لماذا تستهلك الحضانة كمية كبيرة من طاقة الأبوين

تستهلك الحضانة كمية كبيرة من طاقة الأبوين.

إذ أن الآباء يُعتبرون أهم الأشخاص في حياة أطفالهم الصغار في تلك المرحلة الصعبة، فمنذ يوم الولادة وحتى سن الأربعة أعوام أو أكثر من هذا يكون اعتماد الأطفال كله على آبائهم من حيث منحهم الرعاية التي يحتاجون إليها حتى يكونوا سعداء وبصحة جيدة وأفضل حالة نفسية وعاطفية، وبالتالي يكون لديهم نمو وتطور بصورة جيدة، ولذا فإن تلك الفترة تحتاج إلى استهلاك طاقة كبيرة من الأبوين وتحتاج إلى بذل كل ما يمتلكونه من مجهود.

فترة حضانة الأطفال هي



من الولادة وحتى سنة الثامنة من العمر .

إن فترة الحضانة أو الطفولة المبكرة تكون من الولادة وحتى سنة الثامنة من العمر، وهي أحد الفترات التي يكون فيها نمو الدماغ ملحوظًا عند الأطفال، ومن الجدير بالذكر أنها تُعد نافذة هامة جدًا من فرص ومراحل التعليم، وقد ذكرت منظمة اليونسكو أن الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة أو الحضانة تحتاج إلى التعليم الشامل فهي أكثر بكثير من مجرد فترة التحضير للمدرسة الابتدائية، فمن الممكن أن تكون هي الأساس للرفاهية العاطفية والتعلم مدى الحياة، ولذا يكون الحِمل والمجهود فيها على الآباء أكبر بكثير مما يكون عليه في المراحل الأخرى. [1]

لماذا تستهلك الحضانة كمية كبيرة من طاقة الأبوين

يرجع السبب في هذا إلى أن دور الأبوين في تنمية الطفل هام جدًا، إذ يبحث الأطفال دومًا عن آبائهم من أجل التحفيز والحصول على الثقة بالنفس والأمان، وبالطبع هذا يتطلب من الأبوين منح كمية كبيرة من طاقتهم في تلك الفترة، إذ أن دورهم يتمثل في: [2]

  • الشعور بالإيجابية ومنحها
  • الحساسية لاحتياجات الطفل
  • أن يكون الآباء حاضرين عاطفيًا
  • التواصل الفعال
  • الشعور بالحنان
  • وضع روتين يومي منظم
  • التحدث مع الطفل حتى عند الشعور بالتعب
  • بناء الثقة والحب في العلاقات الأسرية
  • مساعدة الطفل على فهم أهمية التحدث بصراحة


الشعور بالإيجابية ومنحها :

من الممكن أن يشعر الأطفال بالطاقة السلبية التي توجد حولهم بكل سهولة، وبصرف النظر عن صغر سن الطفل، يجب أن يتم مناقشة المشكلات الحياتية معه وكيف يتم التعامل معها، كما أنه ينبغي تشجيع الطفل على أن يُشارك في مهام المنزل الصغيرة، وأن يتم تعليمه كيف يكون مبدعًا وكيف يمكنه حل المشكلات بطريقة إيجابية.


الحساسية لاحتياجات الطفل :

بصرف النظر عن مدى صغر احتياجات الطفل في تلك الفترة إلا أن القيام بفهمها وتلبيتها هام جدًا من أجل مساعدة الطفل على أن يدرك



أن والديه هنا من أجله في كل الأوقات وأن احتياجاته سوف يتم تلبيتها.



أن يكون الآباء حاضرين عاطفيًا :

إذ أن الحب والتشجيع يُنتجان ثمارًا نافعة فقط حينما يتم زراعتها والعمل على تنميها ورعايتها وتقليمها، ولذا يجب أن يتم إظهار أن الطفل محبوب طوال الوقت وأن والديه دومًا هنا من أجله، بصرف النظر عن السبب الذي يحتاج إليهم فيه.


التواصل الفعال :

وهذا يكون بالتحدث إلى الطفل والاستماع إلى ما يرغب في قوله قبل محاولة التوصل إلى الاستنتاجات، ففي كل محادثة يجب التأكد من التفكير من منظور الطفل ومنحه فرصة للتعبير عن نفسه، ويجب العلم بأن التعليقات الإيجابية دومًا أفضل من العقاب أو اللوم السلبي.


الشعور بالحنان :

إن الأطفال يلتقطون ما يسمعونه أو يرونه في المنزل، فبالنسبة للأطفال في تلك المرحلة فإن استخدام الكلمات أو العبارات القاسية والتشاجر بصوت عالٍ والقتال المستمر وفعل العادات السيئة وقول الشتائم سوف يكون أمرًا طبيعيًا للغاية في حال رأى هذا الوضع نفسه في منزله.


وضع روتين يومي منظم :

إن الروتين الجيد المنظم قد يساعد في وضع عادات جيدة ونافعة للمستقبل، فإذا قام الوالدان بالالتزام بروتين ثابت، وتناول الطعام الجيد والنوم في الوقت المحدد، مع الامتناع عن مشاهدة التلفاز أثناء القيام بالواجبات المطلوبة، فسوف يقوم الطفل كذلك بتعلم تلك العادات واتباع روتين منظم في الحياة.


التحدث مع الطفل حتى عند الشعور بالتعب :

على الرغم من الصعوبات التي يواجهها الآباء خلال يومهم، إلا أن المكافأة بالنسبة لهم هي رؤية طفلهم يتعلم طريقة التعامل مع المشكلات، وكيفية التعامل مع الأزمات المالية، وكيفية التفاعل مع الآخرين، وكيف يتعلم أن يكون مثلهم قليلاً، ولذا يجب على كلٍ من الأم والأب التحدث إلى الطفل بصرف النظر عن مدى الشعور بالتعب في نهاية اليوم، إذ أنه سوف يتعلم الشيء نفسه وسوف يكون موجودًا من أجل أسرته في المستقبل.


بناء الثقة والحب في العلاقات الأسرية :

إن أفضل الطرق التي تساعد الوالدين في هذا تكون في التعامل مع الأشقاء وخاصة في أوقات الشجار، فإذا كان الآباء يتصرفون بطريقة بعقلانية مع كافة أفراد الأسرة، فسوف يكتسب الأطفال الثقة والحب ويتعلمون نفس الشيء وينتهي بهم الأمر بالحب والاهتمام للجميع دون تمييز.


مساعدة الطفل على فهم أهمية التحدث بصراحة :

يجب التأكد من أن الطفل يقدر

أهمية الصدق

، وخاصة حينما يتعلق الأمر بالأشياء التي ترتبط بالعلاقات والمال، لذا يجب تعليمه أنه مهما حدث ومهما فعل، عليه دائمًا أن يقول الحقيقة وأن يلتزم بما يقول، وكذلك لا بد من غرس الشعور بالمسؤولية في الطفل.

أهمية الأبوين في مرحلة الحضانة

إن مجهود الأبوين خلال فترة الحضانة له العديد من الفوائد التي تعود على الأطفال في حياتهم بعد هذا، وفي التالي توضيح لأهمية الأبوين في مرحلة الحضانة: [3]

  • التطور المعرفي
  • دعم التعلم
  • توسيع الخبرات


التطور المعرفي :

هناك عدد من المراحل الخاصة بالتطور المعرفي التي يمر بها الطفل أثناء سنوات ما قبل المدرسة، وهذا عن طريق قيام الأبوان بدور فعال في عملية التعليم خلال مرحلة الحضانة و

الطفولة المبكرة

، فمن الممكن أن يساعد الوالدان في ضمان حصول صغارهم على الدعم الكافي الذي يحتاجون إليه لتطوير إمكاناتهم الكاملة.

إذ أن مشاركة الأبوين في توسيع نطاق التعلم والمعارف في البيت، تعمل على خلق تجارب أكثر إيجابية وفاعلية للأطفال كما تساعدهم على الأداء بصورة أفضل حينما يكونوا في المدرسة.


دعم التعلم :

من الهام أن يقوم الآباء بدعم التعلم الذي يحدث في فترة ما قبل المدرسة أي في فترة الحضانة، فالآباء الذين لديهم تناغم مع ما يحدث في البيئة الخارجية لأطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة يجعلون الطفل يمتلك قدرة أفضل على أن يُقيم صلة ما بين ما يتم تعلمه في المدرسة وما يحدث في المنزل، وذلك الاتصال يُعتبر عنصرًا رئيسيًا في نمو الطفل ودعم المزيد من التعلم.

ومن الجدير بالذكر أن مشاركة الآباء لا تساعد في دعم التعلم خارج الفصل الدراسي فقط، بل تقوم بخلق تجربة إيجابية أكثر للأطفال وتساعدهم على الأداء بصورة أفضل حينما يكونون في المدرسة.


توسيع الخبرات :

تساعد مشاركة الأبوان في مرحلة الحضانة على توسيع الخبرات التي يمتلكها الصغار في مرحلة دراستهم بحيث تشتمل على أنشطة العالم الحقيقي ولكن تكون تلك التي تحدث في المنزل، إذ أن الآباء ممن يفهمون ما الذي يحبه أطفالهم في مرحلة الحضانة يكون لديهم إدراك أفضل بكفاءة الطفل والمجالات التي يجب زيادة العمل عليها من أجل تحسين الثقة والقدرة.