سبب تسمية أهل السنة والجماعة بهذا الاسم
سببُ تسمية أهلِ السنة بذلك لتمسكهم :
بسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
سمي أهل السنة والجماعة بهذا الاسم لتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واقتدائهم به واتباعهم لما جاء به وكذلك لاجتماعهم على الحق والأخذ به والسير على أثر جماعة المسلمين المتمسكين بالسنة من الصحابة والتابعين وكذلك لاجتماعهم على من ولاه الله أمرهم كما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل السنة والجماعة هم من اجتمعوا من أهل الإسلام ولم يتفرقوا عن هذا الدين إلى ملل أخرى أي أنهم اجتمعوا على السنة والاتباع ولم يتفرقوا في السبيل لأهواء بقلوبهم وبأبدانهم بل هم معتصمين بالحق وما عليه جماعة المسلمين فلا يتفرقون في الدين وهو ما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. [1]
نشأة تسمية أهل السنة والجماعة
تعود نشأة تسمية أهل السنة والجماعة إلى صدر الإسلام عصر النبوة والقرون المفضَّلة، قال ابن عباس – رضي الله عنهما في قوله تعالى في سورة آل عمران: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ). فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السُّنَّة والجماعة وأولوا العلم، وأما الذين اسودَّت وجوههم فأهل البدع والضلالة.
وتسمية أهل السنة والجماعة هي تسمية قديمة للمتمسكين بسنَة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وتابعيهم، المتمسكون بما كان عليه جماعة المسلمين في الصدر الأول، وقد استنبط هذا المصطلح من الأحاديث التي تحض على اتباع السُّنَّة، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «افترقت اليهود والنصارى على إحدى وسبعين أو ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار، إلا واحدة وهي الجماعة»، فهذا أصل التسمية. [2]
من هم أهل السنة والجماعة
أهل السنة والجماعة هم الذين يعملون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويتسمكون بهما ويدعون إليهما. وأهل السنة والجماعة هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل السنة وكل من سار على طريقهم في القول والعمل وفي الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله.
فأهل السنة والجماعة من من يأخذون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في القول والعمل ويحتجون بهما ويعتمدون عليهما. وأهل السنة والجماعة هم للذين وحدوا الله سبحانه واعتقدوا أنه المستحق للعبادة، وآمنوا بأسمائه وصفاته، ووصفوه بها جل وعلا من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تمثيل.
أي أن اهل السنة والجماعة هم الذين وحدوا الله وآمنوا به وبصفاته، وخصوه بالعبادة، وآمنوا بأنه رب العالمين وخالقهم، وبأنه سبحانه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى. قال تعالى في سورة الشورى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). [3]
عقيدة أهل السنة والجماعة
عقيدة أهل السنة والجماعة هي عقيدة المسلمين وهي الإيمان في كل ما جاء فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مما دل عليه كتاب الله وهو القرآن، ومما دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما تلقه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبلغوه للناس من بعد ما تلقوه.
وعقيدتهم هي دين الله والعقيدة التي درج عليها سلف الأمة وهي الإيمان بالله وبرسوله والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والعمل بذلك قولاً وعملاً وعقيدة. وعلى المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم.
وقد سموا بأهل السنة لتمسكهم بالسنة، وسموا أهل الجماعة لاجتماعهم على الحق. ومن أهل السنة والجماعة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يليهم التابعون وأتباع التابعين ممن استقاموا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوا إليها وعظموها واستقاموا عليها قولاً وعملاً وعقيدة. [4]
صفات أهل السنة والجماعة
اهل السنة والجماعة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم وسار على نهجهم وطريقتهم. وأهل السنة والجماعة مصدر عقيدتهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وأهل السنة والجماعة لا ينتسبون إلى شخص أو إلى فرقة بل ينتسبون إلى السنة والسلف في أصول الدين.
ومذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات إثباتها لله على الوجه اللائق بالله، على الوجه اللائق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بأنها حق، وأن الله جل وعلا مسمى بها، وموصوف بمعانيها، هذه هي قاعدة أهل السنة والجماعة ومذهبهم واعتقداهم في الأسماء والصفات.
ويعتقد أهل السنة والجماعة في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا يخرجون عمل الجوارح من الإيمان ولا يكفرون من خالفهم من الفرق الأخرى لمجرد أنهم خالفوهم ولكن ما عدا الفرق التي اجتمعت على أصول كفرية ويتبرؤون من الكفار والملحدين والمشركين والمرتدين ويحبون المؤمنين.
وكذلك أهل السنة والجماعة يحبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبرؤون ممن يسبهم ويعاديهم ويتبرؤون كذلك ممن يغالي فيهم ويرفعهم فوق منزلة البشر. والمسلمون عندهم سواء من حيث التكليفات الشرعية. وهم أهل توسط واعتدال في كل شيء [5] [6]
اهل السنة والجماعة غير معصومين عن المعاصي
اهل السنة والجماعة غير معصومين عن المعاصي فقد يأتي أهل السنة والجماعة بمعصية وهو بذلك لا يخرج عن أهل السنة والجماعة ولكن عليه التوبة. قد يقع الخطأ ممن ينتسب إليهم ولم يحسن فهم منهجهم والأخذ به، فليس كل من انتسب إليهم يكون قد تأدب بأدبهم، وسار على طريقتهم.
فالمعاصي لا تخرج من وقع فيها من اهل السنة والجماعة عن الإسلام، ولا تخرجه عن كونه من أهل السنة، ولكن عليه التوبة، عليه أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بالتوبة، والعزم الصادق ألا يعود في المعصية، هذا مذهب أهل السنة والجماعة، أن العاصي لا يخرج عن الإسلام ولا يكفر، بل هو يكون ضعيف الإيمان.. ناقص الإيمان.
وتجب عليه التوبة الصالحة مما وقع منه من السيئة التي حرمها الله عليه دون كفر من المعاصي التي تنقص الإيمان وتضعف الإيمان ولكنها لا تخرج المسلم من الإسلام وكذلك لا تخرج المسلم من كونه من أهل السنة والجماعة ولكن على المسلم الذي وقع في المعصية أن يتوب إلى الله طاعة لله وخوفًا من عقابه. [4]