ابرز طرق انتقال الحضارة الاسلامية الى اوروبا والعالم


ابرز طرق انتقال الحضارة الاسلامية الى اوروبا والعالم


  • الفتح الإسلامي.

  • الثقافة الأندلسية.

  • الإمبراطورية العثمانية.

  • التجارة بين العالمين الأوروبي والإسلامي.


الفتح الإسلامي:


امتد الفتح الإسلامي خارج شبه الجزيرة العربية حتى وصل إلى أوروبا بعد مرور عدة قرون، وبسبب هذا الفتح الإسلامي تم محو الحدود الوطنية التي كانت تفصل بين البلدان وبعضها، وأصبحوا متحدين لغويًا وسياسيًا وفكريًا، لكن وصلت حدود هذا الفتح إلى الأندلس في أوروبا وإلى الهند في آسيا، وعاد الترابط بين بلاد المسلمين مثلما كان عليه الوضع على عهد إسكندر االأكبر، ويرجع الفضل الأكبر في نشر الحضار الإسلامية وانتشارها إلى جهود الدولة العباسية في دعم علماء المسلمين والاهتمام الدائم بتطوير هذه العلوم التي أقيم عليها جميع العلوم في العالم أجمع، حتى وإن حاول البعض طمس هذه الحقيقة ستظل الدولة الإسلامية هي الرائدة في جميع العلوم والتي بني عليها ما عليه العلم الآن.


الثقافة الأندلسية:


إن للثقافة الأندلسية دور كبير وبصمة قوية تركتها على المجتمع الأوروبي، حيث تعتبر الأندلس هي حلقة الوصل التي أوصلت العالمين ببعضهما البعض، مما انعكس على الكثير من المظاهر والتي تتمثل إحداها في الدستور الأوروبي ولكنهم حتى لا يعترفون بذلك، ولقد حدث هذا الترابط بين العالمين من خلال تبادلهم التجارة ومشاركة الأفكار، فلقد كانت الأندلس موقع بارز في أوروبا تعيش فيه مختلف الثقافات والديانات، لكن كان الإسلام مسيطر عليها جميعها، فلقد بذل أهل الأندلس مجهود كبير في ترجمة علومهم إلى أوروبا مما ساهم بشكل كبير في انتشارها انتشارًا واسعًا في شبه الجزيرة الأيبيرية وبقية أوروبا، ولقد أهتم علماء المسلمين في الأندلس بالعلوم الاجتماعية والطبيعية من قبل علماء بارزون مثل ابن خلدون والفارابي وغيرهم من العلماء. [1] [2]


الإمبراطورية العثمانية:


إلى جانب الحضارة الأندلسية كان دور الدولة في انتشار الحضارة الإسلامية في أوروبا كبير، ولقد ساهمت هذه الدولة الإسلامية العظيمة في تشكيل أحد بلاد أوروبا ثقافيًا ولغويًا وحضاريًا وهي البلقان، وذلك بسبب القوة العسكرية التي كانت تمتلكها الدولة العثمانية والتي بسببها استطاعوا غزو مقدونيا وصربيا وبلغاريا والبوسنة وألبانيا، لكن انتشار الحضارة الإسلامية وامتزاجها بهؤلاء الشعوب كان بفضل المتصوفين الإسلاميين الذين أرسلتهم الدولة العثمانية، والتي بسببها توطدت العلاقات مع بقية الممالك الأوروبية. [2] [3] [4]


التجارة بين العالمين الأوروبي والإسلامي:


كانت التجارة في العالم الإسلامي مزدهرة جدًا والتي امتدت لتصل إلى أوروبا وآسيا وذلك بفضل بعض البضائع التي كان يقتصر وجودها على العالم الإسلامي فقط، كما كان لسيطرة المسلمين على طريق الحرير دورًا مركزيًا في نشر الحضارة الإسلامية، التي كان يحملها أصحابها أينما ذهبوا، وذلك لأن قديمًا كانت التجارة مقتصرة على بعض التجار المحليين لكن حرص المسلمين على قيامهم بالتجارة بأنفسهم مما ساهم في اندماج الثقافات المختلفة وانفتاحها على بعضها البعض. [5]


أثر الحضارة الإسلامية في العالم


  • تأثير الفن المعماري الإسلامي.

  • تأثير الفلاسفة المسلمين على أسبانيا.

  • تأثير علماء الرياضة على علم الرياضة في العالم.

  • تأثير علماء المسلمين في علم الفلك والأخلاق والميكانيكا والموسيقى والطب والفيزياء.


ساهمت الحضارة الإسلامية مساهمة كبيرة في تطور الحضارة الأوروبية، وكان السبيل لذلك كلًا من صقلية وإسبانيا، ولقد تمثل آثر الحضارة الإسلامية في بعض الأمور منها ما يأتي:


تأثير الفن المعماري الإسلامي:


تمتلك الفنون الإسلامية المعمارية والهندسية أثر كبير في الفن المعماري الأوروبي وذلك منذ بداية عصر النهضة وظهر ذلك في الصقور والكنائس في إيطاليا، ليس هذا فحسب بل هناك بعض الآثار المعمارية في البوسنة والهرسك وصربيا والدول التي أثرت فيها الدولة العثمانية آثرها والتي لا زالت موجودة إلى الآن مثل مسجد فرحات باشا في بانيا لوكا (1579)، ومسجد ألادزا في فوكا (1550)، ومسجد غازي خسروبيغوفا في سراييفو (1530)، وأيضًا جسر موستار في الهرسك (1566).


تأثير الفلاسفة المسلمين على أسبانيا:


كان العالم الإسلامي حافلًا بالكثير من العلماء الكبار في مختلف العلوم، لكن بزغ نجم علماء الفلسفة المسلمين في الأندلس مثل العالم ابن رشد الذي أثر بشكلٍ كبير على توماس الأكويني الذي أعترف بذلك على نطاق واسع، ويرجح بعض العلماء أن أقدم الجامعات في أوروبا مثل بولونيا وأكسفورد قد تأسسوا في باديء الأمر على نماذج جامعات إسلامية. [3] [4]


تأثير علماء الرياضة على علم الرياضة في العالم:


جاء أكبر تأثير في مجال الرياضيات في اختراع الأرقام العربية التي يتم استخدامها إلى الآن كأرقام إنجليزية وعلماء المسلمين هم من أوجدوا مفهوم القيمة المكانية للأرقام والتي تسمح بالتعبير عن الأرقام الأولية بعدد 9 أرقام بالإضافة إلى الصفر، وبسبب ذلك المفهوم تم تبسيط العمليات الحسابية حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن وبسببه تم تطوير فروع جديد من الرياضة ليظهر لنا ما يعرف بعلم الجبر والذي كان أساسه أيضًا علماء المسلمين.


تأثير علماء المسلمين في علم الفلك والأخلاق والميكانيكا والموسيقى والطب والفيزياء:


جاء دور العلماء في العصر العباسي جليًا حيث قاموا بمساهمات كبير في علم الفلك والأخلاق والميكانيكا والموسيقى والطب والفيزياء والفلسفة والعديد من العلوم التي يمكن حصرها بهذه البساطة، ومن هؤلاء العلماء الذين كانوا أساس بيت الحكمة في الدولة العباسية ثابت بن قرة الذي قام بعملية ترجمة للعديد من العلوم اليونانية والسريانية مثل كتب أرخميدس وغيرها من الكتب التي بلغ عددها 70 كتاب، لكن لم ينتهي الأمر هنا فلقد ترك ثابت بن قرة سلالة من خلفه أكملت ما كان يعمل عليه من تراجم حتى القرن العاشر.[1]


أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا في مجال الطب


شهد مجال الطب تطور كبير بسبب أعمال العالم المسلم ابن سينا الذي ألف ما يزيد عن 16 كتاب عن الأمراض المعروفة في العالم وحتى النادر منها وطرق علاج بعضها، وأحرز تقدمًا في علم الصيدلة وفي الممارسة السريرية وأيضًا بسبب عدد من العلماء المسلمين مثل أبو بكر الرازي الذي ألف 200 كتاب عن الطب وأخلاقياته، وحسين بن إسحاق الإباضي وغيرهم.[1] [6]


كما أمتلك علماء المسلمون بصمة كبيرة في علم الطب، فلقد وضع ابن النفيس شرح مفصل للدورة الدموية قبل أن يضعها العالم ويليام هارفي بـ300 عام ، كما وضع الزهراوي وصف دقيق لاستسقاء الرأس والأمراض الخلقية وطور تقنية خياطة الجروح، كما قام العالم المسلم المنصوري كتاب مبني على الطب اللاتيني ومكون من 10 مجلدات يتكلم فيها عن الأمراض الشهيرة مثل الحصبة والجدري ولقد استمر طبع هذا الكتاب واستخدامه في العالم أجمع حتى القرن التاسع عشر الميلادي.


لقد أسس علماء المسلمين أسس ممارسة الطب، فهم أول من جاء بتطهير الجروح بالكحول، وهم أول من أنشأ المستشفيات حيث يمكن للأشخاص تلقي العلاج، فقد كان الناس قبل الإسلام يتلقوا العلاج لدى الطبيب أو لدى الكهنة والمعابد الدينية والكنائس، وهذه المستشفيات الإسلامية هي التي وضعت بعض النظم التي يمشي عليها العالم أجمع إلى الآن، مثل فصل جناح النساء عن الرجال وأهمية النظافة والتعقيم، وطريقة وضع سجلات طبية، وأنشأوا الصيدليات.


انحدرت الحضارة الإسلامية التي بناها العرب بعدما جاءت قوة المغول التي اكتسحت العالم وقاموا بتدمير العالم العربي وخاصةً بغداد مركز العلوم والحضارة، وبعدها ضعفت الدولة الإسلامية بسبب الصراعات الداخلية التي نشبت بين أهلها والقوى الحاكمة. [6]