ماهو الفأل
ماهو الفأل
هو الكلمة الطيبة يسمعها الإنسان فيسر ويقوى رجاؤه بربه.
والفأل في اللغة يعني طلب الحصول على الخير، ومعناه أيضًا الشيء الحسن. [1]
وقد جاء عند البخاري في قصة صلح الحديبية عندما بعث قريش عدة رجال ليتفاوضوا مع النبي عليه الصلاة والسلام ففشت المفاوضات حتى أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي فلما رآه عليه الصلاة والسلام قال: لقد سهل لكم من أمركم، فكتبوا صلح الحديبية.
فاسم سهيل هو اسم يدل على السهولة وليسر والتيسير، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة سهل أمركم فقد تفاءل عليه الصلاة والسلام باسم سهيل.
حكم الفأل
الفأل مستحب، ففي مقابل
الطيرة
التي بها سوء ظن بالله يأتي الفأل الذي به حسن ظن بالله، وقد دعا الإسلام للفأل، لما فيه من إدخال السرور على النفس من غير اعتماد عليه، فالله سبحانه قد ركب في نفوس الناس حب الكلمة الطيبة والفأل الحسن.
ويجب على المسلم أن يكون دائمًا متفائل ويقول الكلمة الطيبة، فالإنسان يرجو ربه عز وجل ويظن به خيرًا، والرجاء من العبادة وظن الخير بالله عز وجل من العبادة أيضًا.
الحكمة من مشروعية الفأل
- أن الفأل فيه حسن ظن بالله عز وجل.
- أن فيه ترويح وسرور للمسلم
- أنه قد يساعد في تقوية العزائم ويعين المسلم على النصر
- أنه يجلب السعادة للقلوب
- أن فيه اقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
حكم الفأل بفتح المصحف
اعتاد بعض المسلمون على فتح المصحف الشريف والنظر لأول سطر تقع أعينهم عليه وإن كان حسنًا اتبعه أما إذا كان ردئيًا اجتنبه.
وقد اختلف العلماء في جواز فعل ذلك فمنهم من حرم فعل ذلك ومنهم من أجاز ومنهم من ذهب لكراهة ذلك، وممن حرم الفأل بالمصحف المالكية، وقد اعتمدوا في هذا الرأي على ما يلي:
- أن هذا يدل في باب الاستسقام بالأزلام الذي حرمه القرآن الكريم.
- وأن هذا العمل يعد من البدع الذميمة والمحدثات الوخيمة وقد يكون في اتخاذ آيات الله هزوًا أو لعبًا.
- وأن المصحف لم ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام حتى نعلم به الغيب، إنما حرم القرآن التنبؤ بالغيب.
- وقد يؤدي هذا الفعل إلى التشاؤم بالقرآن الكريم، فقد يخرج للقاريء على سبيل المثال آيات العذاب فيتشاءم.
- وأن هذا العمل لم يرد عن السلف الصالح.
أما الرأى الذي يرجح كراهة فعل ذلك فهو رأي الشافعية، ولم يعطوا دليل .
والرأي الثالث بجواز الفأل بالمصحف هو رأي الحنابلة ولم يفصلوا الأدلة على ذلك .
التطير
هو بمعنى التشاؤم سواء كان بالمرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور.
فقديما كان العرب يتطيرون بكثير من هذه الأشياء، لكن الإسلام نهانا عن فعل ذلك، لأن في ذلك سوء أدب مع الله عز وجل، وبعد عن التوكل على الله عز وجل، وقد ورد في الحديث القدسي : ” أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”.
حكم التطير
التطير محرم ، وهو شركًا أصغر، وقد يوقع المسلم في الشرك الأكبر إذا اعتقد أن هذا الأمر الذي يتطير به هو الذي يضره وينفعه من دون الله عز وجل.
وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ” لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر”.
علاج الطيرة
- يجب أن يفع المسلم بأمور منها العلم يقينًا أن الأمر كله بيد الله عز وجل وأنه لا تأثير لأي شيء أخر ولا لأحد أخر إلا بتقدير من الله عز وجل وحده لا شريك له، وكلما قوي توكل المسلم على الله عز وجل على ره اندفع عنه التشاؤم والطيرة.
- أن يقوي المؤمن إيمانه بقضاء الله عز وجل وقدره، وذلك بأن يعلم بان ما أصابه ما كان ليخطئه وأن ما أخطئه ما كان لصيبه إلا بإذن الله تعالى وبذلك يمضي في أمره وهو يعلم بأن الله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- أيضًا يجب أن يعلم المؤمن بأن حركة الطير أو غيره لا أثر لها في ملكوت الله عز وجل ولا في قضاؤه فالله هو الذي خلق تلك الأشياء وهذه الأشياء تحدث آلاف المرات ولا يحدث منها أثر مما يتوقعه المتطير.
- العلم بأن التطير لا يضر إلا صاحبه فالمؤمن لا يضره إلا ما كتبه الله عليه.
- العلم بأنه إذا وقع أي أمر سيء عند حدوث م كان يتطير به فهذا حدث بقدر الله عز وجل وقد يحث بسبب عقوبة الله له على سوء ظنه بربه أو قد يكون أمر عارض.
- استعمال ما أرشدنا إليه النبي عليه الصلاة والسلام من كفارة التطير.
كفارة الطيرة
يجب على من وع في الطيرة أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يقول ما علمه لنا النبي عليه الصلاة والسلام ، كما ورد في الحديث الشريف عن عبدالله بن عمرو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ” من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك، قال: أن يقول أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك”. [2]