
مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم
التبليغ والتبشير والتحذير .
بيّن الله تبارك وتعالى من خلال الآيات القرآنية الكريمة أنّ مهمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هي التبليغ والتبشير والتحذير، قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.[سورة الجمعة: الآية 2] كذلك ورد قول الله جلّ وعلا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.[سورة سبأ: الأية 28] فقد أرسل الله تعالى نبيّه محمّدًا ليدعو الناس إلى توحيده سبحانه وعبادته وحده دون شريك.
فكانت أولى مهامه صلّى الله عليه وسلّم تلبيغ الرسالة للناس، كما جعل سبحانه من مهام نبيّه هو نقل بشارة الجنان والخلد في الآخرة لمن اتّبع الهدى وأسلم وجهه وقلبه لله تعالى وحده دون أن يشرك به شيئًا، وجعله نذيرًا للكافرين يُنذرهم من العذاب الأليم الذي سيحل عليهم في الدّنيا والآخرة بما كفروا وظلموا أنفسهم وأهليهم وغيرهم من الناس.
ولقد جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليُزكي الناس عن سيء العادات وسيء الأفعال والأقوال وبُعث ليتمم مكارم الأخلاق ويهذب النفوس ويرقى بنفوس البشر عن كل قولٍ أو فعل مشينٍ ودنيء، فكان النبي بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله تعالى وتوحيده وعبادته ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى، والله أعلم.[1]
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعبد ويتفكر في خلق الله تعالى كما اعتاد أن يفعل، وهو الذي كان على الملّة الإبراهيمية فلم يوجّه وجهه لصنمٍ قط كما اعتادت قريش أن تفعل، فكان موحدًا لله تعالى، يمكث في غار حراء الواقع في جبل النور، يتفكر في المخلوقات ويتعبّد الخالق.
فأنزل الله تعالى عليه الروح حاملًا الوحي من عنده سبحانه، فكانت أولى كلمات جبريل عليه السلام لرسول الله أن اقرأ، ليجيبه رسول الله ما أنا بقارئ، ويكرر عليه اقرأ ثلاث مرات حتى يقول له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.[سورة العلق: الآية 1-5] فذهبت السيدة خديجة بنت خويلد لتسأل ابن عمها ورقة بن نوفل وكان من النصارى العارفين لدين عيسى عليه السلام، فبشرها بأنّه الناموس، أي الوحي الذي ينزل بالرسالات السماوية على المختارين من البشر ليكونوا رسلًا من عند الله تعالى للبشر يدعونهم للهداية وتوحيد الله تعالى وعبادته وحده دون شريك، ومن هذا اليوم بدأت رحلة تبليغ الرسالة الإسلامية العظيمة.[2]
كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي
في سنّ الأربعين.
اتّفق أهل العلم أنّ الوحي قد نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في سنّ الأربعين عامًا، وذلك المشهور عند أهل السير والعلم والأثر، ولقد ثبت ذلك في الصحيح للبخاري ومسلم، حيث ورد الحديث المنقول عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّه قال: “بُعِثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بالهِجْرَةِ فَهاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وماتَ وهو ابنُ ثَلاثٍ وسِتِّينَ”.[البخاري: 3902][3]
موقف العرب تجاه بعثة النبي
كان حال العرب قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- يرثى له، فقد كانوا غارقين في مستنقعات الوثنية والشرك، لذلك وقفوا تجاه دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- موقفًا هجوميًا رافضًا في البداية، فأخذوا يرمونه بالجنون، ويصفونه بأنه شاعر أو كاهن، وقالوا أن ما يرويه من القرآن ما هو إلا أساطير للأمم السابقة الغابرة، ولم تكتفي قريش والعرب بهذه الأذية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالكلام، بل كانوا يتعمدون رمي الشوك في الطرقات التي يسلكها وضربه بالحجارة ورمي القاذورات بين كتفيه عند سجوده لله.
وبالرغم من كل هذا الموقف العدائي للعرب عمومًا ولقريش خصوصًا لدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن بنو هاشم كانوا يقفون معه ويساندونه ويحمونه على الرغم من عدم إيمانهم به في أول الدعوة، وباتت قريش تسلك مسالك وتتبع طرقًا أخرى لمنع النبي من نشر الدعوة فأرسلوا له المغريات مع الرسل من مالٍ وملكٍ وجاهٍ وغير ذلك ويرفضها جميعًا، ثم تحاول العرب أن تثني بنو هاشم عن حمايته، وطلبوا منه المعجزات الخوارق، وعذبوا من آمن به دون النظر لمكانته، حتى أحق الله الحق وانتشر الإسلام بينهم.[4]
أمور قام بها الرسول أثناء تبليغه الرسالة
- تبليغ الدعوة.
- جمع الناس على التوحيد.
- حفظ الحقوق.
- إنهاء العصبية القبلية.
- أقام العدالة الإجتماعية.
- إعداد جيل مسلم.
- إقامة دولة المسلمين.
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دائم العمل والسعي لتبليغ الرسالة بعد نزول الوحي عليه، فكان يقوم بواجباته كلها على أكمل وجه، وكان لقدوم الدعوة الإسلامية أثرًا كبيرًا على الفرد والمجتمع العربي، فكان أساسًا في النهوض بالمجتمع وتغييرًا له وتخليصًا من كافة الأمور السلبية التي كانت تكدر صفوه، ومن أهم الأعمال التي قام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد البعثة ما يأتي:
تبليغ الدعوة: فقد كان تبليغ الرسالة من أهم المهام التي كُلف بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد قام بها على أكمل وجه فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة على أكمل وجه، ودعا الناس لتوحيد الله.
جمع الناس على التوحيد: فقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعريف الناس على معنى وحدانية الله، وأنه لا معبود سواه، وعلمهم كيفية التفكر بوحدانيته وقدرته سبحانه وتعالى، وأن سلامة العقيدة والدين يكون بسلامة التوحيد والعبودية لله وحده.
حفظ الحقوق: فقد أثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال دعوته أن الحقوق أكيدة للبشر أجمعين، وأنه لا فرق بين الناس ولا أفضلية إلا بتقوى الله عز وجل، كما عرفهم بحقوق كل الخلائق على الإنسان وحق الإنسان على نفسه.
إنهاء العصبية القبلية: فقد كان العرب قبل الإسلام يتعصبون لعوائلهم وقبائلهم حتى أن جاء الإسلام وآخا بين المسلمين وجعل حرمة دم المسلم وماله وعرضه على المسلمين أجمعين.
أقام العدالة الإجتماعية: وقضى على كل انحراف اجتماعي ومنع التمييز العنصري القائم على اللون أو العرق أو الجنس أو حتى المال من غنىً وفقر، وجعل القرآن الكريم والسنة ميزانًا يتقاضى به المسلمون.
إعداد جيل مسلم: فقد كان الصحابة خير الأمم من بعد الأنبياء وذلك لأنهم تربوا على يد النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعلموا منه مباشرةً أصول الدين والعلم.
إقامة دولة المسلمين: فقد أسسها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وكان قائدها وأسس لها نظامًا اقتصاديًا متينًا وأقام جيشًا للمسلمين وحث على الزراعة والعمل والصناعة حتى ازدهرت دولة المسلمين.
كيف كان حال العرب قبل البعثة النبوية
كانوا غارقين في بحر من الضلال والفسوق.
كان العرب قبل البعثة المحمدية غارقين في بحرٍ من الضلال والفسوق والفساد الأخلاقي، فقد كانوا يعتنقون الديانة الوثنية التي تعمقت جذورها في شبه الجزيرة العربية، وعاشت العرب في شبه الجزيرة العربية أسوء الفترات التي يمكن أن تكون قد مرّت، حيث انتشر الفساد في الحياة الدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وكان من أبرز ملامح العرب الفساد الأخلاقي والفساد الديني والشرك والجهل، وهذه العوامل أدت بدورها إلى انتشار الحروب الطاحنة بين القبائل، حتى جاء الإسلام متممًا لمكارم الأخلاق وليعيد الموازين إلى طبيعتها وفطرتها في شتى مجالات الحياة وعلى رأسها الدين والعقيدة والأخلاق، والله أعلم.[5]