أبرز موضوعات سورة الفاتحة
من أبرز موضوعات سورة الفاتحة
- قضايا العقيدة والتوحيد .
- إثبات كلا من الوعد والوعيد .
- اقتصار استحقاق العبادة علي الله وحده .
- سؤال الله تعالى الهدايتين .
- طلب الثبات على الصراط المستقيم .
- انقسام العباد والناس الي مجموعات وطوائف .
قضايا العقيدة والتوحيد
: أن جميع آيات السورة تحمل في مضمونها التوحيد برب العباد عز وجل، وليس هناك آية واحدة يخلو مضمونها من التوحيد، واشتملت هذه السورة على أنواع التوحيد كاملة والتي بلغ عددها ثلاثة [1] .
هم يتمثلون في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات أيضا، وتتضمن هذه السورة مجموعة أمور خاصة بالعقيدة بشكل واضح وصريح بجانب الأمور التي وجبها الله على عباده، كما أن هذه السورة تتضمن العقيدة في الملك القدوس وفي جميع اسمائه وسماته .
بجانب اليوم العظيم وهو اليوم الآخر، كما أنها توضح أن الله جل جلاله هو الوحيد الذي يستحق أن نعبده، وفي آيه ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تواجد البيان الذي يؤكد استحاق الله عز وجل لكل الثناء، بجانب التمجيد في قدرته الذي لا يمكن لأحد أن ينكرها .
من الواجب علي عباد الله أن يظلو يسبحونه ويمجدوه دائما وأبدا، فهو الكامل وليس هناك كامل سواه، وبالنسبة لقول ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ فهي كلمة ثناء واضحة يذكر فيها أهم صفات المولى .
الآيات الثلاث المتمثلة في﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ و﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ و﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ تحمل في معناها دلالة واضحه على التوحيد لله، أو ما تسمي بتوحيد الألوهية أيضا، ويقصد بذلك جميع الأفعال التي يقوم بها العباد للتقرب من الله وابتغاء مرضاته مثل الدعاء والحمد الكثير واللجوء اليه والاستغاثة .
يجب أن تكون تلك الأفعال أو العبادات المؤداه من قبل العبد ظاهرة وباطنة، ويفعلها ويقولها ويبتعد عن كل ما هو منهي عنه، والآيات التالية تدل على توحيد الربوبية، وهذا يعني أن العبد يجب أن يقر بأنَّ الله جل جلاله هو ربّ كافة الأشياء وصاحب السلطة العظيمة .
الذي يخلقنا ويرزقنا وبيده الموت وبيده الخلود، ولن يقع علي الفرد ضرر الا بأمر الله، ولن يتمكن احد بنفع العبد ما لم يريد الله له ذلك، كما أن من الامور المسلم بها أن الله وحدة من يتمكن من تحقيق اجابة كل سائل .
ليس هناك شريك لله فلا مالك سواه، وبالنسبة لأية ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ فهي تضمين واضح لتوحيد كلا من
الأسماء والصفات
، وهو يعني اثبات وعودة جميع الصفات الداله على الكمال والتكامل والتنزه من النقص إلى رب العالمين وحده .
إثبات كلا من الوعد والوعيد
: يتمثل كلا من الوعد والوعيد في آية ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، وهذا يتطلب إيمان الفرد باليوم الاخر وببعث الله له بعد موته مرة أخري، وأيضا يوم الحساب الذي سيلقي كل فرد فيه جزائه .
اقتصار استحقاق العبادة علي الله وحده، وحصر الاستغاثة و الاستعانة به دون أي شئ آخر
: في آية ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ ظهر اإاقرار الواضح بألوهية الله عز وجل، و مدي استحقاقه للعبادة بمفردة، ولا يمكن الاشراك به نهائيا، ويجب على الفرد أن يعلم بان العبادة هي ثمرة التوحيد .
لا يمكننا ان نقول علي عبد انه يوحد بالله وهو لا يعبد الله ويمجده، كما أن العبادة لا تتحقق لله تعالى إلا في حالة البراءة والبعد عن الشرك، وظهرت تلك البراءة في ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ومن المعروف عن العبادات السليمة ذات النهج الصحيح أنها ذات قدرة هائلة على ترسيخ وتثبيت جميع العقائد في قلوب المومنين، كما أنها تثبتها أيضا داخل نفوسهم .
من الواضح أن في اية ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تواجد إقرار مباشر لله تعالى بأن العباد تتزلل له وتتخذ وضع الخضوع والذل، وتستكمل كلمتي (نعبد، نستعين) الإثبات على أن الأفراد يقوموا بعبادة الله وحده دون غيره وليس لهم حول ولا قوة سواه، حيث أنه مقصدهم الأول والأخير .
سؤال الله تعالى الهدايتين
: الأولي وهي هداية الدلالة والإرشاد، أما الأخري فهي هداية التوفيق والإلهام، بجانب الطلب من الله أن يثبتهم على الدين ويتضح ذلك في آية ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ التي توضح تذلل العبد لربه، وهو يطلب منه الهداية إلى سُبل الفلاح، وأن يأخذ بيده إلى الطرق المستقيمة التي تأول الي ما يحب .
طلب الثبات على الصراط المستقيم
: والالتزام بالنهج الصالح الإسلامي مع جميع الأفراد التي أنعم الله به ومَن عليهم بالثبات عليه، ويتمثل ذلك في ايه ﴿ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾، والمقصود بهولاء الأفراد هم الذين ذكرهم الله جل جلاله في قوله عنهم في سورة النساء ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾، وقال الله موضحا مكانة الاشراف وذوي الصحبة الصالحة ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ .
انقسام العباد والناس الي مجموعات وطوائف
: ويتضح ذلك في قوله تعالى * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ*، والطائفة أو المجموعة الأولى، هي تلك التي مّن الله عليهم وهداهم وقربهم إليه، وهؤلاء سيكونون أصحاب السعادة، الأخرى هم المغضوب عليهم والذين أضل الله طريقهم، وهؤلاء يظلوا أصحاب الشقاء بشكل أبدي .
فضل سورة الفاتحة
من المعروف عن
سورة الفاتحة
أنها قامت بجمع كافة الأصول التي جاءت في القرآن الكريم بأكمله ولكن بشكل من التفصيل، ويظهر في تنزيل هذه السورة أولا سواء من اتجاه الترتيب أو التنزيل حكمة الله وبلاغته وعلمه [2] .
تتواجد أقوال من قبل علماء الدين يقولون فيها أن مواضيع سورة الفاتحة الشاملة تجعلهم يريدون أن يلقبوها بأم الكتاب او بأم القرآن .
سورة الفاتحة مُلمة لكل ما تم ذكره في كتاب الله، حيث أن أول ثلاث آيات تحمل أسماء الله، وسمات العلي، والآيات التالية لهم تدل على قدرة الله وعلمه بكل صغيرة وكبيرة، كما أن الثورة قامت بتوضيح المنازل التي سيحصل عليها العباد الخاشعون المتسللون ومصير جميع الضالين .
أهم ما ضمته هذه السورة هو أنواع التوحيد المعروفة التي بلغ عددها الثلاثة وهما توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، كما أنها نصت علي أن الله عادل وأن الجزاء الذي يحكم به على العباد يكون بالعدلـ والسبب في أن هذه السورة اتصفت بالكمال والشمولية أنها اشتملت على جميع أصول الدين وفروعه المتعددة .
وصف الله السورة على أنها «سبعًا من المثاني»، والمثاني يقصد بها أنها تضم الموضوعات التي تم ذكرها بالكتاب الكريم، وهذا الوصف دليل علي عظمة السورة، والسبب في تسميتها بأم القرآن أنها شاملة لكافة لمور الإسلام كالحمد والثناء وتقديس الله .
بيان جميع أوامره وما هي مكانة الفالحين، ومصير غيرهم، ويعرف عن الفاتحة بأنها سورة ذات إحكام، وتتمثل عظمة هذه السورة في أنها أحد أهم أركان الصلاة التي لا يمكن تجاهله، وإذا لم يتم قراءتها فقد بطلت صلاة المسلم .