من هو الصحابي الذي بايع على الموت في معركة اليرموك

الصحابي الذي بايع على الموت في معركة اليرموك هو

عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

في معركة اليرموك سطر الصحابي عكرمة بن أبي جهل أروع صور الإيثار في الحياة فحين اشتد زمام معركة اليرموك وقد اشتد القتال بين المسلمين والمشركي قام الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ينادي من يبايع على الموت من يبايع على الموت. وقد أظهر عكرمة بن أبي جهل في معركة اليرموك فدائية مطلقة حتى نال الشهادة.

وقد بايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور وأربعمئة من وجوه المسملين وفرسان المسلمين. قاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعًا جراحًا وقتلوا إلا من برأ ومنهم ضرار بن الازور. وأتي خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء [1] [2]

وقبل أن يستشهد ضرب أروع مثل في الإيثار. فقد كان بجواره الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فجيء إليه بماء فنظر إليه عكرمة، فقال هشام: ادفعه إلى عكرمة، فلما أخذه نظر إليه سهيل، فقال عكرمة: ادفعه إلى سهيل، فلما وصل الماء إلى سهيل كان قد مات، ثم تبعه عكرمة والحارث، واستشهدوا جميعا وكل واحد منهم آثر الآخر بشربة الماء. [3]

الصحابي الذي بايع على الموت عكرمة بن أبي جهل

كان الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعفو ويؤمن الناس جميعًا يوم فتح مكة إلا أربعة واحد منهم هو عكرمة بن ابي جهل. وذلك لشدة ما آذى الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن الله تعالى شاء لعكرمة بن ابي جهل الهداية فأسلم وحسن إسلامه.

وقد كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع عكرمة بن أبي جهل وسماحه وترحيبه واستقباله عند قدومه وقت إسلامه له الدور الأكبر في إزالة ما على قلبه من ركام الجاهلية، وكان كافيا لتغيير حياته، واجتذابه إلى الإسلام. وقد ابلى بلاء حسنا في الإسلام. وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا. [4]

إسلام الصحابي عكرمة بن أبي جهل

لما عاد عكرمة بن أبي جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب إليه عليه الصلاة والسلام فرحًا بعكرمة بن أبي جهل ، ثم جلس رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فوَقَف عكرمة بين يديه، وأعلن إسلامَه صراحةً مدوية، ونطق شهادةَ الحق: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

فقال رسول الله: لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه. فقال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، فاغفر له ما نال مني من عرض في وجهي أو أنا غائب عنه.

فقال عكرمة : رضيت يا رسول الله، لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدٍ عن سبيل الله إلا أنفقتُ ضعفها في سبيل الله، ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله. [4] [5]

مبايعة الصحابي عكرمة بن أبي جهل على الموت

لم يترك الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه بعد إسلامه غزوة مع رسول اللَّه إلا وشارك فيها، وفي عهد أبي بكر أصبح عكرمة قائدًا لجيش من جيوش الإسلام العظيمة التي حاربت الردة، قبل أن يتحول إلى قائد عظيم من قادة المسلمين في بلاد الشام. وذلك في معركة اليرموك التي خلدت اسم الصحابي عكرمة بن أبي جهل في حروف من نور.

ففي وادي اليرموك عندما أوشك الروم على تدمير جيش المسلمين بعد أن قاموا بمحاصرتهم من كل جانب، تناول هذا البطل الإسلامي الفذ سيفه وكسر غمده واتخذ القرار الأصعب على الإطلاق في حياة أي إنسان، لقد اتخذ عكرمة قرار الموت، فنادى بالمسلمين بصوت يشبه هزيم الرعد: أيها المسلمون من يبايع على الموت فتقدم إليه ٤٠٠ فدائي من فدائي الإسلام.

استشهاد الصحابي عكرمة بن أبي جهل

شعر الصحابي عكرمة بن أبي جهل بما قد فاته من سابقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: والذي نجَّاني يوم بدر – يا رسول الله – لا أدع نفقة أنفقتها بالصد عن سبيل الله إلا أنفقت أضعافها في سبيل الله، ولا قتال قاتلته في الصد عن سبيل الله إلا قاتلت ضعفه في سبيل الله. وقد بر عكرمة بهذا القسم حيث كان أول المسلمين خروجًا للجهاد بعد إسلامه

وقد أبلى يوم اليرموك بلاءً عظيمًا. حتى بادره خالد بن الوليد قائلاً: لا تفعل يا عكرمة! إن قتلك على المسلمين سيكون شديدًا، قال: إليك عني يا خالد لقد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، أما أنا وأبي أبو جهل، فقد كنا أشد الناس عداوة على رسول الله، دعني أُكَفِّر عما سلف مني، أأقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أفر اليوم من الروم؟! والله لا يكون أبدًا.

ثم نادى: من يبايع على الموت؟ فبايعه أربعمائة من المجاهدين في سبيل الله، فقاتلوا حتى نصر الله المسلمين نصرًا مؤزرًا، ولقي عكرمة ربه مُثخنًا بجراحه. وقيل نزل عكرمة يوم اليرموك، فقاتل قتالاً شديدًا، ثم استشهد، فوجدوا به بضعًا وسبعين من طعنة ورمية وضربة. كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم يومئذ- هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده. [6]