وجه الشبه بين المؤمن وعابر السبيل
وجه الشبه بين المؤمن وعابر السبيل هو :
وجه الشبه بين المؤمن وعابر السبيل هو :
- كلاهما لا يأنس ولا يستقر حتى يصل لمنزله: إن حال المؤمن في الدنيا كحال عابر السبيل الذي لا يأنس ولا يستقر حتى يصل إلى منزله في الآخرة .
- أنهما دائمًا على أهبة الاستعداد: أيضًا فإن المؤمن يجب أن يكون على أهبة الاستعداد للرحيل، مثل المسافر الملازم للطريق والذي يكون مستعد دائمًا للرحيل، بخلاف من يأمل في البقاء الذي يكون على غير استعداد حتى إذا جاءه الموت تمنى العودة إلى الدنيا مرة أخرى ليأخذ أهبته ويستعد للآخرة. [1]
- مواجهة الصعوبات: أيضًا من أوجه الشبه بين المؤمن وعابر السبيل أن المؤمن يتعرض في حياته لصعوبات ومشاق تشبه ما يواجهها الغريب المسافر وحيدًا بعيدًا عن أهله وانقطعت به السبل، وذلك لاختبار إيمانه بالله والالتزام بتعاليم الدين القويم والصبر والتحمل في مواجهة التحديات والصعوبات التي يلاقيها، ولرفع درجاته في الآخرة ومضاعفة حسناته.
ومن صفات المؤمن
- الخشوع في الصلاة
- الإعراض عن اللغو
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- يحب المؤمنين ويواليهم
- يقيم الصلاة في أوقاتها
- يؤتي الزكاة
- يطيع الله ورسوله باتباع أوامره وتجنب نواهيه.
- يحفظ الأمانة
شرح حديث كن في الدنيا كأنك غريب
ورد عن عبدالله بن عمر أنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال ” كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”، وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول ” إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك”، وما نتعلمه من هذا الحديث وأحاديث أخرى هو أن المؤمن يجب أن يعد العدة للآخرة ويزهد في الدنيا فلا يتعلق بها ولا يؤثرها على الآخرة ويكون دائمًا على استعداد لملاقاة الله عز وجل.
فالدنيا هي دار الاختبار والعمل أما الآخرة فهي دار القرار والبقاء، ولذلك أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نتقلل من الدنيا ولا نركن إليها حتى تهون المحن التي قد نواجهها فيها وأيضًا لأن الزهد في الدنيا سبب في محبة الله للعبد، وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث سهل بن سعد: “ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”.
وأيضُا فإن الله تعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز عن فضل الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والحذر من الانشغال بشهوات الدنيا ومتاعها الزائل، ومن تلك الآيات قوله تعالى:” إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات”، وقوله تعالى: ” إنما أولدكم وأولادكم فتنة “، وقوله تعالى:” وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”.
وهذه الأحاديث والآيات الكريمة بينما هي تحث على الزهد وعدم الطمع فإنها تؤكد أيضًا على أن الدين الإسلامي هو دين الوسطية وهو يجمع بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح ومتطلبات الدنيا ومتطلبات الآخرة فلا إفراط ولا تفريط.
وقد ورد في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يا عبدالله ألم أخبرك أنك تصوم النهار وتقوم الليل، قلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل، صم وأفطر وقم ونم، فإن لجسدك عليك حق وإن لعينك عليك حق، وإن لزوجك عليك حق”.
والمؤمن لا يجب أن ينتظر المساعدة من غيره بل عليه أن يعمل ليطلب الرزق الحلال في الدنيا ويأخذ بأسباب الرزق والاستعانة بالله عز وجل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” احرص على ما ينفعك، واستعن بالله”.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا في حث المؤمن على العمل والكسب من عمل يده: ” لأن يأخذ أحدكم حبلة فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه، خير له من سؤال الناس أعطوه أو منعوه”. [2]
حكم اللهو في أوقات الفراغ
إن استغلال المؤمن لوقت فراغه في أمور العبادة والطاعة والذكر لهو من أعمال القلوب التي يحثنا حديث عبدالله بن عمر عليها، ومع ذلك فإن المؤمن الذي يفعل الواجبات المطلوبة منه قدر استطاعته ويجتنب المحرمات فقد أفلح بإذن الله حتى لو لم يستكثر من الطاعات والنوافل.
وقد ورد في الحديث الشريف أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبة وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئًا أأدخل الجنة، قال : نعم، قال : والله لا أزيد على ذلك”.
لذلك فإن اللهو في وقت الفراغ مباح بشرط أن لا يكون محظورًا. [3]
ولكنه أيضًا مكروه لدى العلماء ليس كراهة تحريم بل هو إرشاد للمؤمن بأن يشغل نفسه في أوقات فراغها بما هو نافع في الدنيا والآخرة، ومن أمثلة الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المؤمن في أوقات فراغه:
- ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم
- عيادة المريض
- التفكر في خلق الله عز وجل
- يجلس مع أهله ويؤانسهم ويباسطهم.