من هو الذي يعد عصره العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في مجال العلوم
يعد عصره العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في مجال العلوم
هو هارون الرشيد .
إذ أنه قام بالسيطرة وبسط قوته على الثورات التي حدثت في عصره في مختلف الأماكن من الدولة العباسية، وهذا نتيجة لطمعه في الحصول على مقاليد الدولة وحكمها، ومن أهم تلك الثورات كانت: خراسان. الديلم. الخوارج. الفرنجة. حروب الروم. النزاع ما بين اليمانية والقيسية.
وعلى الرغم من تعرض هارون الرشيد في أواخر عمره لمرض شديد والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية يومًا بعد يوم، إلا أنه توجه إلى خراسان من أجل محاولة إنهاء الفتنة بها ولكنه مات وهو في الطرق إلى خراسان في مدينة (طوس)، وكانت وفاته في (3 من جمادى الآخر 193هـ الموافق 4 من إبريل 809م) بعد أن قضى الرشيد في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين عامًا، تم اعتبارها هي العصر الذهبي للدولة العباسية. [1]
نبذة عن هارون الرشيد
إن هارون الرشيد أحد العظماء الذي جعل الروم يطأطئون له رؤوسهم، وقد عمل أعداء تاريخنا على محاولة تصويره بصورة الماجن شارب الخمر، محب الجواري الجميلات والليالي الحمراء، العسوف الظالم، على الرغم من أنه أحد أعظم خلفاء الدولة العباسية، ولكن استمر الأعداء في محاولة إطلاق الإشاعات والأكاذيب عنه، ومن الجدير بالذكر أن ابن خلكان قال عن هارون الرشيد في كتابه (وفيات الأعيان): “كان هارون الرشيد من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي”، وفي التالي نبذة عن هارون الرشيد: [2]
نسب هارون الرشيد ومولده
اسمه (أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي)، وُلد بالري عندما كان والده أميرًا لها ولخراسان في عام 148، ومن الجدير بالذكر أن هارون الرشيد قد اتسم منذ أن كان صغيرًا بالقوة والشجاعة وهذا ما أَهله لأن يقوم الحملات أثناء عهد والده، في حين أنه لم يكن قد تجازر العشرين عامًا بعد.
خلافة هارون الرشيد
تولى الخليفة هارون الرشيد الخلافة في ليلة السبت التي توافق السادس عشر من ربيع الأول عام 170 بعد الهادي واستمر الخليفة إلى شهر جمادى الآخرة من عام 194 الهجرية، وكان يبلغ من العمر حينها 25 عامًا فقط، وكانت كُنيته (أبي موسى) فتكنى بأبي جعفر.
الرخاء في عهد هارون الرشيد
لقد كان عهد هارون الرشيد يتسم بالرخاء، إذ كان الخليفة هارون الرشيد ينظر للسحابة التي تمر في السماء ويقول: “أمطري حيث شئت؛ فسيأتيني خراجك”، ومن الجدير بالذكر أن إيرادات الدولة العباسية قد بلغت في عهده (70 مليون و150 ألف دينار)، كما أنها زادت عن هذا بكثير في عصر المأمون.
وفاة هارون الرشيد
لقد شاهد هارون الرشيد رؤيا فيها وفاته وقد صدقها الواقع، إذ شاهد كفًّا به تربة حمراء وقائل يقول: “هذه تربة أمير المؤمنين”، وعندما كان ذاهبًا يريد الحصول على خراسان قد مر على (طوس) وأصابه المرض فيها، فقال لخادمه: “ائتني بشيء من تربة هذه الأرض”، فجاء الخادم وفي يده تربة حمراء، فلما رآها الرشيد قال: “والله هذه الكف التي رأيت، والتربة التي كانت فيها”، ثم أمر أن يُحفر قبره في حياته، وأن تُقرأ فيه ختمة تامة للقرآن، وحُمِل لكي ينظر إلى قبره فبدأ يقول: “إلى هنا تصير يا ابن آدم”، وبكى، وتُوفي بعد مرور 3 ليالٍ.
صفات هارون الرشيد
إن الخليفة هارون الرشيد كان له من الصفات الحسنة الكثير والكثير، إذ قيل عنه إنه يحج عامًا ويغزو عامًا، كما كان يتصف بالقوة والشجاعة والورع، كما ذكر البعض عنه أنه كان يصلي 100 ركعة في الليلة الواحدة، كما أنه كان شديد البكاء من المواعظ.
وأما ما ذكره البعض عنه من صفات المجون واللهو والشرب فإنه ولو تم ذكره في بعض كتب المؤرخين من الدسائس والأكاذيب التي كان يتم الترويج لها من بعض المغرضين من أعدائه وخصومه. [3]
لماذا لقب هارون الرشيد بهذا الاسم
إن هارون الرشيد كان ابن الخليفة المهدي والخيزران المستعبد في القِدم، وقد حصل على تربيته في المحكمة وحصل على تعليمه من قبل معلمه الأستاذ (يحيى البرمكي) والذي كان مخلصًا ومؤيدًا لوالدة هارون، وقبل أن يبدأ هارون في مرحلة المراهقة تم تعيينه قائدًا أعلى للحملات الاستكشافية التي تتم ضد الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وحينما نجح هارون في هذا تم تلقيبه بلقب (الرشيد) وهذا إشارة على (الرجل الذي يسير في الطريق الصحيح المستقيم)، أو يدل على (الإنسان العادل).
وقد قيل كذلك في
سبب تلقيبه بالرشيد
أنها الفتوحات الكثيرة والبراعة القتالية والحكمة والرشد، وأيضًا قيل إن أباه أطلق هذا اللقب عليه في واحدة من غزواته مع الروم نظرًا لمدى شجاعته وقوته.
أعمال هارون الرشيد
كان لهارون الرشيد الكثير من الأعمال والإنجازات التي قام بها في عصره، ومنها:
- كان يُعتبر أول خليفة لعب بالكرة والصولجان.
- قام بنشر الأمن في البلدان، فازداد الرخاء والخير في عصره.
- اتسم بحب السنة وتوقيره للعلماء، كما كان يُعظم حُرمات الدين.
- فتح العديد من البلدان، وهكذا كان له دو كبير في اتساع الرقعة الإسلامية.
- حقق النهضة الأدبية والعلمية في عصره، إذ اقترب من الشعراء والأدباء وأهل العلم.
- عزز حركة التجارة الخارجية، والعلاقات السياسية ما بين دولة الخلافة العباسية وممالك أوروبا.
- يُعتبر هارون الرشيد هو صاحب حادثة البرامكة، فقد استطاع أن يقضي عليهم خلال ليلة واحدة.
- شهد العديد من الوقائع والغزوات مع ملوك الروم، وكانت جزيتهم تأتي له من القسطنطينيّة طوال عمره.
- كان يحرص على العبادة فكان يتصدق كل يوم بألف درهم، وكان دائم الحج ويأخذ معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وحينما كان لا يذهب إلى الحج يُرسل 300 رجل للحج، ويتكفل نفقاتهم ويُكسيهم بملابس الحج.
تعريف العصر الذهبي
أُطلق مصطلح “العصر الذهبي” على الفترة الزمنية التي شهد فيها التاريخ البشري تقدم كبير وملحوظ من حيث الإنتاج والازدهار الثقافي، والسلم، وكذلك التقدم الحضاري، فكان كل هذا بعيدًا عن الحروب والمشاكل والصعوبات وكان هذا في فترة خلافة الخليفة هارون الرشيد.
لماذا سمي بالعصر الذهبي
إن السبب في
تسمية هذا العصر بالعصر الذهبي
ترجع إلى مساهمة الخليفة هارون الرشيد في هذا الأمر، فهو من اهتم اهتمامًا بالغًا بالعلماء والعلم، ونتيجة لاهتماماته فقد أصبحت بغداد العاصمة للدولة العباسية هي المقصد لكل عالم وفقيه ومُحدِّثٍ وطالب علمٍ، وكذلك للأطباء والمهندسين والأدباء والشعراء، بالإضافة إلى المترجمين والمغنيين والموسيقيين.
وقد اتسم العصر العباسي بما فيه من ثورات فكرية واسعة، فقد اشتملت تلك الثورات على الدراسات التي تمت في شتى الآداب والعلوم والآثار الجمّة، وهذا ما ساعد على ظهور تلك المرحلة الذهبية، والتي كان لها الأثر الكبير جدًا في إثراء وازدهار التراث العربي والتراث الإسلامي وأيضًا تطورهما.