ما المقياس الحقيقي للولاية
المقياس الحقيقي للولاية يتمثل في :
- أن يؤمن الإنسان بالله عز وجل، ويطبق كل التعاليم والشرائع من القرآن الكريم
- أن يتبع النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتقرب إلى الله بالنوافل واتباع النبي في الظاهر والباطن
- العمل بكتابة الله وسنة نبيه
- الإيمان والتقوى، وأداء النوافل بعد الفرائض
- التحكيم لكتاب الله سبحانه وتعالى
- ترك المعاصي صغيرها وكبيرها
الإيمان بالله عز وجل
: قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:62/63}، الولاية ليست محصورة في أشخاص معينين، بل تضم الأشخاص الذين اجتهدوا في طاعة الله، وعملوا بأوامره وتركوا نواهيه، ويمكن أن تضم الولاية أشخاص مقربون من الله عز وجل وهم الذين يؤدون جميع الفرائض ويتركون ما نهانا الله عن القيام به، والسابقون المقربون هم الاشخاص المجتهدون في النوافل ولا يتركونها.
التقرب إلى الله بالنوافل
: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)، والتقرب إلى الله بالنوافل يكون بعد أداء الفرائض يقرب المؤمنين من الله عز وجل، ويرفع الله درجات المؤمنين بالتقوى، ففي هذا الحديث يصف الله أوليائه الذين يحبهم ويحبونه بأنهم يتقربون إليه بما فرضه عليهم، بالنوافل بعد الفرائض، وباتباع كل ما أمرهم به، حتى يصبحوا من أولياء الله، فهو يلهمهم الصواب، ويساعدهم ويساندهم في كل خطوة يقومون بها.
التحكيم لكتاب الله سبحانه وتعالى:
لا ينفع أن يكون الشخص وليًا فقط أن يؤمن ويرضى بقضاء الله وحكمه، بل يجب ألا يكون في صدره حرج لقضاء الله وحكمه، لقوله تعالى: : {ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت}، أي لا يكتفي الرضا بل يجب التسليم بالحكم، ويجب أن يكون حكم الله أحب للمؤمن من حكمه لنفسه وفق ما تقتضيه أهوائه ورغباته الدنيوية
التقوى
: التقوى هي ببساطة يعني تجنب كل ما نهانا الله عنه، وأداء كل ما أمرنا به، وترك معاصي الله، والعمل بطاعة الله فقط ورجاء الثواب من الله عز وجل فقط، وإذا قام المسلم بذلك، فقد جعل بينه وبين عذاب القبر وقاية، والتقوى هي تجنب ما نهانا عنه الله في السر والعلن، فإذا كان الشخص يهرب من الناس، ويهابهم ولا يهاب الله عز وجل، عندها لا يمكن اعتباره من أولياء الله، بل يكون فيه صفة من النفاق، لأن الشخص المنافق هو الذي يبطن الأعمال السيئة ويظهر الأعمال الحسنة أمام الله.
ترك المعاصي صغيرها وكبيرها:
من صفات أولياء الله عز وجل هي ترك المعاصي حياءً من الله، مهما كانت المعاصي صغيرة، فلا يقل المؤمن أن هذه المعصية صغيره وأن الله لن يحاسبه عليها، ومهما كانت المغريات يمتنع المؤمن عن المعاصي، لأنه يعلم أن الله يراقبه في كل اللحظات، ومهما كانت مغريات ارتكاب المعصية كبيرة، فإنه يمتنع عنها، فلنضرب مثال عن شخص أتته فرصة كبيرة لكسب مبلغ كبير من المال وهو بأشد الحاجة إليه مقابل شهادة زور، لكنه امتنع عن ذلك لأنه يعلم أن الله يراقبه في سره وعلانيته.
ولي الله تعالى هو
ولي الله تعالى هو الذي تتوافر فيه صفتين، وهما:
- صفة الإيمان
- صفة التقوى
صفة الإيمان:
يجب أن يكون الشخص مؤمن بالله عز وجل، مع إيمانه بالأركان الأخرى، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فإذا لم يحقق المسلم الإيمان بأحد الأركان التالية، فلا يجوز اعتباره ولي من أولياء الله الصالحين
صفة التقوى:
التقوى في صفة عكس النفاق تمامًا، فالمؤمن التقي يستشعر
مراقبة الله
في السر والعلن، وخوفه من الله عز وجل أكبر من أي شيء، فهو يستشعر عظمة الله في كل لحظة، ويستشعر ويتلذذ بقرب الله عز وجل منه في كل لحظة وكل دقيقة، في الصباح والمساء، وعندما يكون محاطًا بأعين الناس، أم بعيدًا عنها، لأنه يعلم تمام العلم أن الله عز وجل مطلع على حقيقة الأمور، وهو يرانا عندما نكون بمفردنا قادرين على المعصية دون أن يرانا الناس.
الذي يجعل الإنسان وليًا هو ترك المعاصي مهما صغرت أو كبرت حياءً من الله عز وجل، ومن أجمل الأمثلة عن التقوى هي ابتعاد نبينا يوسف عليه الصلاة والسلام عن الفاحشة مع امرأة العزيز بعد أن راودتها عن نفسها، وعرضت نفسها عليه وهي كانت من أجمل نساء زمانها، لكنه امتنع عما تريده امرأة العزيز خوفًا من الله عز وجل، وهذا الأمر جعله يستحق النبوة، ويستحق أن يكون وليًا من أولياء الله تعالى.
يجب أن يعلم المؤمن أيضًا أن التقوى هي سبيل للرضا والراحة في الحياة، لأن الإنسان عندما يعرض عن ذكر الله، يعيش في ضيق وكدر، ولا يشعر بأي نوع من أنواع الراحة، لأن الراحة الحقيقية في القلب تكون برضا الله عز وجل، وعلى قدر تقوى الله يشعر المؤمن بانشراح في الصدر، وتييسر لأمور الدنيا، ويجعل الله لك من لدنه وليًا ينصرك ويثبتك، ويعينك على أمور الدنيا [1] [2] [3]
مقياس الولاية الحقيقي
مقياس الولاية هو التقوى، فلا يوجد ولاية بدون تقوى الله عز وجل، فأولياء الله يتصفون بالصفات التالية:
- الإيمان والتقوى
- امتثال أوامر الله عز وجل في السر والعلانية
- الاستقامة على شرع الله عز وجل، في جميع الأمور، والمعاملات والسلوك
الإيمان والتقوى
: عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إن
العلماء ورثة الأنبياء
، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر.
إيمان الشخص هو الوسيلة الوحيدة كي يثبت أمام المعاصي ويبتعد عنها مهما كانت المغريات قوية وتدفعه إلى ارتكاب معصية، مثل شدة الفقر الذي يدفعه للسرقة، أو أذية شخص، وفي حال حصن الإنسان نفسه من المعاصي، فبالتأكيد سوف يكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
امتثال أوامر الله عز وجل في السر والعلانية:
وهذا مرادف للتقوى، لأن التقوى والإحسان هي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
الاستقامة على شرع الله عز وجل:
والاستقامة تتضمن جميع الجوانب، في العمل وفي الحياة العادية، أما الاستجابة للمغريات الدنيوية والإيحاءات الشيطانية، فهي تبعد المسلم عن أمور الدين. [4]