الشك في الطهر من الحيض
الشك في الطهر من الحيض
الشك في الطهر من الحيض هو شعور قديم كان يراود النساء منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام، حتى أن بعض النساء كانوا يبالغن في شكوكهن، ويدخلن قطنه في الفرج لرؤية الجفاف، أو بلغ فيهن الشك إلا إشعال مصباح لرؤية الطهر في جوف الليل، لكن السيدة عائشة كانت تعيب عليهنَ هذه الوسوسة، وهذا الشك، فالأمر طبيعي ويحدث لجميع النساء ولا يستدعي كل هذا القلق.
الشك في الطهر أصله بقاء الحيض، ولا يتوجب على المرأة في هذه الحالة قضاء الصلوات، وما دامت المرأة تشك في الطهر في تكون في فترة الحيض، أما المبالغة في الشك والوسوسة فلا داعي لها، والحلول التي تعين المرأة على التخلص من الشك هي معرفة أصول وقواعد الحيض مثل:
- معرفة الأصل في الدم أن يكون حيضًا إذا لم يظهر سوى ذلك
- تحري الصواب قدر الاستطاعة
- إذا كانت المرأة يغلب عليها الحيض أغلب الشهر
- إذا صعب عليها التمييز بين دم الحيض والاستحاضة، تحسب عدد الأيام، فإذا انتهت مدة الحيض الطبيعية عادةً والدم لا زال مستمرًا تغتسل وتتوضأ
الأصل أن يكون حيض:
هذا يعني أنه إذا كانت فترة حيض المرأة ستة أيام واستطال الحيض إلى سبع أو ثمانية أو تسعة أيام فهذا يعتبر حيضًا إلا في حال تغير لون الدم أو غزارته، فهذا قد يدل على سبب آخر، وإذا كانت تحيض وطهرت، ثم عاد إليها الحيضة الثانية بعد الطهر بفترة عشرة أيام، وهي في عادتها تأتيها الحيضة بعد عشرين يوم أو أكثر، وكانت الحيضة هذه لا تختلف عن الحيض السابق في الكمية والرائحة واللون، فتعتبرها المرأة في هذه الحالة حيضًا، ولا تصلي وتذهب عنها الشك، لأن هذه الحيضة المبكرة يمكن أن تكون نتيجة لمزاج، أو اضطرابات في حياة المرأة ونومها، أو الزواج أو أدوية معينة.
تحري الصواب قدر الاستطاعة:
الله عز وجل لم يكلفنا بما لا نطيق، فهذا يعني أنه على المرأة الحائض أن تبذل جهدها في تحري الطهارة لكن دون أن يكلفها ذلك راحتها الذهنية أو اللجوء لأساليب غريبة، لأن ليس هذا هو المقصود بالطاعات المكلفة، فإذا ظنت المرأة أنها حائض يجب عليها تحري الصواب بقدر الاستطاعة، فإذا لم تجد دليل على الطهارة بقيت بحكم المرأة الحائض إذا اشتبهت بأن هذه الحيضة تشبه حيضتها الشائعة، وما يحدث لها شهريًا.
الحيض أغلب الشهر:
إذا كانت المرأة تحيض أغلب الشهر، فالأصل هو البراءة من الحيض، لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث فاطمة بنت أبي حبيش: (أنها كانت تستحاض فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان دم الحيض فإنه أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، وإذا كان الآخر فتوضئي وصلي)، أي إذا كان دم الحيض بحمرة أو عدم لزوجة، أو يشبه رائحة الجرح يجب عليها الصلاة لأنه ليس حيضًا، وقد يكون بسبب مرض مثل نزف الرحم. [2]
الشك في الطهر من الحيض ابن باز
الشيخ ابن باز له رأي في الشك من الطهر من الحيض يشبه ما كُتب في الأعلى، فهو يرى أن الكدرة المتصلة مع دم الحيض تعتبر حيضًا إذا كانت في فترة الدورة للمرأة، وكانت متصلة مع دم الحيض
أما إذا كانت الكدرة منفصلة عن دم الحيض، فهي لا تعتبر حيضًا، ولها أسباب عديدة قد تكون مرضية أو سليمة، وتعتبر في حكم البول، لذلك يجب أن تستمر المرأة بأداء مهامها مثل الوضوء والصلاة والصيام، لأن هذه الكدرة لا تمنع أداء الفرائض.
ويستدل الشيخ ابن باز على رأيه من قول أم عطية رضي الله عنها «كنا لا نعد
الكدرة
والصفرة بعد الطهر شيئا » والخلاصة هي أنه إذا كانت الكدرة متصلة بالحيض فهي تعتبر من دم الحيض، ولا تؤدي فيها المرأة الفرائض مثل الصلاة والصيام، أما إذا جاءت بعد الحيض فهي تعتبر استحاضة، وعليها أن تصلي وتصوم، وتحل لزوجها أيضًا. [3]
كيف اتاكد من الطهر من الحيض
علامة الطهر من الحيض هي: جفاف المحل، ورؤية القصة البيضاء، والجفاف بالكامل هو أن تدخل المرأة شيء في مهبلها مثل القطن أو شيء مشابه له، ولا يخرج الدم، والقصة البيضاء هي ماء ابيض يخرج من الرحم بعد انتهاء الحيض، وإذا رأت المرأة علامات الطهر في وقت الصلاة يجب عليها الطهارة وأداء الصلوات على وقتها، أما إذا فاتها وقت الصلاة يجب عليها أن تتطهر وتقضي الصلاة التي فاتتها.
الموضوع يسير، والله عز وجل لم يكلفنا بما لا نطيق، ولا يحتاج الأمر لوسوسة أو شك، بمعنى إذا كانت عادتك عبارة عن سبعة أو ثمانية أيام، ورأيتي فيه كدرة فهو يعتبر حيض لأنه متصل بدم الحيض، بعد انتهاء فترة الحيض الطبيعية شهريًا لديك، إذا رايتي صفاء تغتسلي، وإذا عاودك الدم تعودي حائضًا، حتى ينقضي ما بمجموعه خمسة عشر يومًا، واستمرار الدم بعدها لا يعني حيض إطلاقًا، ويجب على المرأة البحث عندها بأسباب النزف المستمر لديها، لأن الدم بعد انتهاء فترة الحيض وانقضائها له حكم الاستحاضة. [1] [4]
حكم الصلاة عند الشك في الطهر من الحيض
أكثر مدة للحيض هي خمسة عشر يومًا، فإذا زاد الدم أكثر من هذه المدة فهي استحاضة، ويجب عليك أن تؤدي الفرائض وتصومي وتصلي، وتقومي بما تقوم به المستحاضة، وهو الوضوء استعدادًا لكل صلاة.
قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]، فإذا كانت الصفرة والكدرة في وقت الحيض فهي تعتبر حيضًا، أما إذا انتهت مدة الدورة الشهرية للمرأة مثل أنها تكون عادةً سبعة أيام، بعد ذلك إذا رأت الطهر، يجب عليها الاغتسال والطهارة والصلاة، وإذا عاودها الحيض تعتبر حائضًا لمدة لا تزيد عن خمسة عشر يومًا، وتقوم في هذه المدة بالاغتسال عند رؤية الطهر.
بعض العلماء أجازوا الانتظار بعد انقطاع الدم ليوم كامل، أو نصف يوم للتحقق من الطهر، إذا كان ذلك في زمن العادة، وليس بعد مرور خمسة عشر يومًا من الحيض، لأن المرأة تصبح مستحاضة في ذلك الوقت، وعليها الصلاة والصيام والطهارة، وتحل لزوجها إذا كانت متزوجة. [5]
أقل مدة الجفاف في الطهر من الحيض
إذا كانت المرأة تطهر بالجفاف، ورأته بعد انتهاء العادة واغتسلت، وصلت ولم تتنظر انتهاء يومًا كاملًا للتأكد، فهذا صحيح، وبالمثل إذا رأت قصة بيضاء فتطهرت وصلت، لأن من علامات الطهر الجفوف، والقصة البيضاء
أي يمكن للمرأة الطهارة إذا رأت الجفاف، دون أن تنتظر فترة ، فإذا رأت دمًا عادت حائض، ولكن بعض العلماء أجازوا لها أن تنتظر يوم ونصف اليوم حتى تتأكد من انقطاع دم الحيض، ولا يجب أن تلفت المرأة للوساوس، ويجب أن تعرض عنها وتعمل وفق القواعد السابقة. [6]