ما الاصل في جميع الاطعمه والاشربه

الاصل في جميع الاطعمه والاشربه



الإباحة إلا الذي ثبت بتحريمه مثل الخمر والميتة والدم والخنزير وغيرها من المسكرات والأنجاس وكل ما فيه ضرر.

فقد خلق الله تعالى كل ما في الأرض للإنسان حتى ينتفع بها في غذاء أو غيره فقد قال تعالى (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) سورة الأنعام آية 145 وقد امتن الله تعالى على الإنسان بأن وضع له في الأرض جميع أرزاقه من القوت فقد قال تعالى (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) سورة الرحمن آية 10 وقال أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ) سورة البقرة آية 173 فقد أباح الله تعالى للمسلمين الأكل من الطيبات وكل شئ لم يحرم عليهم إلا ما تم ذكره وعَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كان أهلُ الجاهليَّةِ يأكُلونَ أشياءَ ويَترُكونَ أشياءَ تقَذُّرًا، فبعَثَ اللهُ تعالى نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنزَلَ كِتابَه، وأحَلَّ حَلالَه، وحَرَّمَ حرامَه، فما أحَلَّ فهو حلالٌ، وما حَرَّمَ فهو حرامٌ، وما سكَتَ عنه فهو عَفْوٌ، وتلا: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلى آخِرِ الآيةِ.[1][2]

حكم الاسراف في الطعام والشراب



مذموم ومنهي عنه.

حيث أن القاعدة الأساسية التي تحدث عنها الله تعالى في كتابه العزيز (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف آية 31 حيث أن الطعام والشراب وسيلتان للعيش وليس غاية فهو ضروري لحياة الإنسان وقد جعل الله سبحانه وتعالى الطعام غريزة لدى الإنسان ولكن المسلم الذي يعيش فقط من أجل التمتع بالطعام والشراب فقد شبهه الله سبحانه وتعالى بالأنعام كما أنها صفة من صفات الكافرين فقد قال تعالى (والذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم)، سورة محمد آية 12، حيث أن الأصل من الغذاء أن يعطي للجسم الطاقة الكافية التي يتم يستخدمها في تعويض الأنسجة التالفة وفي الحفاظ على حرارة الجسم وكان الاعتدال في الطعام والشراب واقعاً في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً حيث قال (ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بدَّ فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) ومما لاشك فيه أن احتياجات الإنسان من العناصر الغذائية (البروتين والدسم والسكر) تختلف باختلاف جنسه وسنه وعمله.[3]

سنن الطعام والشراب

  • التسمية قبل البدء في تناول الطعام.
  • أن يأكل الإنسان مما يليه.
  • إذا وقعت اللقمة على مائدة الطعام فيجب أن يأخذها ثم إماطة ما بها من أذى وتناولها.
  • لعق الأصابع.
  • أن يأكل الإنسان بثلاث أصابع.


التسمية قبل البدء في تناول الطعام

: اختلف الفقهاء في حكم السنة فبعضهم أجمع على أنها واجبة والبعض الآخر قال أنها سنة ولكن يجب على المسلم ألا ينساها وإذا نسيها فلا بد أن يقول عندما يتذكرها (بسم الله أوله وآخره) وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذَا أكَلَ أحَدُكُم فَلْيَذْكُرِ اسْمَ الله، فإنْ نَسي أنْ يَذْكُرَ اسْمَ الله في أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله أوَّلَهُ وَآخِرَهُ) ويجب على الإنسان أن يأكل باليد اليمنى حتى لا يتشبه بالشيطان الذي يأكل ويشرب باليد اليسرى وكما أن الشيطان يشاركه في الطعام إذا لم يبدأ بالتسمية حيث عن حذيفة رضي الله عنه قال (كُنَّا إِذَا حَضـرنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَاماً لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا، حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإنَّا حَضـرنَا مَعَهُ، مَرَّةً طَعَاماً، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشـيطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ، وَإنَّهُ جَاءَ بِهذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بِهذَا الأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسـي بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا) وقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلاَ يَشـربَنَّ بِهَا، فإِنَّ الشـيطَانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ وَيَشـربُ بِهَا». قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا: «وَلاَ يَأْخُذُ بِهَا وَلاَ يَعْطِي بِهَا).


أن يأكل الإنسان مما يليه

: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل مما يليك) حيث أن الأكل من موضع صاحبه يعتبر سوء عشرة وليس من المروءة في شئ فقد يستاء صاحبه من ذلك.


إذا وقعت اللقمة على مائدة الطعام فيجب أن يأخذها ثم إماطة ما بها من أذى وتناولها

: حيث أن ذلك هو تطبيق للسنة أن تقوم بأخذ اللقمة التي وقعت ثم إماطة ما بها من أذى وأكلها ففي هذا خزي للشيطان أيضاً الذي يكون شديد الحرص على أن يشارك الإنسان فيما يأكل حتى لو كانت لقمة ساقطة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الشـيطَانَ يَحْضـر أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شـيءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضـرهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذَىً، ثُمَّ لْيَأْكُلْهَا، وَلاَ يَدَعْهَا لِلشـيطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ) ونجد أن الشيطان يريد أن يشارك الإنسان في كل شئ من أجل أن يفسد حياته وينزع منها البركة.


لعق الأصابع

: المقصود بكلمة لعق هو لحس الأصابع بطرف اللسان وفي ذلك تطبيق للسنة فليس من السنة أن يقوم الإنسان بمسح أصابعه باستخدام المنديل أو غير ذلك فعن جابر رضي الله عنه قال (وَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ) وعن ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، أَوْ يُلْعِقَهَا).


أن يأكل الإنسان بثلاث أصابع

: ففي ذلك تطبيق للسنة أيضاً حيث عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها) والثلاث أصابع هم الإبهام والوسطى والسبابة لأن تلك الأصابع تدل على التواضع أما في حالة إذا كان الطعام لا يكفي فيه ثلاث أصابع مثل الأرز مثلاً فلا بأس أن يقوم الإنسان باستخدام أكثر من ذلك ويجب على الإنسان أن يحافظ على كل الطعام سواء كان لقمة ساقطة أو كان الطعام على إصبعيه أو كان أسفل القصعة وذلك حتى تحدث له البركة مما يزيد في رزقه ويسلم من الأذى ويصبح قادراً على طاعة الله، ومن السنة ألا يترك الإنسان شيئاً في حافتة التي يأكل منها فقد قال أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بنسلت القصعة.[4]