انتقال المخلوق الحي من البيئة الباردة الى البيئة الأكثر دفئاً
انتقال المخلوق الحي من البيئة الباردة الى البيئة الأكثر دفئاً
الهجرة هي انتقال المخلوق الحي من البيئة الباردة الى البيئة الأكثر دفئاً. وغالبًا ما تقوم الطيور بالهجرة من الأماكن الباردة إلى الأماكن الدافئة، ويحصر عقلنا هذا الأمر بأنه هجرة الطيور للجنوب. لكن الهجرة لها مفهوم أوسع من ذلك، فيمكن أن تكون نحو الشرق أو الغرب، ويمكن أن تكون هجرة من المرتفعات للأسفل أو العكس أو رحلة متعددة إلى عدة مواقع بنفس الوقت.
تعتمد فترة الهجرة على المسافة المقطوعة، ويمكن في بعض الأحيان أن تستغرق الحيوانات أيام أو حتى أسابيع من أجل انهاء رحلتها. الاسباب التي تؤثر على اختيار توقيت الهجرة ، ومعرفة الحيوانات التي لا تملك عقلًا مثل الإنسان متى يكون الوقت المناسب من أجل الهجرة هي:
- طول عدد ساعات النهار
- التغيرات في الغذاء ونوعيته
- كمية الطاقة اللازمة من اجل الحفاظ على دفء الجسم
مثال على ذلك حيوان الايل، الذي يعيش في الجبال في الصيف، لكنه ينتقل الى قاعدة الجبال في فصل الشتاء من اجل ان يحصل على الطعام والغذاء ويعيش في طقس اكثر دفئًا.
بالرغم من أن الهجرة تعتبر في بعض الأحيان خيار مثالي للحيوانات من أجل تجنب برد الشتاء، لكنها شيء مجهد بالنسبة للحيوانات. لأن الهجرة تعني الذهاب لمكان جديد والبحث فيه مجددًا عن مصادر الطعام والشراب مع الكائنات الحية الموجودة فيه بالأصل. [1]
الهجرة هي انتقال المخلوق الحي من البيئة الباردة الى البيئة الأكثر دفئاً
تهاجر الحيوانات لسببين رئيسين وهما قلة الغذاء وبرودة الحرارة التي يمكن أن تدمر الخلايا للكائنات الحية. ومن اشيع الامثلة التي تخطر في بال اي شخص عند الحديث عن هجرة الحيوانات هو الطيور المهاجرة. حيث تقوم العديد من انواع الطيور بالهجرة آلاف الأميال من أجل قضاء فصل الشتاء في مناطق أكثر دفئًا وتحوي على كمية وافرة من الطعام.
تعود الطيور مجددًا في فصل الربيع مع عودة المصادر الغذائية. والهجرة للحيوانات لا تعني الخيار المثالي، فلها سلبياتها أيضًا، وهي:
- الوصول إلى أماكن غربية لا تعرف فيها الحيوانات الطريقة المثلى من اجل الاختباء وتحصيل الغذاء
- الضياع عبر الطريق
- كثرة الحيوانات المفترسة في المناطق التي هاجرت اليها الحيوانات.
بعض الحيوانات تقوم بالتكيف مع فصل الشتاء من خلال الاختباء إما عبر جذع شجرة أو يمكن أن تقوم الحيوانات بإنشاء منازل اسفل الماء، أو بإنشاء أنفاق في الثلج. أو غير ذلك الكثير من الطرق التي علّمها الله عز وجل للحيوانات! [3]
أسباب انتقال المخلوق الحي من البيئة الباردة الى البيئة الأكثر دفئاً
تعتبر الهجرة رحلة مهمة بالنسبة للحيوانات، وتحدث بشكل منتظم في فصول محددة من السنة، ووقت محدد من العام. وتعتبر الهجرة نوع من أنواع التكيف
الأسباب التي تدفع الحيوانات للهجرة هي:
- صعوبة تحمل المناخ في أوقات محددة من السنة
- توافر الغذاء أو المأوى
- وجود معادن في مناطق محددة فقط
- البحث عن مناطق تحوي نسبة قليلة من الحيوانات المفترسة
صعوبة تحمل المناخ في أوقات محددة من السنة: الكثير من المناطق التي يعيش فيها الحيوانات يكون فيها الطقس جاف/ رطب أو حار/ بارد. وهذا يؤدي لصعوبة في تأقلم الحيوانات مع هذا المناخ. لذلك تنتقل الحيوانات وتهاجر الى مكان آخر يكون فيه الطقس أفضل.
توافر الغذاء أو المأوى: بعض المناطق يكون فيها غذاء متوافر بشكل أكبر من مناطق أخرى في وقت محدد من العام. لذلك تنتقل الحيوانات الى هذا المكان من أجل أن تبقى على قيد الحياة.
البحث عن مناطق تحوي نسبة قليلة من الحيوانات المفترسة: توافر الغذاء ليس السبب الوحيد وراء هجرة الحيوانات، فبعض الحيوانات يمكن أن تهاجر مثل الطيور إلى مناطق تحوي عدد أقل من الحيوانات المفترسة من أجل أن تتزاوج وتربي صغارها.
وجود المعادن والمناطق المغذية في مناطق محددة: بعض الكائنات الحية (مثل الفيل) تحتاج إلى أن تتناول معادن معينة تتوافر فقط في أماكن محددة ويجب عليها أن تذهب إلى هذه المناطق من أجل أن تحصل عليها بانتظام.
الأمر الهام الذي يجب معرفته هو أن معظم الحيوانات المهاجرة هي حيوانات أكلة للنباتات تهاجر مع تغير المناخ عبر فصول العام، وتغير نمط نمو النباتات. أما الحيوانات الآكلة للحوم فلا تهاجر بشكل منتظم. مع بعض الاستثناءات مثل الذئاب التي يمكن أن تسافر في حال ندرة الطعام في الأراضي الأصلية التي تقطن فيها.
الحيوانات الأخرى مثل الحشرات تهاجر أيضًا، فبعض الفراشات تهاجر مسافات طويلة، لكن معظم الحشرات تكون مسافة هجرتها قصيرة. وبعض الحشرات، مثل النمل الأبيض تكون هجرتها نحو التربة. [2]
تأقلم الحيوانات مع البيئة الباردة
بالإضافة إلى الهجرة، هناك آليات أخرى يمكن ان تتكيف بها الحيوانات مع البيئة الباردة وهي:
- السبات الشتوي
- وجود مواد كيميائية مضادة للتجمد عند الحشرات
السبات الشتوي: من الطرق الاخرى التي تحمي بها الحيوانات أنفسها من البيئات الباردة وقلة الموارد الغذائية. والكثير من الحشرات تتبع هذه الوسيلة من اجل ان تتجنب برودة الطقس الشديدة. في السبات الشتوي تصبح الحيوانات غير نشطة، ويمكن أن تقوم أيضًا بإبطاء العمليات الاستقلابية الحيوية داخل الجسم من أجل أن يستهلك جسم الحيوان أقل قدر ممكن من العناصر الغذائية في فترة السبات.
لا تقوم الحيوانات صغيرة الحجم فقط بالسبات الشتوي، من الممكن أيضًا أن يلجأ لهذه الآلية من التكيف الحيوانات كبيرة الحجم أيضًا. مثل الدببة وهي النوع الاشيع من الحيوانات كبيرة الحجم التي تقوم بالسبات الشتوي. حيث تقضي الدببة معظم الوقت في الصيف وهي تزيد من وزنها من أجل أن يكون لديها مصادر وموارد كافية من الطعام للشتاء.
وفي حال بقي الدب طوال فصل الشتاء نشطًا، فيمكن ألا يستطيع أن يبقى على قيد الحياة حتى وصول الصيف. لذلك يساعده السبات الشتوي في أن يبقى أكثر من خمس شهور حيًا بدون طعام.
يشبه السبات الشتوي كفكرة وضع الكمبيوتر في وضع النوم، أو الجوال. وهذا يعني أن الكمبيوتر لا يعمل بالكامل، لكن بعض الاشياء لا تزال تعمل بداخله، لكن معظم الآليات التي تستهلك الطاقة تكون مطفأة بداخله. وهذا يساعد بالطبع على توفير الطاقة، وهذا المثال ينطبق على السبات الشتوي عند الحيوانات.
وجود مواد كيميائية مضادة للتجمد عند الحشرات: بعض الحيوانات يمكن أن تتخلص من برد الشتاء من خلال وجود مواد كيميائية في جسدها مانعة للتجمد، مثل الحشرات.
الكثير من الفراشات ويرقاتها تقوم بإنتاج الغليسرول ومواد كيميائية سكرية اخرى في داخل الجسم عندما تبدأ درجات الحرارة بالهبوط. وهذه المواد تعمل كمضاد تجمد. وهي تقلل من نقطة التجمد داخل سوائل الجسم عند الحيوانات، أو تمنع من تشكل بلورات تجمد كبيرة يمكن أن تؤذي الخلايا الحية [3]