دعاء ركوب السيارة الجديدة
دعاء ركوب السيارة الجديدة
(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ).
يتسائل الحريص على مرضاة ربه في كل موضع عن الدعاء المناسب لكل حدث جديد في حياته، وشراء سيارة جديدة هو من أسعد الأحداث حيث أنها سهَّلت عليها التنقلات وصلة الأرحام، ولكن لم يكن هناك سيارات في زمن رسول الله فكيف يكون هناك دعاء لركوب السيارة؟ وهنا يأتي دور القياس حيث أن السيارة تحملك من مكان لمكان وهذا عمل البعير والدواب، قال ابن القيم رحمه الله : (قد استقرت شريعته سبحانه أن حكم الشيء حكم مثله، فلا تفرق شريعته بين متماثلين أبدا، ولا تجمع بين متضادين فبحكمته وعدله ظهر خلقه وشرعه، وبالعدل والميزان قام الخلق والشرع، وهو التسوية بين المتماثلين، والتفريق بين المختلفين).
سُخرت لنا الأنعام والدواب، وكذلك سُخرت لنا السيارات لنتنقل بها من مكان لمكان، وقد خلق الله الدواب وخلق الإنسان ورزقه العلم والقدرة على صنع السيارات، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : (
إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، أَوْ خَادِمًا، أَوْ دَابَّةً، فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ)، وهذا دعاء نبينا صلَّ الله عليه وسلم عند ركوب الدابة الجديدة، قال تعالى : (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)، فكل ما رُكب للتنقل يأخذ نفس الحكم، وهو مُسخر لخدمة الإنسان.
دعاء ركوب السيارة
(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ).
روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ:
سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ
، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ:
آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[1][2]
دعاء لمن سكن بيت جديد
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
جعل الله لنا البيوت لنسكن بها ونحتمي بجدرانها وأوحى إلى عبده ورسوله أن يخبرنا ما نقول عند دخولنا وخروجنا منها حتى يحفظها ويحفظنا الله بحفظه،
روى مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنهما قالت : (سمعت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول : من نزل منزلاً ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)، وعليك أخي المسلم أن تقول هذا الدعاء عند نزولك بأي منزل سواءًا كنت سوف تقيم به دائمًا أو تنتوي الرحيل عنه، وسواءًا كان ملكك أو لم يكن.
يستحب أن تتلو الأدعية عند دخولك منزلك أو خروجك منه كما كان يفعل نبينا وحبيبنا صلَّ الله عليه وسلم، عند دخولك بيت لأول مرة أو بعد غياب يستحب أن تدعو الله بهذا الدعاء : (اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا)، كما يستحب قراءة
سورة البقرة
لتحصين المنزل من الشياطين وطرهم منه فقد قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).[3]
يجب على كل مسلم ذكر الله عند كل موضع ليحتمي بذكره، ويركن إليه سبحانه، عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلَّ الله عليه وسلم يقول : (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهٌ فَذَكَرَ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ وَعِندَ طَعَامِهِ، قَالَ الشََّيطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُم وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيطَانُ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ، وَإِذَا لَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ).[4]
دعاء شراء ولبس الثوب الجديد
(اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له).
نحمد الله الذي رزقنا وكسانا بلا حول منا ولا قوة، فقد عصيناه ولم يكشف عوراتنا ويفضح سرنا، علينا حمد الله ودعائه عند كل عطية وعند كل إبتلاء، جاء في فتح الباري للحافظ
ابن حجر،
وجاء أيضا فيما يدعو به من لبس الثوب الجديد أحاديث منها ما أخرجه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وصححه من حديث أبي سعيد : (كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة، أو قميصا، أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له).
شرح الشيخ
ابن عثيمين في رياض الصالحين الحديث قائلًا
: (
فإذا من الله عليك بلباس جديد : قميص، أو سروال، أو غترة، أو مشلح أو نحوها ولبستها فقل : اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه (وتسميه باسمه)، اللهم لك الحمد، أنت كسوتني هذا القميص، أنت كسوتني هذا السروال، أنت كسوتني هذه الغترة، أنت كسوتني هذه الطاقية، أنت كسوتني هذا المشلح، أي شيء تلبسه وهو جديد، فاحمد الله قل : اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له)، ويستحب أن تقول هذا الدعاء عند لبس الثوب الجديد والقديم، وعند تملك الثوب وإن لم يكن جديدًا.[5]
دعاء حفظ النعمة
(ماشاء الله لا قوة إلا بالله).
كان السلف الصالح يتأولون قول الله تعالى في قوله : (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)، فكانوا إذا دخلوا بيوتهم ورأوا من النعم التي أنعم الله بها عليهم قالوا : (ماشاء الله لا قوة إلا بالله) ليحفظ الله عليهم ما رزقهم إياه، أخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قرأ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه).
قال الجصاص في الأحكام : (
وقد أفاد أن قول القائل منا : ما شاء الله ينظم رد العين، وارتباط النعمة، وترك الكبر لأنه إخبار أن صاحب الجنة لو قال ذلك لم يصبها ما أصابها
وعلى هذا فمن أراد أن يحصن ماله ويشكر نعمة ربه عليه ويتواضع له فليقل كما قال القرآن الكريم وكما كان السلف الصالح يقولون).[6]