لماذا كان الشرك افتراء عظيما على الله تعالى
لماذا كان الشرك افتراء عظيما على الله تعالى
لأنه ادعاء أن لغير الله تعالى ما لله من أسماء وصفات.
الشرك هو أن يتخذ العبد ندًا لله سبحانه وتعالى، فينسب لغير الله ما لله من أسماء، وصفات، أو أن يصرف له من العبادة مالا نتعبد به إلا لله، أما عن معنى الافتراء فهو الكذب، ويقول السيوطي أن الافتراء هو اختراع قضية لا أصل لها، وبالطبع ليس هناك أصل لما ينسبه المشرك لغير الله من القدرة، والعلم، والخلق من العدم، إلى غير ذلك مما يُنسب للخالق سبحانه، بناءًا على ذلك فإن الشرك يعد كذبًا على الله لأنه يقر بأن هناك غيره من الخلق من في استطاعته أن يأتي بما يأتي به الله.
ليس هناك على الله الأرض كائنًا يصلح أن يكون ربًا، ويعبد، وليس هناك من يمكن إيجاد غيره، فجميع من على الأرض موجودات، وليس لموجود أن يوجِد غيره من العدم، ويرزقه من الخيرات، وينجيه من المصائب، ويغفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، الله وحده سبحانه وتعالى هو القادر على ذلك، والقول بغير ذلك افتراء عظيما على الله تعالى.
لماذا كان الشرك ظلم وافتراء على الله
الشرك ليس ظلمًا لله، إنما هو ظلم لمن أشرك، لكنه افتراء على الله تعالى لأنه صرف العبادة لغيره.
يمكن القول بأن الشرك ظلم، ولكنه ليس ظلمًا لله سبحانه وتعالى، فإن الله المعبود جل جلاله لا يُظلم، ولايضيره من أشرك، ولا يعنيه من اتخذ من دونه ندًا لا ينفعه، ولا يغنيه من الله شيئًا، ولكن يقال بأن الشرك ظلمًا لكونه ظلمًا للنفس، فمن أشرك فقد ظلم نفسه، حيث يقول سبحانه وتعالى في هذا الصدد: (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، فالمشرك ظلمك نفسه بشركه، ووضع نفسه موضع يتحمل فيه تبعات ظلمه لنفسه، يقول تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا).
على الرغم من كون الشرك ليس ظلمًا لله، ولكنه ظلمًا في حد ذاته حيث أنه يعني وضع الأمور في غير مواضعها، كما أنه نوع من أنواع الكذب، لوصف غيره تعالى بصفاته وأسمائه التي لا تجوز لغيره.[1][2][3]
الشرك أعظم أنواع الظلم والسبب
يعد الشرك اعظم الظلم، وأكبر الكبائر، فلا تكبره كبيرة، ولا يعلوه ظلم آخر، ويرجع ذلك لكون الشرك تشبيهًا للموجود بالواجد، ووضع الخالق والمخلوق في نفس المكانة، يقول تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم)، ولا عجب أن يوصف الشرك بأنه ظلمًا عظيمًا إذا كان يعني إثبات نقصًا أو عيبًا للإله الخالق جل وعلا، كما أن المشرك ليس محبًا مخلصًا لله تعالى.
حيث يشغل قلبه حب الآلهة المتعددة التي نصَّبها لنفسه من دون الله، علاوة على ظنه السئ بالله، وفي ذلك يقول تعالى: (وَيُعَذّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْء عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْء وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً).[4]
من مظاهر الافتراء على الله
- إشراك غير الله بالقربات.
- الكذب على الله بغير علم.
- تحليل ما حرم الله أو تحريم ما حلله.
- ابتداع عبادات.
- الإفتاء بدون علم.
- الادعاء بالنبوة.
التقرب إلى غير الله بالعبادة: يتقرب البعض بالأضرحة والأشجار، والحجارة، وما إلى ذلك، أو يذبح، وينذر النذور لغيره تعالى، ويدعى أنها تقربًا لله سبحانه وتعالى، ويقولون: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، ويقول صلَّ الله عليه وسلم فيمن يذبحون تقربًا لغير الله:(لعن الله من ذبح لغير الله..).
القول على الله بغير علم: ويعد من أخطر أنواع الكذب أن يصف العبد ربه بصفة لم يصف به تعالى نفسه، ولم يصفه بها نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أو أن يسميه باسم لم يسمِ به نفسه.
التحليل والتحريم في غير موضعه: قال تعالى في كتابه الكريم: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)، فإن تحليل ما حرم الله تعالى، أو تحريم ما حلله هو الكفر بعينه، والخروج من الملة.
تشريع عبادات لم يأمر بها الله: ينسب البعض الفضل لبعض الأيام على غيرها، ويفرد بعض الليالي بالعبادات دون غيرها، ويزيد على العبادات أنواعًا جديدة من العبادة، ولم يأتِ أمرًا إلهيًا بذلك، فيعد ذلك من الكذب على الله.
الفتوى في دين الله بغير علم: يعد افتراءًا على الله سبحانه وتعالى أن تقول عنه مالا تعلم، يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، لذا فمن يفتي غيره في الدين بلا علمٍ حقيقي هو كاذب مفتري على الله ورسوله صلَّ الله عليه وسلم.
ادعاء النبوة: يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول: ( إن بين يدي الساعة كذابين)، قال جابر فاحذروهم، والكذابين هم مدعي النبوة.[5]