هل قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم
قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم
نعم، فالتخيل يعطيك مساحة للنظر في أكثر من زاوية للقرار واستنتاج تبعاته الإيجابية والسلبية .
حياتنا مليئة بالقرارات ماذا سنأكل، ماذا سنرتدي، اين سنذهب، أي طريق نسلك، أي وظيفة نختار، من نتزوج، كيف نربي أطفالنا، يوميًا نأخذ عشرات القرارات في الأمور الحياتية العادية وكذلك قد نأخذ قرارات في أمور مصيرية مثل: الوظيفة والزواج، وعلى المرء أن يختار هو حياته وقراراته التي يعيشها ويتحمل تبعاتها وهنا يأتي مصطلح الإرادة الحرة للإنسان الذي يجعله انسان متفرد يختار قراراته بيده، ولكن أحيانا قد نأخذ قرارات غير سليمة تُشعرنا بالندم وقد قدم لنا التقدم العلمي العديد من النصائح في كيفية اتخاذ القرارات وآليتها ودور الخيال في التأثير على قراراتنا.
طريقة اتخاذ القرار الصحيح
-
التوازن بين العاطفة والعقلانية.
-
إدراك الوضع المحيط.
-
وضع اعتبار لعواطفنا.
-
عدم التحيز.
-
مواجهة عواقب قرارك.
-
اتبع حدسك.
-
لا تبكي على اللبن المسكوب.
- حد من اختياراتك.
يتخذ الإنسان منا قراره وهو على درجة من النضج والوعي لتبين الصواب من الخطأ ووضع الاحتمالات واردة الحدوث عند اتخاذ هذا القرار سواء كان قرار لوظيفة جديدة أو
اجازة
سفر لمدة أسبوع، فلابد للإنسان أن يتبع بعض المعايير عند اتخاذ القرار حتى يتمكن من مجاراة الأحداث إذا تغيرت أو لا يتأثر بها عاطفيًا، وإليك خطوات اتخاذ القرار الصحيح كما يأتي:
التوازن بين العاطفة والعقلانية
: عند اتخاذ القرار لابد أن نحدد أسبابنا العقلية لإتخاذ هذا القرار وأيضًا الأسباب العاطفية لذلك فمثلًا: عند عرض عليك وظيفة جديدة و انتقالك من شركتك إلى شركة أخرى فنجد أن العقل يؤيد ذلك خصوصًا إذا كان هناك زيادة في الأجر، ومنصب أعلى وخبرات أكثر، ونجد أن المشاعر العاطفية قد تدفعك لترك كل هذه المميزات فقط كي لا تترك زملائك وأصدقائك في العمل ولخوفك من التغيير هذا فقط! فلابد من عمل توازن بين العاطفة والعقل حتى نتمكن من اتخاذ القرارات السليمة وعدم إضاعة الفرص على أنفسنا لأسباب يمكن أن تُعوض في صور أخرى.
إدراك الوضع المحيط
: إدراك واقعك والحاضر من حولك عامل مهم عند اتخاذ القرار السليم، فمثلًا: إذا كنت تعمل في وظيفة روتينية لا تُعطيك خبرة مع الوقت ولكنك ثابت في مكان ولا ترتقي في السلم الوظيفي ولا شهادات ولا امتيازات ومُعرضة للاستبدال بالحاسب الآلي مع التطور التكنولوجي عبر السنوات القليلة القادمة، وتعرف أن هناك آفاق جديدة في عالم العمل الحر عبر الانترنت ويكفل لك زيادة راتبك وزيادة خبراتك وأيضًا مساحة أمان لأنك تطور مهاراتك وتتعلم وظيفة جديدة فإذا تم استبدال مكانك في الوظيفة الروتينية في يوم من الأيام بسبب التطور التكنولوجي فأنت في أمان تملك وظيفة ومهارة وتخصص آخر، فتترك كل ذلك وتتمسك بالوظيفة الروتينية لأنك لا تدرك العالم من حولك ولا تعلم سرعة التطور التكنولوجي وتتمسك فقط بأنها وظيفة ثابتة أي مصدر أمان لوجود راتب في أول كل شهر! لذلك لابد من إدراك واقعك قبل اتخاذ القرار لتحصل على قرار سليم.
وضع اعتبار لعواطفنا
: يجب علينا وضع عواطفنا في الاعتبار بسبب تأثيرها بشكل مباشر على اتخاذ القرار، فقد تجد أن الغضب يجعلك تتخذ قرارات تندم عليها بشدة فيما بعد، مشاعر الفرح قد تجعلك متحمسًا أكثر من اللازم فتقوم بوضع نفسك في مسؤوليات أنت لا تقدر عليها بتاتًا ولكنك حملت نفسك مسؤوليتها بسبب اندفاعك في لحظة فرح وسعادة، وعند الدراسات أظهرت أن أكثر الأشخاص واقعية في اتخاذ القرارات بعاطفتهم هم المسيطر عليهم مشاعر الحزن لأنهم يفاضلون بين جميع القرارات ويتخذون أقلها ضررًا وأكثرها منفعة لهم فهم يتخذون وقتًا في التفكر في البدائل المطروحة عليهم، فالعواطف تؤثر على القرار والدوافع نفسها والأهداف.
عدم التحيز
: إذا تم عمل نقاش بين أكثر من شخص كنت أنت بينهم وكانوا متمسكين برأيهم بشدة دون الاعتبار لرأيك المخالف لهم يجعلك تشعر بالضيق، فكذلك أنت عند اتخاذ القرار قد تتخذه بناءًا على الأرقام والدلائل التي تقتنع فيها وترى أنها صحيحة مع تحيزك الشديد لها كما تحيز أصدقائك منذ قليل، فيجب عند اتخاذك للقرار عدم تحيزك لأنك ببساطة إذا بحثت سوف ترى أن هناك أدلة وبراهين أخرى تنفي صحة آرائك السابقة فعليك بعد التحيز وكن موضوعي في اتخاذ
قرارك،
يقول عالم النفس راي نيكرسون من جامعة تافتس في ميدفورد: “ربما يكفي أن ندرك أنه من غير المحتمل أن نكون موضوعيين حقًا”.
مواجهة عواقب قرارك
: عند اتخاذ قرارك يجب عليك مراعاة انك ستتحمل تبعات هذا القرار، سواءً كنت تختار بين شراء سيارة أو شراء منزل أحلامك، أو بمن ستتزوج فعليك التنبؤ بالمستقبل العاطفي لديك أي كيف سيؤثر عليك هذا القرار عاطفيًا وعادة نميل للخيار الذي سيجعلنا سعداء بشكل عام، لكن أوضحت الدراسات أن الانسان يُبالغ في تخيل مقدار سعادته بالأمر أو حزنه من فقده، يقول عالم النفس دانييل جيلبرت من جامعة هارفارد: “إن عواقب المتعة لمعظم الأحداث أقل حدة وأقصر مما يتخيله معظم الناس”، ولتسهيل هذه المهمة عليك فتوجه إلى سؤال شخص قد مر بتلك التجربة وانظر إلى عواطفه رأيه في هذا الاختيار، ومع ذلك تذكر دائمًا أنه لن يمكنك الفوز في كل مرة في معترك الحياة ولن تقدر على اتخاذ الجانب الآمن لكل المخاطرات ولكن أعلم أنه ليس الأمر بالفرحة العارمة التي تتخيلها ولا بالسوء القاسي لأنك ستتأقلم عليه.
اتبع حدسك
: مع التأكيد على أهمية الوعي والمفاضلة بين الاختيارات لكن أحيانًا يكون اتباع حدسك وغرائزك يشكل لك قرار أفضل من القرارات العلمية البحتة، في المفاضلة بين اين ستقضون عطلة نهاية الأسبوع أو الارتياح لشخص ما ومنحه الثقة، ولكن تجنب القرارات العاطفية البحتة التي تحركها العاطفة فقط دون أي إدراك للزوايا الأخرى للموقف.
لا تبكي على اللبن المسكوب
: يعلم جميعنا هذه العبارة التي تقال عندما تقع الخسارة ولا سبيل لإستعادتها، وكذلك عند اتخاذ قرارك لا تلتفت للبن المسكوب أو التكلفة الغارقة التي حدثت لأنها بجميع الأحوال حدثت ويجب التعامل معها وتخطيها لا بناء قرارات عليها، كذلك من جهة أخرى إذا كنت في مطعم باهظ الثمن وتناولت طعامك حتى شعرت بالغثيان ولكن هناك طبق حلوى باقي فتشعر تجاهه بالالتزام بسبب الأموال المدفوعة فيه، وهذا ما يسمى بمغالطة التكلفة الغارقة أنه كلما استثمرنا في شيء زاد شعورنا بالمسوؤلية تجاهه ولتجنب تأثير هذه المغالطة عليك في اتخاذ قرارك عليك بأن تعلم أن الماضي هو باق في الماضي وأن تتوقف عن
اتخاذ القرار
الخاطئ واستبداله بقرار سليم.
حد من اختياراتك
: قد نعتقد أن الكثير من الخيارات هو الحل الأمثل لاتخاذ القرار السليم ولكن على العكس كلما كثرت الخيارات، كثرت البدائل، كثر تشتتك في تقييم كل بديل ومعالجة معلوماته وتحديد من الأفضل والأنسب لك، وأحيانًا من كثرة الاختيارات قد نتوقف عن عمل أي شيء بسبب الشتت ولا نتقدم خطوة واحدة هناك. [1] [2]