ما هي دوافع الكشوف الجغرافية

من دوافع الكشوف الجغرافية


هناك الكثير من الدوافع التي حفزت الأوربيون لفحص البيئة الجغرافية ومنها :



  • دوافع علمية

    :

    للتأكد من أن كوكب الأرض كروي أم لا.


  • دوافع دينية

    :

    تتمثل في نشر الدين المسيحي في العالم.


  • دوافع اقتصادية

    :

    وهي البحث عن طرق للتجارة لا تمر في البلاد العربية، والسيطرة على مناطق جديدة لتوسيع الممتلكات الخاصة، والحصول على الكثير من الذهب لتحسين الوضع الاقتصادي، والتخلص من سيطرة الدول الإسلامية على الطرق التجارية للتخلص من قوة تلك الدول. [1]

أهمية الكشوف الجغرافية

لقد كانت الكشوف الجغرافية في القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر لها أهمية ضخمة، إذ أنها ساهمت في الدخول في العصر الحديث، كما أنها غيرت مجرى التاريخ، فقد وضعت قوة عظمى بأيدي الدول الأوروبية، وبالتالي توضح كيف استطاعت أوروبا المضي قدمًا، في حين أن دول الشرق تخلفت عنها. [2]

وقبل الكشوف الجغرافية كان الاتصال ما بين الشرق والغرب يتم عن طريق الأرض فقط، وقد واجهت صعوبات كثيرة المسافرون في قطعهم المسافات الشاسعة، كما أمضوا أغلب حياتهم محاولين الوصول لوجهاتهم، وهكذا ترتب على اكتشاف الطرق البحرية الجديدة حدوث تغييرات كبيرة في العالم.

وفي حين أنه قد تم إجراء اتصالات بالماضي، إلا أن الكثير من البلاد ظلت مثل الكتاب المغلق لأغلب الناس، ولكن خلال العصور الوسطى المتأخرة، قام العديد من الرجال الجريئين والمغامرين بالإبحار في أوروبا في وسط البحار المجهولة، وأظهروا وجود دول وقارات جديدة لم تكن معروفة من قبل.

أسباب الكشوفات الجغرافية

في سنة 1453 ميلاديًا، استولى العثمانيون على القسطنطينية والتي كانت طريق التجارة الهام إلى الشرق، وبالتالي بدأ الأتراك يسيطرون على التجارة الأوروبية، كما فرضوا رسومًا باهظة على البضائع، ومن جهة أخرى واصل التجار العرب تجارتهم بواسطة السواحل الهندية وكسبوا أرباحًا ضخمة من تجارة التوابل، ولذا اضطر الأوروبيون لمحاولة إيجاد طريقًا بديلًا للوصول إلى الشرق.

كما أن روح عصر النهضة والاكتشافات العلمية اللاحقة كانت أيضًا سببًا للاكتشافات الجغرافية، وكذلك أثارت الاكتشافات الفلكية والعلمية الأخرى أمل المغامرين في اكتشاف طرق بحرية جديدة، إلى جانب أن روايات سفر ماركو بولو ونيكولو بولو عن الصين والهند أثارت حماسًا هائلًا بين الأوروبيين، كما وصف دليل التجار كافة طرق التجارة المعروفة ما بين أوروبا والشرق الأقصى، وقد كان هناك عوامل أخرى كروح المغامرة والرغبة في الاستيلاء على أراض جديدة والتنافس على الاستكشاف بين الدول الأوروبية.

أبرز الكشوفات الجغرافية

من أبرز

الكشوف الجغرافية

كانت تلك البريطانية، إذ اكتشف الرحالة جيمس كوك (أستراليا)، وفي التالي توضيح لبعض أبرز الكشوفات الجغرافية البرتغالية والإسبانية: [3]


الكشوفات الجغرافية البرتغالية

قامت البرتغال باكتشاف أول موجة ضخمة من الحملات الاستكشافية، وكان حاكمها هنري الذي عُرف باسم (الملاح)، والذي اكتشف ماديرا وجزر الأزور، والمشروع الرئيسي لهنري كان استكشاف الساحل الغربي لأفريقيا، كما اكتشف بحارته جزر الرأس الأخضر.

وعلى الرغم من أنه قد مات عام 1460، إلا أن حماسته ظلت حافزًا للبرتغاليين لاستكشاف المزيد، وفي سنة 1487 استطاع بارثولوميو دياز الوصول للطرف الجنوبي من إفريقيا وأطلق عليها لقب (رأس العواصف) بسبب أنه تعرض لعاصفة رهيبة هناك، والتي عُرفت لاحقًا باسم (

رأس الرجاء الصالح

) والذي كان أشهر طريق تجاري في الشرق، وقد استخدم فاسكو دا جاما ذلك الطريق بنجاح ووصل إلى الهند سنة 1498، وقد كان اكتشاف فاسكو دا جاما لطريق بحري جديد يوصل للهند أهم حدث في تاريخ أوروبا وآسيا.


الكشوفات الجغرافية الإسبانية

بدأت إسبانيا في محاولتها لاستكشاف الطريق البحري للشرق، فقد خطط كريستوفر كولومبوس لأن يتم اكتشاف طريق بحري جديد إلى الشرق، لذا أبحر في الثالث من أغسطس 1492 في المحيط الأطلسي، وبعد قيامه برحلة صعبة وطويلة وصل لجزيرة من جزر الباهاما في 12 أكتوبر 1492، وكان معتقدًا بأنه وصل لشواطئ الهند، ولذا دعا كريستوفر السكان الأصليين إلى تلك الجزيرة، كما قام كذلك بثلاث رحلات واستكشف الجزر في البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، وتُعرف تلك الجزر اليوم بجزر الهند الغربية.

وفي عام 1501 اكتشف الملاح الإيطالي Amerigo Vespucci بدعم من ملك إسبانيا مناطق في أمريكا الجنوبية، إذ توصل لاستنتاج خلاصته أن ما استكشفه كولومبوس لم يكن الهند ولكنه كان “عالم جديد”، ولذا تم تسمية القارة الجديدة بأمريكا، ومع ذلك يعتبر كولومبوس هو مكتشف أمريكا.

وفي عام 1493 قام البابا ألكسندر السادس بإصدار ثورًا حتى يمنع أي نزاع ما بين إسبانيا والبرتغال في استكشاف طرق بحرية جديدة وأراضي جديدة، وشعبيا يُطلق عليه اسم الثور البابوي (رتبة البابا)، ووفقًا لهذا تم رسم خط وهمي يقوم بتقسيم الكرة الأرضية إلى الشرق والغرب، وتم إعطاء إسبانيا الحق لامتلاك الأراضي في الغرب والبرتغال على شرق خط البابا، وهكذا لم تتمكن إسبانيا من استخدام الطريق البحري عبر رأس الرجاء الصالح لتصل إلى جزر الهند الشرقية.

ولذا قامت إسبانيا بالتخطيط للوصول للشرق من خلال الإبحار غربًا، وفي العاشر من أغسطس 1519 قام فرديناند ماجلان بالإبحار بخمس سفن إسبانية وهي (ترينيداد وسان أنطونيو وكونسيبسيون وفيكتوريا وسانتياغو) من ميناء إشبيلية، وقد عبر أسطول ماجلان 373 ميلًا في ممر طويل على الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية، ويُطلق على هذا المضيق الآن مضيق ماجلان. ثم دخل في محيط كان أهدأ من المحيط الأطلسي، فأطلق عليه اسم المحيط الهادئ، وخلال عبورهم المحيط الهادئ، عانى البحارة من قلة الطعام وماء الشرب، وأخيرًا في السادس من مارس 1521، وصلوا إلى الفلبين وقتل السكان الأصليون ماجلان، أما الناجون وصلوا مع السفينة الوحيدة المتبقية

فيكتوريا

، إلى إشبيلية من خلال رأس الرجاء الصالح في 9 سبتمبر 1522، وقد كانت تلك أول رحلة حول العالم.

أثر الكشوفات الجغرافية

لقد كان للكشوفات الجغرافية الكثير من الآثار البارزة في العالم، فقد كان لها أثرًا هائلًا على الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في غالبية أنحاء العالم، وفي التالي توضيح لأهمها:

  • أدت إلى حدوث تحسن ضخم في التجارة والصناعة في أوروبا، والتي بدأت تصل إلى ما وراء المحيطات.
  • كان التوسع في التجارة بمثابة حافزًا لتحسين صناعة بناء السفن، فقد كان هناك حاجة إلى نقل كميات أكبر من البضائع في سفن أكبر.
  • مع تطور التجارة ظهرت بعض الشركات المساهمة والمؤسسات المصرفية، وقد أنشأت الشركات الأوروبية مراكزها التجارية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
  • قامت الشركات التجارية بالاستيلاء ببطء على السلطة السياسية ووضعت حكمها في مناطقها الخاصة، وأدى ذلك إلى الاستعمار والإمبريالية.
  • نمت الرأسمالية في أوروبا إلى جانب سياسة Mercantilism، ونتيجة لهذا تم استغلال المستعمرات.
  • ترتب على الاندفاع المجنون تجاه المستعمرات الجديدة إلى وجود تنافس متبادل ما بين القوى الأوروبية ونتج عنه في النهاية نشوب حروب.
  • تم اتباع نظام العبودية، إذ قام المزارعون الأوروبيون في أمريكا باستيراد العبيد الزنوج من إفريقيا ليعملوا في مزارعهم.
  • قامت الكشوفات الجغرافية بحل مشكلة زيادة عدد السكان في أوروبا، وبدأ الكثير من الأوروبيين في الاستقرار في القارات الأمريكية.
  • انتشرت ثقافة أوروبا في آسيا وإفريقيا وأجزاء أخرى من العالم بسرعة كبيرة.