هل تساهم زراعة الأشجار في منع تعرية التربة
هل تساهم زراعة الأشجار في منع تعرية التربة
نعم
الأشجار والغابات تلعب دورًا مهمًا في منع فقدان التربة السطحية الذي يسمى بالتعرية. [1]
فالتربة السطحي تتشكل التربة السطحية ببطء شديد بحيث يمكن اعتبارها موردًا محدودًا وقد يستغرق إنتاج ثلاثة سنتيمترات من التربة السطحية حوالي 1000 عام، وعلى الصعيد العالمي، تتعرض التربة السطحية للتآكل لأسباب طبيعية وبسبب الممارسات الزراعية المكثفة الحديثة مثل الحرث واستخدام الكيماويات الزراعية.
ولذلك نفقد التربة السطحية بشكل أسرع مما يمكنها أن تتجدد، مما يهدد الأمن الغذائي في المستقبل، ووفقًا لبعض التقديرات، قد تنفد التربة السطحية لدينا في السنوات الستين القادمة إذا لم نقم بإجراء تغييرات على ممارسات استخدام الأراضي لدينا مما يهدد سبل عيش وحياة البشر.
ومع ذلك فإن زراعة الأشجار والغابات تلعب دورًا مهمًا في منع فقدان التربة السطحية الذي يحدث بسبب التعرية.
كيف تمنع الأشجار تعرية التربة
وتساهم الأشجار في تقليل تعرية التربة بعدة طرق منها:
- نظام جذور الأشجار
- النتح
- تعمل كمظلة تتصدى لهبوب الرياح
نظام جذر الشجرة:
يعمل نظام الجذر الكبير للشجرة كرابطة تجاه أي تربة فضفاضة تحيط بالشجرة، لذلك تعمل الجذور على تثبيت التربة في مكانها أثناء تثبيت الشجرة كما أنها تحسن تصريف التربة، بحيث يتم تصريف المياه إلى الأرض بدلاً من التدفق فوق السطح.
ويساعد هذا أيضًا على منع انضغاط التربة والذي يحدث عندما تتراكم التربة تحت السطح وتتصلب، مما يقلل من تسرب المياه ويزيد الجريان السطحي.
تعمل كمظلة من المطر والرياح:
تساعد الستائر الكبيرة للأشجار على منع تآكل التربة عن طريق تقليل تأثير المطر على الأرض، حيث يصرف الماء إلى أسفل الأوراق والأغصان وينقع في التربة بدلاً من أن يضرب الأرض بقوة، مما يقلل من كمية التربة التي تجرفها الأمطار.
وتساعد الستائر الشجرية الكبيرة أيضًا على كسر قوة الرياح والحد من كمية التربة التي يتم حملها بعيدًا معها، وهذا هو التأثير الأكثر فعالية في التجمعات الكبيرة من الأشجار.
النتح:
النتح هو العملية التي يتحرك فيها الماء في جميع أنحاء النباتات، فيرسل الماء من الجذور إلى السيقان، ويخرج من الأوراق، وهو يمنع التربة من أن تصبح رطبة جدًا وثقيلة، مما يمنع الجريان السطحي من خلال مساعدة الجذور على ربط التربة في مكانها. [2]
ما هي تعرية التربة
التربة هي الطبقة العليا من سطح الأرض، وتتكون الصخور والتراب وهي مليئة أيضًا بالهواء والمغذيات، كما يعيش بها مجموعة متنوعة من الكائنات الحية ، مثل الحشرات وديدان الأرض.
وبالنسبة للنباتات فإن التربة تعمل كمخزن للمياه والمعادن اللازمة لنمو النبات، وبدون تربة ، لن يكون هناك عشب ولا محاصيل ولا أشجار ولا طعام للبشر أو للحيوانات الأخرى.
وتحدث عملية تعرية التربة عند تآكل الطبقة السطحية الخصبة لأسباب مختلفة ،مما يؤدي لجعل التربة أقل خصوبة.
وتتم تعرية التربة على ثلاثة مراحل هي:
- فصل التربة
- حركة التربة المفصولة
- ترسبها
حيث يتم فصل التربة السطحية الغنية بالمواد العضوية، ثم يتم نقلها خارج موقعها وتترسب في مكان آخر مثل قنوات الصرف أو غيرها.
أسباب تعرية التربة
- الرياح
- الجريان السطحي للماء
- إزالة الغطاء النباتي
- الرعي الجائر
الرياح:
عندما تهب رياح قوية فإن التربة السطحية تنجرف مع الريح وتحمل معها المواد العضوية الموجودة في تلك الطبقة وهذا يحدث بدرجة كبيرة في الأراضي الغير مزروعة، وتحدث بشكل أكبر في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية حيث تهب رياح قوية بشكل متكرر.
الجريان السطجي للماء:
عندما تمطر في المناطق الجبلية، تنجرف التربة مع المياه الجارية من المناطق المرتفعة باتجاه السهول، وفي النهاية تصب المياه الجارية التربة التي تحمل التربة الغنية بالمعادن في قاع النهر وعلى مر السنين يمكن أن يؤدي ترسب التربة هذا إلى تغيير مجرى النهر.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث فيضانات تتسبب في تدمير الأرواح والممتلكات، كما أن التعرية بفعل الماء تسبب تآكل التربة وفقدان جزء كبير من
التربة الصالحة للزراعة
.
الرعي الجائر:
عندما يسمح للماشية بالرعي في نفس الحقل بشكل متكرر فإن كل العشب المتاح في منطقة ما بما في ذلك الجذور يتآكل وهذا يجعل التربة السطحية عرضة للرياح والمياه المتدفقة ويسرع عملية تآكل التربة.
إزالة الغابات:
لقد أخذ البشر الأرض من الغابة لزراعتها من أجل إطعام السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار وبناء المنازل والصناعات وما إلى ذلك. قطع الأشجار على نطاق واسع لهذه الأغراض هو إزالة الغابات. تحافظ جذور الأشجار على تماسك التربة ، مما يمنع التربة من الاقتلاع. عندما يتم مسح مساحات كبيرة من الغابة ، تتآكل التربة السطحية بفعل الرياح والمياه المتدفقة.
طرق تقليل تعرية التربة
- تدوير المحاصيل
- زراعة المصاطب والمدرجات
- زراعة الأشجار والغابات
تدوير المحاصيل:
عادة يكون بين حصاد محصول واحد وزراعة المحصول التالي فترة زمنية لا تحتوي فيها الأراضي الزراعية على أي محاصيل، وهذا يجعل التربة مكشوفة، لكن يجب خلال هذه الفترة أن يقوم المزارع إما بزراعة الحشائش أو زراعة محاصيل أخرى لمنع التربة من التآكل، وهذا أيضًا يساعد التربة على استعادة المعادن المفقودة.
زراعة المدرجات والمصاطب:
في المناطق الجبلية ، تتم الزراعة عن طريق قطع درجات على منحدرات التلال، وهذا بدوره يؤدي إلى إبطاء تدفق المياه من الأعلى لأسفل وبذلك فإن التربة التي تجرفها المياه من أعلى تترسب في الطبقة التي أسفلها، وهناك أنواع مختلفة من المدرجات والمصاطب الزراعية تبعًا لطبيعة المنطقة المزروعة.
زراعة الأشجار الغابات:
إن للأشجار تأثير كبير في منع التعرية كما ذكرنا، لذلك عندما يتم قطع الأشجار ، يجب غرس أشجار جديدة، وتعتبر
زراعة الأشجار
في المناطق الجبلية أكثر فاعلية للحفاظ على التربة من التآكل. [3]