ما مكانة الصبر في الإسلام
مكانة الصبر في الإسلام انه
الصبر خلق فضيل، وقد أمرنا الله عز وجل بالصبر في الكثير من الآيات القرآنية، وبشر الصابرين ببشارات عظيمة، ومدح أهل الصبر، واعتبر بعض الصالحين أن الصبر نصف الإيمان
، قال تعالى: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، وقال سبحانه وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157].
مكانة الصبر في الإسلام عظيمة ويكفي الصبر منزلةً أن الله عز وجل يقف مع الصابرين، وابن مسعود قال أن الصبر هو نصف الإيمان، واليقين هو الإيمان كله، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر.
والصبر هو أعلى مقام يجب أن يصل إليه الإنسان، والصبر يكون واجب في بعض الأحيان، ويكون في أحيان أخرى خير يثاب عليه الإنسان، فالصبر واجب على المعاصي، يجب أن يصبر الإنسان على شهواته ويقاومها، وهذا باب من الصبر، ويجب أن يصبر على الفرائض والطاعات لأن البعض منها أحيانًا يكون شاق على المسلم، مثل صلاة الفجر والاستيقاظ من النوم في البرد، والصبر على المصائب التي يلاقيها المسلم في حياته بشكل يومي.
الإنسان الصابر هو الذي لا يقوم بالأمور التي نهى الله عنها، مثل أن تشق المرأة ثيابها عند موت قريب منها، بل سلوك الصابر في هذه الحالة أن يعمر الإنسان قلبه بالطمأنينة، ويحتسب الأجر عند الله عز وجل، ويكتفي بالرضا والصبر على ما أصابه، فإذا رضي بالبلاء الذي أنزله الله عليه، أكرمه الله من واسع كرمه.
والمرتبة العليا من مراتب الصبر هي اعتبار أن المصائب نعمة وشكر الله عليها، وهذا من المراتب العليا التي لا يستطيع أن يقوم بها العوام، نرجو ان يجعلنا الله من الصابرين المحتسبين. [1] [2]
تعريف الصبر
تعريف الصبر هو أن يحبس الإنسان نفسه وجوارحه عن فعل أمور مكروهه، أو يحبس نفسه عن الشهوات ويلتزم بالطاعات حتى لو شق عليه ذلك في البداية
، والصبر، والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر، والمسلم المؤمن بأقدار الله هو الذي يصبر على البلاء، ويدرك أنه اختبار من الله عز وجل، قال تعالى في سورة المعارج (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً)، والصبر الجميل هو من المراتب العليا من الصبر ولا يكون فيه شكوى للعباد، بل يشتكي الإنسان لله ويرجو منه فقط أن يزيل عنه البلاء دون أن يدرك الناس حتى أنه مبتلي
ذُكر الصبر لأهميته في القرآن الكريم في مواضع عديدة في تسعين موضع تقريبًا، وذكره النبي عليه الصلاة والسلام، والصحابة والتابعين، وكان ذكر الصبر مرةً للترغيب به، ومرةً للترهيب من تجنب الصبر وتركه، ومن وصايا لقمان الحكيم لابنه أن يصبر على المصائب، ويتوكل على الله في كل الأمور التي تواجهه، والمسلم القوي هو المسلم الصابر، فالصبر يقترن مع القوة، أما الإنسان الضعيف فهو الشخص الذي ينهار عند أول مصيبة، ويتزعزع إيمانه، ويبدأ باللجوء إلى الناس بدلًا من طلب العون من الله عز وجل. [3]
فوائد الصبر في الدنيا والآخرة
الصبر هو خلق عظيم، يرتبط بالإيمان، فلا يمكن أن نوصف شخصًا بالإيمان بدون أن يصاحب هذا الإيمان صبر على المصائب والبلوى، ومن حكمة الله عز وجل أن يبتلي الإنسان في حياته بمصائب عدة تختبر إيمانه، أو تطهره وترفعه درجات يوم القيامة، ومن فوائد الصبر
- إظهار الحاجة لله عز وجل والعبودية له دون سواه
- تكفير الذنوب والخطايا
- رفع درجات المؤمن
- الفوز رضا الله والجنة
الحاجة لله عز وجل:
الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع صوت المؤمن، فقط تكون المصائب التي يرسلها إليه وسيلة كي يتخلى الإنسان عن غروره ويكتشف ضعفه أمام هذه المصائب، فيعود إلى رشده، ويصبر على هذه المصائب ويعود إلى الله عز وجل ويعترف بضعفه أمامه، ويظهر العبودية له والحاجة إليه، فيكشف عنه الضر ويرفع درجاته
تكفير الذنوب والخطايا:
المصائب والأمراض التي تقع بالمسلم بمثابة الماء الذي يغسل ذنوبه وخطاياه، فعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد به الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة» فلو افترضنا أن الإنسان ارتكب في حياته الكثير من الذنوب وغفل عن طاعة الله وأنسته الدنيا ذكر الله، فالله عز وجل لرحمته بالعباد ينزل عليه المصائب حتى يعود الإنسان إلى رشده ويتوب ويتذكر أن الله عز وجل قادر على سلبه النعم الموجودة لديه، وهذا يكون باب من أبواب رحمة الله إذا تأمل الإنسان الحكمة من ورائه
رفع درجات المؤمن
: الصبر من أعلى مراتب الإيمان، والله عز وجل ذكر في القرآن الكريم أنه يحب الصابرين، وبشر الصابرين بالفوز برضا الله ورفع الدرجات أو التكفير عن الذنوب
الفوز رضا الله ودخول الجنة
: الإنسان عندما يرضى بما قسمه الله ويلتجأ إلى الله وحده ويعترف بضعفه أمامه، ويستشعر نعم الله جميعها، فإن الله يرضى عنه ويدخله الجنان. [4]
حكم الصبر في الإسلام
الصبر واجب على المسلم، فيجب على المسلم أن يصارع شهواته، ولو تخيلنا أن الإنسان يحكمه هواه في الدنيا فإنه سيضيع بلا محالة، فلو شقت عليه الصلوات فتركها، وشقت عليه الطاعات فتخلى عنها، وشاءت نفسه اللهو واللعب ومعاشرة النساء، وشرب الخمر، فإن هذا الإنسان يكون ضائعًا بلا محالة، لذلك ينزل الله على الإنسان المصائب والمحن، كي يخلص العبد من الكبر والزهو بنفسه وقسوة القلب، فيحفظ بذلك عبودية المؤمن، ويخلصه من هذه الشهوات المهلكة له، ولكن بعض الناس لا يصبرون على البلوى، وتزيدهم تكبرًا وغلوًا وكفرًا، فلا منجى لهم من عذاب الله يوم القيامة.
قال عليه الصلاة والسلام: (ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر)، وهذا يدل على أن الصبر خير وله عاقبة حميدة في الدنيا والآخرة، فالله عز وجل وعد المتقين الصابرين بالفوز العظيم، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]
ومن الأمور التي تساعد المؤمن على الصبر على الابتلاء عند وقوعه:
- التفكير في فضل الصبر
- اليقين أن الله ليس عنده إلا الخير، وكل شيء يقع بأمره
- استذكار نعم الله الكثيرة، وغياب واحدة منها لا يستدعي الهلع والجزع
- التفكير بثواب الصبر العظيم عند الله والتحبب في الصبر من أجل ذلك
- التفكير بصبر الأنبياء، وابتلاءاتهم الكثيرة غير المنقطعة، فالنبي يوسف عليه السلام ألقى به إخوته في غياهب الجب، والنبي يونس عليه السلام ألقاه الله في بطن الحوت، ونبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام صبر على أذى قومه طويلًا وصبر على الجوع وموت أحبائه أمامه
- اليقين بأن البلاء سيزول، وسيعود كرم الله وفضله. [5] [6]