أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام الإقتصادي الإسلامي
من أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام الإقتصادي الإسلامي
المال مال الله والبشر مستخلفون فيه .
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وخلق عمله وجهده، ورزقه، وأعطاه القدرة على السعي، فسعى الإنسان ليحصل على الرزق الذي وهبه الله تعالى إياه، فكل العناصر هي مخلوقة لله الساعي والسعي والرزق، فالمال مال الله، والإنسان ملك لله فهو مخلوق مثل المال، وحرية جمعه للمال وإنفاقه تكون في حدود موافقة شرع الله تعالى، فلا يصح أن يُنفق الإنسان رزق الله فيما حرَّمه سبحانه وتعالى، ولا ينفقه فيما يضر المجتمع الذي هو من خلق الله فلا يضر مخلوق مخلوق مستعينًا برزق الخالق، ولا يسرف ولا يبذِّر، يقول تعالى في كتابه العزيز : (وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ)، ولا يصح أن يمنع الإنسان رزقه تعالى عن عباده فهو ليس مالكًا للمال بل هو مستخلف فيه، يقول تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ)، ويقول : (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ).
ولى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم رجلً على أموال الزكاة فلما رجع حاسبه، فقال الرجل : هذا لكم وهذا أهديَ إلي، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أُهديَ إلي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر أيُهدى إليه أم لا؟)، كما أن الإسلام لا يعطي الحاكم الحق في أن يقتطع من مال الأمة ويوزعه كيفما يشاء، وقد أقر الإسلام حق الملكية الفردية لكنه لم يعطي الفرد الحق في تعدي حقوق الله في استخدامها.
أسس النظام الاقتصادي الإسلامي
-
المال مال الله والبشر مستخلفون فيه.
-
ضمان حد الكفاية لكل أفراد المجتمع.
-
تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي في المجتمع الإسلامي.
-
احترام الملكيات الخاصة.
-
الحرية الاقتصادية المقيدة.
-
التنمية الاقتصادية.
-
ترشيد الإنفاق.
يقوم الاقتصاد الإسلامي على عدة أصول، إليك أصول وأسس الاقتصاد الإسلامي التي ذكرها دكتور محمد شوقي الفنجري (عالم الاقتصاد المصري) في بحثه عن الاقتصاد الإسلامي :
المال مال الله والبشر مستخلفون فيه
: المال مال الله فوق الذي يخلق الإنسان ويرزقه القدرة على السعي وييسر إليه رزقه، قال تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ).
ضمان حد الكفاية لكل أفراد المجتمع
: فيضمن الإسلام لكل فرد الحد الأدنى من الأجر الذي يوفر له حياةً كريمة، ويضمن الحياة الكريمة للعاطل المستفذ لأسباب الرزق العاجز عن الكسب فالإسلام دين التكاتف والتكافل، يقول تعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم)، وقوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، وقول الرسول صلَّ الله عليه وسلَّم : (مَن ترك كَلاًّّ فلْيأتنِي فأنا مولاه)، وقوله صلَّ الله عليه وسلَّم : (مَن ترك ضياعًا فإليَّ وعليَّ).
تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي في المجتمع الإسلامي
: لا يتيح الإسلام فكرة الاحتكار فلا يجب أن يكون المال بين رؤوس الأموال فقط دون غيرهم، يقول تعالى في كتابه العزيز : (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)، ويقول رسوله الكريم صلَّ الله عليه وسلم : (تُؤخذ من أغنيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم)، وتشمل العدالة والتكافل جميع فئات المجتمع دون تفرقة في جنسٍ ولا دين، فالإسلام يحمي الجميع، رأى عمر بن الخطاب شيخًا ضريرًا يسأل على باب فعلم أنه يهوديٌّ، فقال له : (ما ألجأكَ إلى ما أرى؟ فقال : أسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذه عمر إلى داره فأعطاه ما يكفيه وقتئذٍ، وأرسل إلى خازن بيت المال وأمره أن ينظر إلى هذا وقرنائه، ويُعطيهم من بيت المال مثلما يأخذ كلُّ مسلمٍ فقير، (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) وهذا من مساكين أهل الكتاب).
احترام الملكيات الخاصة
: يقول تعالى في كتابه : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)، فلكلٍ نصيب من الرزق ولا يجب ان يتعدى إنسان على حق إنسان آخر، لذا كان للسارق المتعدي على حق غيره عقوبة رادعة يقول تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ)، ويقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه ومالُه وعرضُه)، ويقول : (مَن قُتِل دون ماله فهو شهيد).
أضاف دكتور محمد شوقي الفنجري (عالم الاقتصاد المصري) بعض الأصول الأخرى للاقتصاد الإسلامي ألا وهي :
الحرية الاقتصادية المقيدة
: حرَّم الإسلام الاحتكار والربا، قال تعالى : ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)، وقال : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، وقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (من احتكر حُكْرةً يُريد أن يُغْلِيَ بها على المسلمين فهو خاطئ)، مارس نشاطك الاقتصادي تحت ظل الإسلام دون استغلال، ودون إلحاق الضرر بعباد الله.
التنمية الاقتصادية
: يحرص الإسلام على التعمير والتنمية وهي مهمتنا على الأرض، يقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فَسِيلةٌ فاستطاع ألاَّ تقوم حتى يغرسها، فلْيغرِسْها)، والفسيلة : هي الشتلة، وقال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، فإنك خليفة الله في أرضه وعلي عمارتها، ويقول تعالى : (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، وسخر الله تعالى لك السماء والأرض فيقول تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)، ويقول تعالى : (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون).
ترشيد الإنفاق
: حُرِّم التبذير والسفه في الإسلام فيقول تعالى : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، حتى أنه حرم السفهاء الملكية والتصرف فيقول تعالى : (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا)، كما اعتبر الإسلام الترف والبذخ جريمة فيقول تعالى : (وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)، وخير الناس في الإسلام من اعتدل، يقول سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
نشأة النظام الاقتصادي الإسلامي
يعتبر الإسلام نظام للحياة ككل، فهو ينظلم الحياة المادية والروحية للفرد والمجتمع ككل، فهو ليس مجرد عقائد وعبادات وشرائه، فهو منهج يصلح لكل مكان وزمان ولكل أصناف البشر، فقد جاء الإسلام لحل المشكلات الاقتصادية مثلما جاء لحل باقي أنواع المشكلات، فهو يهديك للطريقة المثلى التي من خلالها تعمل وتتجار وتتكسب دون أن تغش أو تستغل أو تُدلِّس أو تحتكر وتضر المجتمع والأفراد، فلما توسعت المعاملات بين الناس وتشابكت وتعقدت ظهرت الأساليب الملتوية وضعف الوازع الديني لدى الناس، وأصبح هناك المزيد من القضايا التي يجب مناقشتها واحتاجت الأمة لضوابط أقوى للتعاملات فيما بينها مما دفع العلماء لدراسة علم الاقتصاد الإسلامي وبحث قضاياه.
ظهرت المذاهب الاقتصادية الاستعمارية في بداية القرن العشرين مثل
النظام الرأسمالي
والاشتراكي، وضعف النظام الإسلامي وانزوى بسبب هيمنة الغرب على البلاد الإسلامية، وتم إقصاء الشريعة، ولم يظهر علم الاقتصاد الإسلامي ويأخذ مسمى علم إلا في نهاية القرن الرابع عشر الهجري.[1][2][3]