ما هو الكتاب الذي انزل على موسى
الكتاب الذي انزل على موسى هو
التوراة .
قصة موسى عليه السلام
موسى عليه السلام هو موسى بن عمران ويعود نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد ذكر الله تعالى موسى عليه السلام في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وقد ولد موسى عليه السلام في زمن كان فرعون مصر قد أمر فيه بقتل كل ولد يولد لبني إسرائيل لأنه كان قد رأى في منامه أن مولود سيولد لبني إسرائيل يكون سبب في هلاكه.
فأمر بقتل كل مولود ذكر لبني إسرائيل، لكن بعد ذلك أدرك أقباط مصر أن فرعون لو قتل كل أبناء بنو إسرائيل لن يبقى من يعمل بالزراعة وستهلك أراضيهم، فاشتكوا لفرعون، فأمر بأن يقتل الأولاد عام ويتركوا عام.
لكن موسى عليه السلام ولد في عام القتل، فحزنت والدته لأن الجنود كانوا يدخلون البيوت ليبحثوا عن مواليد بني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل لها أن تضعه في تابوت وتقذفه في اليم، وربطته في حبل فكانت تجذبه وقت إرضاعه ثم تعيده إذا أتى جنود فرعون، لكنها في يوم وضعته في التابوت فسار مع النهر حتى وصل إلى بيت فرعون.
فالتقطه خادمات زوجة فرعون، فلما ذهبن به إليها أحبته على الفور، وطلبت من زوجها أن تأخذه لتربيه، فوافق لكنه لم يحب موسى عليه السلام.
وقد رفض موسى عليه السلام كل المرضعات التي أحضرتهن له، وكانت أخته تتسمع الأخبار بالقرب من قصر فرعون، فذهبت لامرأة فرعون وأخبرتها أنها تعرف من ترضعه، وأرسلت أمها فرضع منها، فعاد إليها كي تقر عينها، وبعد أن أتم الرضاعة أعادته لقصر فرعون فتربى فيه.
لما كبر موسى وكان قوي البنيان وفي أحد الأيام وجد رجلًا من بني إسرائيل يتشاجر مع رجل من أقباط مصر، فصرخ الرجل من بني إسرائيل يطلب منه أن ينصره، فوكز موسى القبطي فمات، ولم يعرف أحد بخبر هذا الرجل إلا موسى والرجل الأخر، لكن موسى عليه السلام خاف أن يبطشوا به، وفي اليوم التالي وجد نفس الرجل يستصرخه مرة أخرى وهو يتشاجر مع رجل أخر.
إلا أن موسى كان قد ندم وعاهد الله ألا يكرر هذا الأمر، لكن الرجل الذي من بنى إسرائيل صرح بأمر قتل موسى للقبطي، فعلم الناس بذلك واجتمعوا عند فرعون يريدون قتل موسى، ففر إلى مدين، وهناك عاش 10 سنوات وتزوج من ابنة رجل صالح.
وبعد انقضاء السنوات العشر سار موسى بأهله عائدًا إلى مصر، وجد نارًا من جانب جبل الطور بسيناء، فطلب من أهله أن ينتظروه حتى يجلب لهم من النار يستدفئوا بها، فلما وصل للنار وجد شجرة خضراء متقدة، فتعجب من أمرها، ولما اقترب منا ناداه الله سبحانه وتعالى ليخبره أنه هو الرب المدبر الخالق، وأمره أن يلقي عصاه فتحولت إلى حية تسعى، وأمره أن يضع يده في جيبه وكان بها أثر لحرق، فلما أخرجها وجد الحرق قد اختفى.
ويأمره أن يذهب لفرعون ليدعوه لترك الكفر ويعبد الله ويترك بني إسرائيل ليخرجوا مع موسى، فطلب موسى من الله عز وجل أن يرسل معه أخيه هارون.
لكن فرعون رفض أمر الله عز وجل، وأرسل سحرته، فالقي كل منهم عصاه فتحولت لثعبان، فلما ألقى موسى عليه السلام عصاه فتحولت لحية تأكل عصي وحبال السحرة، فتأكدوا أن ما فعله موسى عليه السلام ليس بسحر وأنه مؤيد بالحق فسجدوا لله عز وجل فعذبهم فرعون وقتلهم.
فابتلى الله عز وجل قوم فرعون بالسنين والدم والضفادع والجراد وغير ذلك من الابتلاءات لعلهم يؤمنون، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو الله ليرفع عنهم البلاء ويرسلوا معه بني إسرائيل ففعل لكنهم ظلوا على كفرهم.
ولما خرج
موسى
ببني إسرائيل وعلم فرعون اشتد غضب فرعون ولحقهم بجنوده، ففروا منه حتى وصلوا إلى شاطئ البحر وأدركهم فرعون، فأوحى الله عز وجل لموسى أن يضرب البحر بعصاه فانشق البحر وتحول لطريق، فعبر بني إسرائيل، حتى عبر أخر رجل منهم وصل فرعون وجنوده فعبر البحر وتبعه الجنود.
فضرب موسى عليه السلام البحر مرة أخرى فغرق فرعون وجنوده ، وقد سلب الله عز فرعون وماله وورثهم بنو إسرائيل.
متى نزلت التوراة على موسى عليه السلام
لا يعرف أحد بالتحديد متى تنزلت التوراة على موسى عليه السلام، قال الله تعالى في سورة الأعراف :
” وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة، وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين، ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر للجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين، قال يا موسى إني اصطفيتك على برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلًا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين”.
ولكن المفسرون اختلفوا في أمر الألواح فمنهم من رجح أن الألواح كان فيها التوراة، أو أن التوراة كانت جزءًا من الألواح أو أنها كانت كتابًا منفصلًا.
وقد ذكر ابن كثير أن الألواح كانت مصنوعة من جوهر نفيس وأن الله عز وجل كتب فيها
التوراة
بيده وكان فيها مواعظ من الآثام وفيها كل ما يحتاج إليه بنو إسرائيل من الحلال والحرام.
ويرى بعض المفسرون أن الألواح قد انزلت بعد التوراة، وأن التوراة قد أوحيت إلى موسى عليه السلام. [1]
والمرجح عند أهل العلم أن التوراة أنزلت على موسى جملة واحدة ولم تنزل متفرقة كما نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه السلام والسبب في ذلك أن موسى عليه السلام كان يقرأ ويكتب فنزلت التوراة مكتوبة عليه جملة واحدة والله تعالى أعلم.