من هو الخليفة الذي نظم الشرطة

تنظيم الشرطة من أعمال الخليفة



عمر بن الخطاب رضي الله عنه

.

يُعد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو الخليفة الذي نظم الشرطة ، إذ أن تاريخ الشرطة عند المسلمين عتيق، فهو منذ صدر الإسلام، وقد بدأ الأمر بعد أن امتدت أطراف الدولة الإسلامية، وازدادت الفتوحات، وزاد الخرج، وإنشاء الدواوين وبيت المال؛ لذلك قد كانت الدولة في حاجة ماسة إلى حراسة ليلية مستمرة.

ولهذا خصص الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي نظم الشرطة بعض الرجال لهذه المهمة، حتى يتناوبون في حراسة مؤسسات الدولة الهامة فيما بينهم، وأطلق عليهم حينها “العسس”، فلم يكن اسم “الشرطة” متداول بعد، فقد كان أول من اطلق هذا الاسم هو الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، كما أطلق على رجال الشرطة اسم “رؤساء الشرطة” أو “أصحاب الشرطة”. [1]

نظام الشرطة في الإسلام

  • الشرطة في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
  • الشرطة في عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
  • الشرطة في عصر عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
  • الشرطة في عصر الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
  • الشرطة في عصر الخلافة الأموية.
  • الشرطة في عصر الخلافة العباسية.
  • الشرطة في عصر الخلافة العثمانية.
  • الشرطة في الأندلس.

يقول بن خلدون: “إن الشرطة في الإسلام هي وظيفة دينية من الوظائف الشرعية”، فالشرطة في الإسلام هي مسئولية الحاكم وخليفة المسلمين، لهذا كان الخليفة الذي نظم الشرطة مسئولاً عن رجال الشرطة، فمن واجباته أن يحقق الأمن والأمان للناس حتى يذهبوا إلى أشغالهم وأسفارهم وتجارتهم وهم مطمئنين غير خائفين على زوجاتهم وأطفالهم.


الشرطة في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه:

كان الأمر قبل أن يضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نظام الشرطة معروفاً بما يُسمى “الحسبة” ويقتصر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك تنفيذ أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما سار أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على نفس النظام؛ إذ أمر مجموعة من المسلمين بحراسة أسواق المدينة المنورة خشية أن يهاجمها الأعراب.


الشرطة في عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:

هو الخليفة الذي نظم الشرطة، فكان يُشارف الأسواق، ويُراقب المكاييل والموازين، ويمنع إشغال الشوارع بالمجالس الخاصة، أو البروز فيها بالبناء، وكان يتفقد أحوال الرعية، وقد استعان بعبدالله بن عتبه -رضي الله عنه- لحراسة سوق المدينة.


الشرطة في عصر عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

أول من اتخذ صاحب شرطة يمشي بين يديه.


الشرطة في عصر الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:

هو رابع

الخلفاء الراشدين

، وابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وصهره، ومن أكبر العلماء بالقضاء والفقه الديني، وكان صلى الله عليه وسلم مُكلِفهُ بتنفيذ بعض الأحكام وبعض أعمال الشرطة، مثل تنفيذ حكم الإعدام في عقبة بن أبي معيط الذي أُسر يوم بدر.

وفي أثناء خلافته كان يأمر بصرف مياه المجاري عن الطريق، ووسع نطاق الشرطة فصار لها تنظيماً خاصاً؛ فشملت حراسة الأسواق ومتابعة الجرائم واكتشافها، وضبط مرتكبيها، وأطلق على رئيسها اسم “صاحب الشرطة”، فكان يختاره من علية القوم، ومن أهل العصبة والقوة.


الشرطة في عصر الخلافة الأموية:

في هذا العصر عرفت الشرطة لأول مرة نظام “المراقبة” ونظام “البطاقات الشخصية”، ونظام المراقبة هو ما نعنيه اليوم بوضع مشتبه به تحت الرقابة الشرطية، ففي عصر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وُضع في دمشق سجلاً خاصاً بالمشتبه بهم وذوي الأعمال الإجرامية، أما فيما يخص نظام البطاقات الشخصية؛ فكان من حق رجل الشرطة أن يقبض عمن يُسافر من بلد لأخرى دون أن يحمل بطاقته الشخصية التي تحدد هويته.

ليس هذا وحسب؛ بل أنهم وضعوا أيضاً نظام “استبدال الفاقد” لمن يفقد بطاقته أو تتلف منه، وكانت قيمة الاستبدال 2 دنانير، كما توسع معاوية بن أبي سفيان في تطوير أجهزة الشرطة، فأضاف إليها شرطة الحرس الشخصي، وكان أول من اتخذ الحرس في الحضارة الإسلامية؛ وخاصة وقد اغتيل زعماء الدولة الإسلامية قبله: عمر، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم جميعاً.


الشرطة في عصر الخلافة العباسية:

في هذا العصر توسع نشاط الشرطة نتيجة توسع الدولة الإسلامية، ويرجع الفضل في هذا التطور إلى الخليفة الذي نظم الشرطة ، فكان أصحاب الشرطة يختصوا ببعض أعمال القضاء، كما عرفوا في هذا العصر “نظام المباحث” فكان خليفة البلاد حينها يُجند إناساً ليأتوه بأخبار اللصوص وقطاع الطرق وكذلك معارضيه السياسيين.

وقد عرفوا أيضاً نظام “المرشدين والمخبرين”، بل كانوا يختارونهم من أصحاب السوابق لسابق اختلاطهم بالمجرمين، وكان يُطلق عليهم اسم “التوابين” نسبة إلى توبتهم، ومنهم من وصل لمنصب “صاحب الشرطة”، كما أنفقت الدولة على بناء السجون من بيت المال؛ وأنفقت أيضاً على المساجين، وراعت أحوالهم؛ فنجد اقتراح القاضي أبو يوسف على

هارون الرشيد

، بتزويد المساجين، بحُلَّة قطنية صيفًا، وأخرى صوفية شتاءً.


الشرطة في عصر الخلافة العثمانية:

في هذا العصر كان صاحب الشرطة يُدعى “الوالي”، وكان النظام ممتداً لنظام الشرطة في العهد العباسي.


الشرطة في الأندلس:

بعد أن فهم المسلمون أمر الشرطة من الخليفة الذي نظم الشرطة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ابتكر الأندلسيون لمنصب صاحب الشرطة قسمين مهمين؛ الأول: سُمي “بالشرطة الكبرى”، وكان هدفها الضرب على أيدي أقارب السلطان ومواليه وأهل الجاه، ولا شكَّ أن ابتكار هذا المنصب يدلل على أن الحضارة الإسلامية حضارة تحترم القوانين التشريعية، والأعراف المجتمعية، لا فرق فيها بين غني أو فقير، أو بين رئيس ومرؤوس؛ أما القسم الثاني سُمي  “الشرطة الصغرى”، وهي مخصَّصَة لعامَّة الناس. [1] [2] [3]

بعض قادة الشرطة في التاريخ الإسلامي

  • قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنه-.
  • خارجة بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-.
  • مصعب بن عبدالرحمن بن عوف الزهري -رضي الله عنه-.

بعد أن وضع الخليفة الذي نظم الشرطة النظام الذي يسير عليه الأمر؛ بدأ المسلمون في التحري عند اختيار قادة الشرطة، إذ يجب أن يكونوا ذو بأس، وشدة، وحزم، وعلم، وذو شخصية بين أهله وقبيلته، وأن يكون هذا القائد حكيماً، وورعاً، وتقياً، وعادلاً بين الناس، لا يخاف لومة لائم، ومطيعاً لأولي الأمر، وجريئاً في تنفيذ أحكامه، يرعى خدمات الناس ويحرسهم.


قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنه-:

كان داهية العرب، وذو رأي، وخبرة، ومكيدة في الحرب.


خارجة بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-:

كان من الشجعان، ويُعد  بألف فارس، أمد به عمر بن الخطاب عمراً بن العاص فشهد معه فتح مصر وولي شرطته.


مصعب بن عبدالرحمن بن عوف الزهري -رضي الله عنه-:

ولاه مروان بن الحكم، وقد كان حازماً، ومتحرياً للحق والعدل، وقد بقى صاحباً للشرطة حتى تولى عمرو بن سعيد؛ فاستبدله بالزبير بن العوام -رضي الله عنه-. [1] [2]