تعريف التعلم الإجرائي الشرطي وأمثلة عليه

تعريف التعلم الإجرائي الشرطي



هي النظرية التي توضح الفرق بين نوعين من السلوك هما السلوك الاستجابي والسلوك الإجرائي .


وضعها عالم النفس السلوكي أمريكي الجنسية بورهوس فريدريك سكينر، وهي التي أدت بعد ذلك إلى ظهور نظام التعليم المبرمج، تقوم هذه الطريقة من التعلم على وجود وسائل تعزيز أو المعززات لتطوير العملية التعليمية للكائن الحي،

من أمثلة هذه المعززات المستخدمة الآن، تقديم المكافآت وطرق المدح من أجل تعزيز عملية الفهم والإدراك بشكل إيجابي، تدور نظرية سكينر على ما يحدث بعد عملية الاستجابة وليس قبلها، أي أن الاستجابة تخلق عامل تعزيز قوي، إليك الفرق بين السلوك الاستجابي والإجرائي الذي تقوم عليه نظرية سكينر للتعلم:


السلوك الاستجابي

: يقول سكينر إن الكائن الحي يولد ولديه القدرة طبيعياً على الاستجابة وإصدار ردود أفعال معينة، مثل تناول الطعام أو الكلام، كل هذه استجابات لا تعتمد على وجود مثيرات معينة، ثم بعد ذلك يكتسب بعض الاستجابات من خلال عملية تعليمية شرطية أثناء تعرضه للكثير من المواقف في مراحل حياته المختلفة، أي أن لديه بالفعل وبشكل طبيعي، الروابط التي تجمع بين المثيرات وردود الأفعال، وهو المبدأ الذي تعتمد عليه نظرية التعلم الكلاسيكي لبافلوف (لا استجابة دون مثير).


السلوك الإجرائي

: هو نوع السلوك الآخر الذي عرفه سكينر في نظريته، بأنه هناك استجابات وردود أفعال تصدر من الكائن الحي، دون وجود مثيرات، أي أن هذا النوع من السلوك لا يعتمد على وجود مثيرات تحركه، وهو المبدأ الذي ترتكز عليه نظرية سكينر، أي أن العمل، اللعب، تناول الأطعمة، كلها استجابات لا تعتمد على مثيرات بل تخلق عوامل تعزيز بعدها، وهو المبدأ المغاير لنظرية بافلوف للتعلم الكلاسيكي الشرطي.

ومن هنا نستنتج أن العوامل الأساسية التي تقوم عليها نظرية التعلم الإجرائي الشرطي هي، المثير الشرطي، الاستجابة الشرطية، المثير الطبيعي، الاستجابة الطبيعية.

أمثلة على التعلم الإجرائي الشرطي

  • من أمثلة التعلم الإجرائي الشرطي تجربة سكينر التي قام فيها بوضع فأر داخل صندوق، هذا الصندوق ملحق بقضيب معدني بمجرد الضغط عليه، ينزل الطعام للفأر مباشرةً، بعد مرور بعض من الوقت، كان الفأر يضرب فيه القضيب المعدني دون قصد، فيجد الطعام أمامه، ثم تعلم بعد ذلك، أن الضغط على هذا المكان هو وسيلته للحصول على الطعام، هنا:
المثير الشرطي القضيب المعدني
الاستجابة الشرطية حركة الضغط على القضيب المعدني
المثير الطبيعي الحصول على الطعام الموجود
الاستجابة الطبيعية تناول الطعام
  • من تجارب سكنر أيضاً لضرب مثال حي على طريقة التعلم الإجرائي الشرطي، هو استبدال الفأر بوضع حمامة في قفص، ثم وضع أمامها دائرتين للطعام واحدة ممتلئة وملونة بالأحمر، الأخرى فارغة دون طعام، ملونة بالأخضر، عندما تنقر الحمامة على هذه الدوائر، تحصل من أحدهم على الطعام، حتى تعلمت الحمامة أن الطعام موجود في الدائرة باللون الأحمر.
  • مثال آخر أيضاً على التعلم الإجرائي الشرطي، هو قيام أحد الحيوانات بالتغذي على نوع معين من الفراشات، بعدها يصاب الحيوان بالإعياء والغثيان، فيربط الحيوان أن هذا النوع من الفرشات يتسبب في شعوره بالمرض، فيبتعد عن تناوله أو أي فراشات تمتلك نفس اللون والشكل.
  • الأمثلة التربوية على هذا النوع من النظرية، هو منح الطلاب وسائل تعزيز إيجابية، على سبيل المثال، إذا قام الطلاب بتسليم أبحاثهم بشكل مبكر، سيتم منحهم درجات أعلى أو التخفيف من مقدار الواجبات المدرسية بالنسبة إليهم. [1] [2] [3]

الفرق بين التعلم الكلاسيكي الشرطي والتعلم الاجرائي الشرطي


أوجه المقارنة

التعلم الكلاسيكي الشرطي

التعلم الاجرائي الشرطي
مؤسس النظرية إيفان بافلوف بورهوس فريدريك سكينر
أوجه الشبه كلا النظريتان يتضمنوا وجود اكتساب للاستجابة الشرطية، وأيضاً كلاهما يؤكدان على وجود عوامل التعزيز.
المبادئ المشتركة بينهم

  • مبدأ التمييز والتعميم

    : وهو الاستجابة بنفس الشكل لمثيرات مختلفة وأيضاً المقدرة على التمييز بين عناصر الاختلاف بينهم.

  • مبدأ الإنطفاء

    : وهو عدم القدرة على الاستجابة مع المثيرات عندما تتكرر المثيرات الشرطية عدة مرات، دون دعم من المثيرات الطبيعية، ولدى سكينر الابتعاد عن المثير الإيجابي والاتجاه للسلبي يؤدي في النهاية للتوقف عن الاستجابات، وهذا ما يجعل عملية التعليم غير مجدية بعد ذلك.

  • مبدأ التدعيم

    : وهو تعزيز الاستجابة من خلال تقديم المكافآت.

  • الاسترجاع التلقائي

    : هو ظهور الاستجابة الشرطية بعد فترة من عدم وجود أو تقديم أي تعزيزات.
أوجه الاختلاف
  • المتعلم عند بافلوف يتخذ الطابع السلبي أي إنه لا يستجيب إلا في وجود معزز، لا استجابة دون تعزيز.
  • الاستجابة الشرطية من خلال التجارب الخاصة بهذا النوع من التعلم تكون لا إرادية، تكون من خلال المثيرات.
  • التعزيز يأتي قبل الاستجابة وليس بعدها.
  • المتعلم عند سكينر إيجابي أي أنه يستجيب من داخله دون وجود مثيرات أو عوامل تعزيز، ونتيجة لتفاعله تظهر عوامل التعزيز.
  • الاستجابة الشرطية في تجارب سكينر إرادية نابعة من الكائن الحي نفسه بدون مثيرات.
  • التعزيز يأتي بعد الاستجابة ورد الفعل مباشرةً. [3] [4]

التعليم المبرمج عند سكنر

من التطبيقات التربوية المميزة أو نتائج

نظرية سكينر

عن التعلم الإجرائي الشرطي، هو ظهور استراتيجية التعليم المبرمج التي يصبح فيها المعلم هنا مجرد برنامج إلكتروني، ويكون المتعلم إيجابياً يتفاعل معه دون انتظار تدعيم أو مثيرات، والأسس لتي يقوم عليها التعليم المبرمج هي:

  • إضفاء المرونة على المادة العلمية بحيث لا تكون شديدة الصعوبة أي صعبة الفهم أو شديدة السهولة بدرجة لا تمكن الطالب من الاستفادة، ذلك في جميع المراحل الدراسية.
  • تقسيم أي مادة علمية لأجزاء متناسقة وصغيرة في الحجم، من أجل استيعاب وإدراك مضمون للمادة باختلاف نوعها.
  • التغذية الراجعة في حالة الرسوب أو الفشل في عملية التعلم.
  • وجود وسائل معززة بشكل مستمر طوال حدوث عملية التعلم.
  • وجود عوامل جذب وترغيب للمتعلم في المتابعة والفهم.
  • إمداد المتعلم بالنتائج الفورية المتعلقة باستجاباته وردود أفعاله، لتعزيز عملية الإدراك والفهم.

تجارب سكنر في تعلم اللغة

  • التجربة التي استخدمها سكينر في تعلم اللغة.
  • التطبيقات التربوية.


التجربة التي استخدمها سكينر في تعلم اللغة

: قام سكينر بتسجيل الكثير من الأحاديث لأشخاص مختلفين بأصوات متنوعة، ثم عرضهم على مجموعة من المشاركين، بعض هذه العبارات يتم تكرارها بشكل مستمر، والبعض الآخر لا يتكرر كما أنه ليس له معنى، بعد فترة من سماع التسجيلات وجد أن المشاركين تعلموا وفهموا الألفاظ المكررة ذات المعنى، أما الأخرى تعرضت للإنطفاء أي الإهمال وعدم التعلم، لذلك أصبحت وسيلة تكرار الكلمات بشكل معين، هي التي يتعلم من خلالها الطفل الألفاظ اللغوية.


التطبيقات التربوية

: من هنا توصل سكينر أن تعلم اللغة يقوم على عدة أسس وخطوات منها:

  • تقسيم المادة العلمية إلى خطوات صغيرة مع التكرار ليستوعبها الدارس.
  • وجود وسائل المدح والمكافآت لتعزيز عملية الفهم والإدراك.
  • عدم اللجوء لوسائل العقاب أو الانفعال، ثم إهمال كل المعلومات أو الخبرات غير الضرورية، أي استخدام مبدأ الإنطفاء في هذه الجزئية.  [1]