في اي عهد أنشئ طريق درب زبيدة

أنشئ طريق درب زبيدة في عهد الدولة



العباسيَّة .

لـعل الحج أحد أهم

أركان الإسلام

، إذ يتوافد الملايين على مكة سنويًا لأداء مناسك الحج وفروضه، ومنذ العديد من القرون كان الحج يُلزم المسلمون بالسفر رحلاتٍ طويلة وصولاً إلى مكة المكرمة، ولم تكن طرق الوصول إلى مكة فحسب بل كانت طرقًا تجارية أيضًا، وكان درب زبيدة أحد تلك الطرق التاريخية التي تربط بين الكوفة في العراق إلى مكة بالممكلة العربية السعوديّة، إذ تم استخدامه مباشرةَ بعد فتح العراق.

يُقال أنّ درب زبيدة عُرف بهذا الاسم نسبةً إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، وهي زوجة الخليفة العباسي “هارون الرشيد”، حيثُ ساهمت في تطوير الطريق حتى أصبح أحد أهم وأبرز الطرق في الخلافة العباسيّة، إذ تم تحويل مصادر المياه، ومناطق الرعي والتعدين إلى عدّة محطات، كذلك كان الطريق نقطة اتصال بين بغداد والحرمين الشريفين مما دفع الخلافة العباسيّة تهتم لأمر تطويره وإرفاقه بالخدمات.

تم تزويد درب زبيدة على يد الخلفاء العباسيين بعناصر تطويريّة، منها إضافة أحواض الميا، وصنع البرك وإنشاء بعض المنارات لتُنير طريق المُسافرين وغيرها الكثير من الخدمات التي جعلت الطريق أكثر مكانة وأهمية، فضلاً عن مد الطريق بالمحطات وأماكن الاستراحة، وبعض المرافق الأخرى الضرورية، ورصف الأرضية بمجموعة من الحجارة.

كم عدد محطات درب زبيدة



57




محطة .

تم تزويد درب زبيدة بالكثير من المحطات مساهمةً في تطويـره، حيث انقسمت إلى محطات ثانية وأخرى كبيرة، وتمثّلت بعض المحطات الكبيرة في “محطة بركة محطة القاعد – محطة بركة زبالا – محطة بركة الشيحيات” بينما شملت بعض المحطات الثانوية “بركة العمياء – بركة الثليمة – بركة الجميمة – بركة أم عصافير – بركة الشاحوف – بركة الحمراء – بركة حمد”.

من الذي أنشأ درب زبيدة



زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة هارون الرشيد .

إذا قامت السيدة زبيدة بتقديم العديد من الخدمات التي دعمت الطريق ومحطاته المُتعددة، لذا كان أهم طرق الخلافة العباسية كا بين الفترة 750 إلى 850 م، والتي كانت فترة العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وفي وسط هذا التألق والازدهار زُود درب زبيدة بـ “الآبار، والمسابح، والقصور، والمنازل”.

والجدير بالذكر أنّه في عام 751 ميلاديًا قرر أبو العباس وهو الخليفة العباسي الأول بتحسين درب زبيدة، وبالفعل شُيّدت الحصون والاستراحات لخدمة الحجاج، وظل العمل مستمرًا في تطوير وتحسين الطريق حتى عهد المنصور الطويل ما بين عام 754 إلى 775 م.

لماذا سمي درب زبيده بهذا الاسم



نسبةً إلى زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد .

فكما ذكرنا آنفًا أن السيدة زبيدة بنت جعفر زوجة هارون، من كان لها الفضل في إنشاء درب زبيدة، لذلك كان من الطبيعي أن يأخذ الدرب نفس اسمها، تخليدًا لذكرى أعمالها العظيمة فيما بعد وهو “درب زبيدة الأثري”.

امتداد درب زبيدة في المملكة

اتخذ درب زبيدة أو كما يُطلق عليه البعض “

طريق الحج الكوفي

” مسلكه بدايةً من مدينة الكوفة بالعراق حتى شمال المملكة العربيّة السعوديّة وصولاً نحـو مكة المكرمة، إذ بلغ طول الطريق بالمملكة 1400 كم فأكثر، وهذا الطول ما جعله يمر ببعض مناطق المملكة ومنها “الحدود الشمالية – حائل – القصيم – المدينة المنورة – مكة المكرمة”.

على سبيل المثال يعكس درب زبيدة في منطقة الحدود الشمالية بالمملكة، مجموعة من المواقع التاريخيّة العتيقة داخل محافظة رفحاء السعوديّة، إذ تمتد تلك المساحة من الشمال وصولاً للمحطة الأخيرة داخل الحدود الشمالية، بينما تضم منطقة حائل حوالي عشرة مواقع من بينها محطات أساسية، وأخرى محطات ثانوية.


إذ يمكن تبسيط الأمر من خلال سرد محطات كل منطقة يمر بها الطريق بالمملكة، إذ تشمل حائل عدد 31 محطة لدرب زبيدة، وهما كالتالي:

  • محطة العشار.
  • محطة العرايش.
  • محطة البدع.
  • محطة شامة كبد.
  • محطة الوسيط الشرقي.
  • محطة الوسيط الغربي.
  • محطة الخزيمية.
  • محطة بركة الأجفر.
  • محطة بئر الأجفر.
  • محطة الساقية.
  • محطة بركة الملة.
  • محطة بركة الحويض.
  • محطة الشغوة.
  • محطة فيد.
  • محطة أبوروادف 1.
  • محطة ابوروادف 2.
  • محطة ابوروادف 3.
  • محطة بركة ابوروادف.
  • محطة المخروقة 1.
  • محطة المخروقة 2.
  • محطة المخروقة 3.
  • محطة المذيريبات.
  • محطة الجفالية.
  • محطة سميراء.
  • محطة حريد.
  • محطة كتيفة.
  • محطة البعايث.
  • محطة طريق الأخرجة.
  • محطة غمرة مرزوق.
  • محطة العجاجة.
  • محطة بئر العماير.


بينما تشمل المدينة المنورة عدّة محطات أخرى تابعةً لدرب زبيدة، ومنها المحطات التالية:

  • محطة الربذة.
  • محطة بركة السليلة.
  • محطة بركة العمق.
  • محطة غار زبيدة.
  • محطة بركة عرق.
  • محطة بركة المعدن.
  • محطة بركة السائلة.
  • محطة بركة الكراع
  • محطة قرية صفينة.


وتشمل أيضًا القائمة التالية محطات درب زبيدة في مكة المكرمة بالمملكة:

  • محطة ميقات ذات عرق.
  • محطة بركة مكة الرقة.
  • محطة بئر الباثة.
  • محطة بركة اللويه.
  • محطة بركة أم الضيمران.
  • محطة بركة الزيمة.
  • محطة المدرج.
  • محطة الرشيدي.
  • محطة بئر العسيلة.
  • محطة بركة البرود.

معلومات عن درب زبيدة

  • يُطلق على درب زبيدة أيضًا “طريق الحج الكوفي”.
  • عملت الكوفة على ربط العراق بأرض الله المقدسة وهي مكة المكرمة.
  • سلك الحجاج درب زبيدة في العصر الأموي أيضًا، وهو الدرب نفسه الذي سلكه الإمام الحسين وأصدقائه، عندما كان مغادرًا مكة وقاصدًا العراق.
  • عند قيام أبو جعفر المنصور بأداء فريضة الحج عام 754 م، صدرت أوامره في تحسين الطريق وإصلاحه.
  • بينما مع أداء أبو جعفر مناسك الحج عام 757 م، قام بتوزيع بعض التبرعات المالية على السكان بالخلافة وأمر ببناء المساجد.
  • يمتلك درب زبيدة العديد من الحصون والقلاع المُشيدة، وأحد تلك القصور يبعد بما يُقدر بـ ميل ونصف عن الخزيمية، وتعرف بالقصر القديم.
  • امتلك درب زبيدة بركة مربعة الشكل وخزان مياه، كذلك جمع بين قصر مميز الشكل، ومسجد، إلى جانب عدّة آبار، أبرزها وأشهرها كان بئر الخضرة، الذي شُيّد من أجل أبي جعفر المنصور.
  • مع عام 777 م أمر الخليفة المهدي بتشيّد مجموعة قصور أخرى، إلى جانب بعض البرك وذلك بين منطقتي الكوفة والزبالة، كما أمر بتحسين معالم الطريق وتأمينه.
  • وجاءت قرارات الخليفة هارون الرشيد من أجل إنشاء خزانات للمياه، وحفر الآبار، وكذلك بناء الحصون على طول درب زبيدة، وكان قد وضع بعض اللافتات بين المحطات والقصور لامتلاك كل موقع بالطريق مرافقه الخاصة.

كيف حلت زبيدة مشكلة الماء في مكة المكرمة



بأمر المهندسين لإنشاء عين زبيدة .

كانت قد اكتشفت السيدة زبيدة أنَّ الحجاج والمسافرون على درب زبيدة يواجهون صعوبة في حاجتهم للمياه، فكان هناك نقصًا شديدًا بها، وهو الأمر الذي دفع السيدة زبيدة بأمر المهندسين لإنشاء عين زبيدة، وبعدما أتى إليها خازن الأموال عن تكاليف إنشاء هذه العين، ردت عليه قائلةً “اعمل ولو كلفتك كل ضربة فأس دينارًا”، وبالفعل تكلفت مشاريع الآبار ومنها عين زبيدة حوالي 1.7 مليون دينارًا تحملتهم السيدة زبيدة من أجل خدمة الحجاج، وتلبية احتياجاتهم من الماء وتوفير كافة الخدمات لهم مهما كلفها الأمر.[1][2]