ما حكم نسبة النعم إلى النفس


حكم نسبة النعم إلى النفس



حرام .


لا يجب نسب النعم لإي شئ إلا الله تعالى ، ويسمى هذا

كفر النعم

ويعتبر من الكفر الأصغر .


والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة هود:


“وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ* وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ* إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ* فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (9-12) سورة هود.


من أمثلة نسبة النعم إلى النفس :




يقول الشخص إذا حققت نجاحات كبيرة بحياتي ودراستي فهذا يرجع إلى اجتهادي


، وهذا لا يجوز فيجب أن يحمد الله على هذا النجاح ويقول أن الله هو سبب نجاحي وتفوقي وهو من سهل عليا كل هذه النجاحات.




يقول الإنسان أنا ذكي وماهر ولقت أصبحت من أغنياء القوم بسبب معرفتي الجيدة بأصول البيع والشراء


، فيجب أن يقول الحمد لله الذي أعانني على رزقي وكان سبب نجاحي وثرائي فهو من وجهني للطريق الصحيح حتى أصبح سعيد وغني.




يرجع الإنسان نجاحه قبوله بأحد الوظائف إلى مهاراته وقدراته على اقناع الشركة بنفسه وبطريقة عمل


، ولا يعلم أن كل هذا تم تسهيله وتيسيره من قبل الله تعالى.


نعم الله تعالى


نعم الله تعالى لا يمكن عدها أو حصرها فهي كثيرة جداً ، قال الله تعالى “وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ* وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ” (18-19)سورة النحل


وللتسهيل يتم تقسيم نعم الله عز وجل إلى جزئين  وهما:


الجزء الأول: نعم معنوية


مثل العقل والعلم والتعلم والدين والضمير والهدايا إلى تعليم الدين ، فقال الله تعالى وقوله “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة:3]


الحزء الثاني: نعم محسوسة ال


نظر والسمع والمال والعمل والصحة وجميع حواس جسد الانسان والوطن الأمن والحياة الأسرية القوية والذرية الصالحة.


ما معنى نسبة النعم إلى الله



نسبة النعم إلى الله

تعنى أن كل شخص يجب أن ينسب كل النعم الذي تحدث في حياته مثل الغنى والنجاح في الدراسة والأسرة الطيبة ، ويجب على كل انسان أن ينسب كل النعم الى الله عز وجل ، كما يجب معرفة والتأكد أن الإنسان والافعال مجرد اسباب فقط الله عز وجل هو من سخرها لنا حتي نحصل على جميع نعم الحياة ، والدليل على ذلك قول الله تعالي “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ” [ فاطر: 3]


كما أن من شروط التوحيد هو نسب جميع النعم إلى الله وأن يكون الشخص مقتنع بذلك من قلبه وينطقه بلسانه ، وأيضاً من المهم أن يستخدم الإنسان النعم الذي منحها الله له في الطاعة وعبادة الله وتنفيذ أموره.


حكم نسبة النعم لغير الله


تنقسم نسبة النعم لغير الله إلى قسمين هما:


  • كفر أصغر

  • كفر أكبر


كفر أصغر


: عندما ينسب الإنسان النعم إلى غير الله بنطق فقط وليس بعقله واقتناعه ، وتم إثبات ذلك من خلال أحد الأحاديث وهو: عن زيد بن خالد رضي الله عنه، عن قال: «صلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب.


كفر أكبر: يكفر الإنسان هذا الكفر عندما ينسب خلق النعم لشخص غير الله ، أو شعر بالجحود من جميع النعم التي أنعم الله عليه به ، أو أنه ينكر نعم الله بقلبه حتي لو ذكر ذلك بلسانه.[1]


الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم


يجب على كل مؤمن أن ينسب جميع النعم إلى الله تعالى فهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على ذلك وهي:


  • وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَیۡهِ تَجۡـَٔرُونَ (سورة النحل)

  • قال تعالى : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا {النحل: 18 }

  • قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (سورة الحج)

  • يعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) سورة النحل


والشخص الذي لا ينسب النعم إلى الله فهو شخص كافر فقال الله تعالي في كتابه العزيز: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {العنكبوت: 65 ـ 66 }


أمثلة على نعم الله تعالى


لا يمكنا حصر نعم الله ولكن نعلم جميعاً ان الله عز وجعل من خلق لنا كل شئ من حولنا وهو السبب في جميع النعم التي نمتلكها وتحيطنا فهو من زين الأرض بالجبال وخلق جميع الحيوانات التي نحتاجها في حياتنا ، وقال تعالى “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم “( النحل 18 )


وإذا تحدثنا عن خلق الإنسان و إحسانه على عبده وتصويره في أحسن شكل فلن نتوقف عن الحديث تماماً ، كما قال تعالى ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) (لقمان:20) .


ومن النعم المادية التي أنعم الله علينا بها السمع والبصر وحسن الخلق والعقل والأولاد والزواج والمسكن والعمل والصحة ، والحيوانات والنباتات وتسخير الطعام والشراب لما في جميع صوره.


أيضاً يجب أن نعرف أن نعمة الإسلام والهداية إلى الطريق الصحيح هي أعظم وأهم النعم التي منحها الله لنا فهي مصدر البهجة والراحة والسعادة والعمل الصالح في الدنيا ، والجنة في الآخرة ، قال الله تعالى :” أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين” (المائدة: 3) ، كما ميز الله تعالى عباده بإرسال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يرشدنا ويهدينا الى الطريق الصحيح.


وحتى لا ننسى فإن الماء الذي نشربه ونستخدمه في جميع مهام حياتنا هو نعمة كبيرة جداً منحها الله لنا من خلال المطر التي يتم حفظه في الأنهار والبحار وطبقات الأرض المختلفة لنستخرج منها ماء عذب يصلح الشرب ، فقال الله تعالى: أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون” (الواقعة:68-70) كما قال عز وجل: وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون” (المؤمنون:18، 19). [2] [3]