اول من استعمل التاريخ الهجري
اول من استعمل التاريخ الهجري
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
هو اول من استعمل التاريخ الهجري .
إن اول من استعمل التاريخ الهجري هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان هذا في العام السابع عشر للهجرة وقيل في العام السادس عشر، فقد أخرج الحاكم عن الشعبي أن أبا موسى كتب إلى عمر -رضي الله عنه-: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الناس ليقترحوا موعد بداية التأريخ، فكان رأيه بعد الشورى أن الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا اختلفوا على شهر البداية، فكان رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد الشورى: أن يقع الاختيار على محرم، فإنه منصرف الناس من حجهم. [1]
سبب نشأة التاريخ الهجري
علمنا أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو اول من
استعمل التاريخ الهجري، ويرجع هذا إلى
الحاجة إلى تاريخ لتدوين
الدواوين
، ووضع الأخرجة والقوانين، وكتابة المراسلات بين الخلفاء والولاة وقادة الجيش،
وقيل في إحدى الروايات أنه قد رُفع إلى أمير المؤمنين عمر (صك) -أي: حجة- لرجل على آخر وفيه: إنه يحل عليه في شعبان، فقال عمر: “أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها أو السنة الماضية، أو الآتية؟”.
وقيل أيضاً في رواية أخرى أن أبو موسى الأشعري كتب إلى عمر: “إنه تأتينا منك كتب ليس لها تأريخ”، وقد كان أبو موسى في ولايته على البصرة جاراً لإمبراطوريتين عظيمتين هما الإمبراطورية الفارسية شرقاً والرومانية غرباً، ولعله اطلع على أهمية أمر التأريخ في المراسلات، فلفت نظر أمير المؤمنين إلى ذلك.
نشأة التاريخ الهجري
كان اول من
استعمل التاريخ الهجري هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وذلك بسبب ما وجده من مشاكل نتيجة عدم التأريخ، فجمع الصحابة -رضي الله عنهم جميعاً- واستشارهم في وضع تأريخ للناس يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرخوا كتاريخ الفرس؛ ولكن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كره ذلك، فقد كان الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد، فإذا قام ملك محى تقويم من كان قبله،
وقال قائل: أرخوا بتاريخ الروم، ولكن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كره ذلك، فقد كانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فلبس المقدوني.
وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال آخرون: بل بمبعثه، وآخرون: بل بهجرته،
وآخرون: بل بوفاته، فمال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى التأريخ بالهجرة؛ لظهوره واشتهاره، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة فوجدوه عشر سنين، فكُتب التأريخ من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبذلك أصبح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اول من استعمل التاريخ الهجري .
ما قبل التاريخ الهجري
منذ قديم الزمان، ولكل أمة تقويمها التي تؤرخ به الأيام، فمنهم من استمر تاريخهم إلى الآن، ومنهم من انقطع بتأريخ آخر، ودائماً تكون بداية التأريخ مرتبطة بأحداث عظيمة مرت بها الأمم؛ مثل: مبعث نبي، قيام ملك، انتشار وباء، أو قيام دولة وهكذا، وقديماً كان العرب يؤرخون ببناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة، حتى طال الأمد فأرخوا بعام رئاسة عمرو بن ربيعة المعروف بعمرو بن لحي، وهو الذي يقال: إنه بدّل دين إبراهيم.
ثم أرخوا بعام موت كعب بن لؤي إلى عام الغدر، وهو الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك حمير إلى الكعبة من الكسوة، ووثب بعض الناس على بعض في الموسم، ثم أرخوا بعام الغدر إلى عام الفيل، ثم أرخوا به إلى تاريخ الهجرة، وبعض العرب كانوا يؤرخون بالوقائع المشهورة والأيام المذكورة الكائنة بينهم، كالتي لقريش مثل يوم الفِجار وحلف الفضول.
وقد ورد أن المسلمين أطلقوا أسماء على السنوات التي عاشها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، فقال المطهر المقدسي: “وكانت سنين الهجرة عشر سنين: السنة الأولى سنة الهجرة، والثانية سنة الأمر بالقتال، والثالثة سنة التمحيص، والرابعة سنة الترفيه، والخامسة سنة الزلازل، والسادسة سنة الاستئناس، والسابعة سنة الاستغلاب، والثامنة سنة الاستواء، والتاسعة سنة البراءة، والعاشرة سنة حجة الوداع، ثم توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنة إحدى عشرة من الهجرة، وبعد ذلك أصبح عمر بن الخطاب -رضي الله عليه وسلم- اول من استعمل التاريخ الهجري . [2]
أول شهور السنة الهجرية
اجمع المسلمون على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة، وكانوا مختلفين في الشهر الذي تبدء به السنة، فقال قوم: تبدء السنة من رجب، وقال قائل: من رمضان، فقال
عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعاً-
: أرخوا
بداية بمحرم
فإنه شهر حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج.
اتفق المسلمون بعد المشاورة على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة، وجعلوا أولها من المحرم، وذلك لأن أول شهور العرب المحرم، فقال ابن
الجوزي
: “ولم يؤرِّخوا ببعث النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن في وقته خلافاً، ولا من وفاته لما في تذكره من التألم، ولا من وقت قدومه المدينة، وإنما جعلوه من أول المحرَّم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه، إذِ البيعة كانت في ذي الحجة وهي مقدمة لها وأول هلال هل بعدها المحرَّم، ولأنه منصرف الناس من حجهم فناسب جعله مبتدأ”.
سبب تسمية أشهر السنة الهجرية بهذا الاسم
- سبب تسمية محرم.
- سبب تسمية صفر.
- سبب تسمية ربيع الأول.
- سبب تسمية ربيع الآخر.
- سبب تسمية جمادي الأولي.
- سبب تسمية جمادي الآخرة.
- سبب تسمية رجب.
- سبب تسمية شعبان.
- سبب تسمية رمضان.
- سبب تسمية شوال.
- سبب تسمية ذو القعدة.
- سبب تسمية ذو الحجة.
بعد معرفتنا أن اول من استعمل التاريخ الهجري هو سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، علينا معرفة ما هي سبب تسمية
أشهر السنة الهجرية
بهذا الاسم، فكلاً من (محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادي الأولي، جمادي الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) أسماء لها معنى وسبب.
سبب تسمية محرم:
هو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم، وقد سُمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
سبب تسمية صفر:
سُمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والتجارة.
سبب تسمية ربيع الأول:
سُمي بذلك لارتباعهم فيه، والِارْتِبَاع هو: الإقامة في عِمَارَة الربيع.
سبب تسمية ربيع الآخر:
(أو ربيع الثاني) سُمى بذلك لأنه تبع الشهر الذي قبله المسمى بربيع الأول.
سبب تسمية جمادي الأولي:
سُمي بذلك لجمود الماء فيه ووقوعه في الشتاء وقت التسمية، وقال
السخاوي
: “وقد يذكر أو يؤنث، فيُقال: جمادي الأولى والأول، وجمادي الْآخِر وَالْآخِرة”.
سبب تسمية جمادي الآخرة:
(أو جمادى الثانية) سُمى بذلكَ لأنه تبع الشهر الذي قبله والمسمّى بجمادى الأولى.
سبب تسمية رجب:
من التَّرْجِيبِ وهو التعظيم، وهو من الأشهر الحرم.
سبب تسمية شعبان:
لأنه شعب -أي: فرق- بين رجب ورمضان، وقيل: لأن القبائل كانت تتشعب فيه للحرب والغارات بعد قعودهم في شهر رجب.
سبب تسمية رمضان:
من شدة الرَّمْضَاء، وهوَ الْحُرُّ.
سبب تسمية شوال:
سُمي بذلك لأن الثمار والزروع كانت تجف عندهم في هذا الشهر، ويقال: من شَالَتِ الإبل بِأَذْنَابِهَا إذا حملت، أي: نقص وجف لبنها، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
سبب تسمية ذو القعدة:
وهو من الأشهر الحرم: سُمى بذلك لقعودهم فيه عن القتال والترحال.
سبب تسمية ذو الحجة:
من الأشهر الحرم، وسُمى بذلك لأن العرب قبل الإسلام كانوا يذهبون للحج فيه. [3]