سمات اتجاه المزاوجة بين المحافظة والتجديد
من سمات اتجاه المزاوجة بين المحافظة والتجديد:
- السمة الأساسية لهذا الاتجاه هو الأسلوب القديم مع استخدام طريقة تكرار القوالب وذلك من خلال استخدام الكلمات القوية والألفاظ الثرية الذي يتلاعب بها الشاعر.
- كان هذا الاتجاه يتبع نظام القافية والبحر الواحد ويكثر منها ، وعرفت قوافيهم بالتنوع.
- تميز شعر الغزل والمدح بالاقتباس من الأشعار القديمة مع مزجها بالمذاهب الحديثة مثل المهجرين وأبولو ، ايضاً كان هناك بعض الشعراء التي تقوم بالاقتباس من الأدب الأجنبي.
- مناقشة ومواكبة عدد من الأحداث التاريخية العربية مثل ثورة الجزائر واحتلال فلسطينية ، بالإضافة إلى مواكبة القضايا الانسانية مثل السلام والعدالة.
- العمل على وضع بعض الحلول للمشاكل الاجتماعية مثل الفقر ومشاكل المرأة.
ما هو اتجاه المزاوجة بين المحافظة والتجديد
هذا الاتجاه هو كان النقلة من الشعر القديم إلى الحديث ، واعتمد على الحفاظ على نهج القديم مع وضع بعض التجديدات ، حيث احتفظ بالديباجة الصافية وقام بتنويع في الموضوعات الخاصة بالمجتمع والأمة من أجل وكان هذا هو الجديد في هذا الاتجاه كما تم الاهتمام بالوصف وبشكل خاص وصف الحضارة ومظاهرها وكان ذلك ناتج عن التأثير بفن مدرسة الديون ، كما ظهرت الرومانسية العربية على هذا الاتجاه بشكل واضح ومن اشهر الأبيات التي اتضح فيها استخدام الاسلوب القديم:
قال عثمان بن سيار
” يروحني منك الهوى وأباكرة **** فلا هو ينساني ولا أنا ناكرة
المال عن طبيعي السدي زار موهنا ** وقد طار عني في دجى الليل طائرة
وما الطيف إلا جاحم الشوق كلما *** دجا الليل واقتنا سراها عساكرة
في الأبيات التالية تتضح طريقة اتجاه المزاوجة في مناقشة القضايا الهامة ويقول محمود عارف عن جميلة بوحريد:
خلدوا في القلوب ذكرى جميلة
فهي بنت العلا و رمز البطولة
وسقت بالدماء أرض ذويها
فالمشي الشرقي من دماء الطفولة
فئات شعراء المزاوجة
انقسم شعراء اتجاه المزاوجة إلى ثلاثة فئات أساسية وهما:
شعراء المديح والمناسبات: ومن أشهر شعراء هذه الفئة هم العقيلي وعبد الكريم الجهيمان والعلاف وعبد الله بلخير.
الشعراء المتنوعين: هم مجموعة لم يختصوا بنوع واحد من الشعر بل كانوا متنواين ومن أشهرهم حمزة شحاتة والعطار ومحمد سعيد العامودي وأحمد بن راشد المبارك وعبد اللطيف أبو السمح وعبد الوهاب آشي.
شعراء الشعر الذاتي: مثل سمو الامير عبد الله الفيصل و الفلالي وعثمان بن سيار.
من شعراء اتجاه المزاوجة الذين عنوا بالشعر الذاتي؟
تخصص القليل من شعراء هذا الاتجاه في الشعر الذاتي ومن أشهرهم سمو الامير عبد الله الفيصل و الفلالي وعثمان بن سيار والحجي.
نموذج من شعر المزاوجة
قصيدة عواطف حائرة
هذه القصيده من مؤلفات الأمير عبد الله الفيصل والذي تقلد العديد من المناصب الهامة في المملكة العربية السعودية ومن أشهر دواوينه خريف العمر ومشاعري وحي الحرمان:
“أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي
إليك خطا الشباب المطمئن
وقد كاد الشباب لغير عود
يولي عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي
بأحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رؤاه
على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك
أقضت مضجعي واستبعدتني
كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا
ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير
من الشجن المؤرق لا تدعني
تعذب في لهيب الشك روحي
وتشقى بالظنون و بالتمني
أجبني إذ سألتك هل صحيح
حديث الناس خنت؟ ألم تخني؟”[1]
من سمات الاتجاه التجديدي
- كان لهذا الاتجاه تأثير واضح بكل من الشعراء الرومانسيين شعراء التفعيلة في الادب العربي الحديث.
- التحديث والتنوع في الأساليب مثل تشكيل صور وحركات جديدة في الشعر الذاتي وبشكل خاص عند وصف الطبيعة ، وربط القصيدة ببعضها من خلال ربط الأبيات بالعواطف ، واستخدام الأسلوب القصصي.
- استخدام شعر التفعيلة والذي كان له دور في تحديث بالقافية الخاص بالابيات.
- التحديث في المضمون من خلال الاهتمام بالأحداث الوطنية والاجتماعية المؤثرة والحنين إلى الماضي وتضمين الأحداث الواقية والاجتماعية كما في سمات اتجاه المزاوجة بين المحافظة والتجديد.
من شعراء الاتجاه التجديدي في الأدب السعودي؟
هناك عدد كبير من الشعراء الذين شاركوا في هذا الاتجاه عبد الله عبد الوهاب وعبد الله السناني وناصر أبو حيمد والرميح وإبراهيم الدامغ وأحمد الصالح وعبد الرحمن العبيد ومحمد الرميح وسعد الحميدين ومحمد الثبيتي.[2]
نموذج من شعر الاتجاه التجديدي
قصيدة حديقة الغروب
هذه القصيدة للشاعر غازي القصيبي ، وهو أحد الشعراء الكبار وكان يعمل أستاذ بجامعة الملك سعود ، وتميز طوال مسيرته الشعرية بشعر النثر ومن أشهر دواوينه ابيات في الغزل أشعار من جزائر اللؤلؤ.
” خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ،
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!… ولكن تلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ… مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!… دُمتِ!… إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ”[3]