المادة التي تدخل في تركيب جميع المخلوقات الحية

المادة التي تدخل في تركيب جميع المخلوقات الحية



الماء .

جميع الكائنات الحية ابتداءً من البكتيريا الزرقاء الصغيرة إلى الحيتان الزرقاء العملاقة تحتاج إلى الماء من أجل أن تبقى على قيد الحياة، ونجد أن الماء يشكل 60 -75٪ من وزن جسم الإنسان، ونجد أن فقدان 4٪ فقط من إجمالي مياه الجسم يؤدي إلى الجفاف، وفقدان 15٪ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، فأقصى مدة يعيشها الإنسان دون ماء هي 3 أيام، لذلك فإن الاعتماد الحاسم على الماء يتحكم في جميع أشكال الحياة، فنجد أن جميع الكائنات الحية كالحيوانات والنباتات تستخدم الماء على جميع صوره وتتكيف مع جميع أنواع مصادر المياه على سطح الأرض، حيث استطاع البشر البقاء على قيد الحياة دائمًا بجانب المسطحات المائية المختلفة، وعلى سبيل المثال المحيطات ما زالت موطنًا لعدد كبير من الكائنات أكثر من أي مكان آخر على سطح الأرض.[1]

أهمية الماء للعمليات البيولوجية للكائنات الحية

للماء أهمية بيولوجية كبيرة حيث يعتبر المكون الأساسي للكائنات الحية، ويسمى الماء بالمذيب الشامل نظرًا لتركيبه الكيميائي، نجد أن الماء يتفاعل بشكل أفضل مع الجزيئات القطبية الأخرى، وبسبب احتوائه على جزيء سالب وموجب فهو يستطيع جذب الشحنات المعاكسة مما يسمح للماء بتكوين روابط قوية نسبيًا وتسمى هذه الروابط بالجزيئات القطبية التي سيرتبط بها فالهيدروجين الموجب من جزيء الماء مع جزئ الأكسجين السالب المجاور لها، نتيجة هذا الترابط يجعل جزيئات الماء تلتصق ببعضها البعض في خاصية كيميائية تسمى بالتماسك، هذه الخاصية داخل الكائنات الحية تساعد على العديد من العمليات البيولوجية.

حيث تساهم جزيئات الماء الموجودة في النباتات على امتصاص الماء من جذورها، وكذلك يساعد التماسك في ارتفاع درجة غليان الماء مما يساعد الحيوانات بشكٍل مباشر على تنظيم درجة حرارة الجسم، ولذلك قد تم تسمية الماء بالمذيب الشامل حيث له القدرة على إذابة مجموعة كبيرة من الجزيئات مما يكسبه القدرة على الحفاظ على الحياة على المستوى البيولوجي لخلايا الكائنات الحية ولذلك يعتبر المكون الأساسي لها، بجانب كونه مذيب للخلايا فهو قدرته على نقل واستخدام مواد مثل الأكسجين والعناصر الغذائية الأخرى إلى المواقع الضرورية في الجسم، ومن هنا فإن دور الماء كمذيب شامل يجعل من السهل عليه نقل الجزيئات مثل الأكسجين للقيام بعملية التنفس وكذلك فإن له دور كبير على قدرة الأدوية للوصول إلى أعضاء الجسم المختلفة.

دعم الماء الهيكل الخلوي في الكائنات الحية

  • يساهم الماء في الحفاظ على بنية وشكل الخلايا وذلك لأن معظم الخلايا تتكون من الماء.
  • يستطيع أن يخلق داخل العديد من الخلايا ضغطًا يقاوم القوى الخارجية المؤثرة على الخلايا، وذلك مثل وضع الهواء في بالون، مما يساهم في حماية الخلية من المؤثرات الخارجية.
  • على المستوى الجزيئي يسمح الماء لكل المكونات داخل الخلايا بالحصول على الشكل الصحيح.
  • يساهم الماء كذلك في تكوين الأغشية الخارجية التي تحيط بالخلايا.
  • وجود الماء بين الطبقة الثنائية في الخلايا يساهم بشكٍل كبير بالسماح بدخول وخروج المواد الحيوية المختلفة مثل الأملاح والمواد المغذية بشكل انتقائي.
  • يساهم في التفاعلات التي تساعد في أن تكون أغشية الخلايا قوية بما يكفي وتتشكل بصورة تلقائية ولا تتعطل بسهولة.
  • يساعد في الحفاظ على الشكل الهندسي وبنية الخلية، حيث إنه بدون البنية المناسبة، لن تكون الخلايا الكائنات الحية قادرة على الاحتفاظ بجزيئات مهمة داخل الخلايا والجزيئات الضارة خارج الخلية. [2]

أهمية الماء لجسم الإنسان

  • المنظم الأساسي لدرجة حرارة جسم الإنسان.
  • مصدر ترطيب الأنسجة والأغشية في العين والأنف والفم.
  • عامل مهم من أجل حماية أعضاء وأنسجة الجسم ضد الصدمات.
  • يستطيع أن يحمل المغذيات والأكسجين إلى الخلايا.
  • يقوم بعملية تشحيم المفاصل.
  • يعمل على التخلص من الفضلات مما يؤدي إلى تخفيف العبء عن الكلى والكبد وذلك عن طريق تذويب المعادن والعناصر الغذائية.

للأسباب السابقة تعتبر مهمة الماء أكبر من مجرد إرواء العطش، حيث تعتمد عليه جميع أنظمة الجسم الرئيسية تقريبًا بصور كاملة  لتعمل وتعيش، لذلك يشكل الماء حوالي 60٪ من وزن الجسم ، فليس من الغريب ما يمكن أن يفعله بقاء الجسم رطبًا.[3]

أهمية الماء لباقي الكائنات الحية

  • النباتات
  • الحيوانات

كما تم الإشارة سابقًا أن الماء هو المكون الرئيسي لجميع الكائنات الحية، لذلك تعتمد عليه جميع الكائنات في العديد من الوظائف الحيوية على مستوى الخلية ومستوى الوظائف الفسيولوجية كذلك، فمثل احتياج البشر إلى الماء من أجل البقاء على قيد الحياة كذلك تعتمد عليه باقي الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المختلفة وذلك كالآتي:


النباتات:

تحتاج النباتات إلى الماء مثل باقي الكائنات الحية من أجل أن تنمو وتبقى على قيد الحياة، حيث تستخدم النباتات الماء مباشرة بعد تعرضهم للطاقة الضوئية من الشمس ليتم استخدامها في عملية البناء الضوئي، ومن المعروف أن النباتات هي أساس جميع السلاسل الغذائية لبقاء الكائنات الحية الأخرى، وكذلك من أجل بقاء دورة الماء في النظام البيئي.


الحيوانات:

كذلك تحتاج الحيوانات إلى المياه من أجل أن تعمل أجسامها مثل البشر، لذلك فإن الماء ضروري لمعظم وظائف الجسم المختلفة مثل تنظيم درجة الحرارة، وامتصاص العناصر الغذائية وتوزيعها إلى باقي أجزاء الجسم، وطرد فضلات الجسم، لذلك فإن فقدان عُشر ماء الجسم يمكن أن يؤدي إلى الموت حيث ستتوقف أعضاء الجسم عن العمل.[4]

كمية الماء التي يحتاجها جسم الإنسان

بعد معرفة

أهمية الماء لجسم الإنسان

على جميع المستويات، يجب الانتباه إلى ما يتم فقده من الماء يوميًا حيث يفقد الإنسان كل يوم مما


يتراوح بين ثمانية إلى 12 كوبًا من الماء


وذلك بسبب عمليات التنفس والتعرق وكذلك حركات البول والأمعاء، ومن الضروري تعويض الجسم عن هذه الكميات من أجل ضمان أن تتم العمليات الحيوية بكفاءة جيدة، وبشكٍل عام يحتاج الرجال إلى ما لا يقل عن 12 كوبًا يوميًا من السوائل مقارنة بالنساء التي تحتاج ما لا يقل عن تسعة أكواب، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتياج بعض الأشخاص للماء أكثر من غيرهم، مثل ممارسة الرياضة أو الطقس الحار أو الوجود في الارتفاعات العالية وكذلك في حالة اتباع نظام غذائي غني بالألياف أو استهلاك معدلات عالية من الكافيين والكحول، ومن أجل التأكد من مستويات الماء في الجسم، يمكن مراقبة لون البول فور الاستيقاظ من النوم في الصباح، حيث يعتبر ظهور البول بلون القش أو عصير الليمون علامة جيدة على الترطيب المناسب، ولكن في حالة ظهور البول بلون الداكن أو بلون عصير التفاح فهذا دليل على جفاف الجسم، وفي هذه الحالة من إمدادا الجسم بالمياه، ومن الأفضل تجربة ما لا يقل عن ثمانية أكواب على الأقل من السوائل يوميًا وذلك لضمان الحصول على الكمية اللازمة من الماء. [3]